عبد الله آل الشيخ: عمل «الشورى» السعودي لا يختلف عن العمل البرلماني.. يمارس الدور الرقابي والتشريعي

رئيس مجلس العموم البريطاني لـ«الشرق الأوسط»: تعيين سيدات في مجلس الشورى السعودي خطوة كبيرة ومهمة.. وهناك نقاط تواز بين مؤسستنا البرلمانية ومجلس الشورى

رئيس مجلس الشورى السعودي يصافح عضو البرلمان البارون هيل أوف أوريوفورد.. ويبدو في الصورة الأمير محمد بن نواف سفير السعودية في لندن ورئيس مجلس العموم أندرو ليزلي بالبرلمان البريطاني أمس («الشرق الأوسط»)
TT

نوهت رئيسة مجلس اللوردات البريطاني الدكتورة البارونة دي سوزا بالعلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وحرص القيادتين في البلدين على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أمس مع رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مقر البرلمان البريطاني بلندن في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها آل الشيخ للمملكة المتحدة حاليا تلبية لدعوة رسمية من رئيسي مجلسي العموم واللوردات البريطانيين.

وحضر الاجتماع الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة.

ورحبت الدكتورة دي سوزا برئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس أعضاء الوفد المرافق، وعدت هذه الزيارة فرصة للتعرف على مجلس الشورى ودوره في المجالين الرقابي والتشريعي بالمملكة.

من جانبه، عبر الدكتور عبد الله آل الشيخ عن شكره لرئيسة مجلس اللوردات على دعوتها له لزيارة المملكة المتحدة وعلى حسن الضيافة وكرم الوفادة، مشيرا إلى دور الزيارات المتبادلة بين أعضاء مجلس الشورى وأعضاء البرلمان البريطاني بغرفتيه العموم واللوردات في تطوير آلية التعاون بين المجلسين وتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.

وتم خلال الاجتماع الذي حضره رئيس لجنة الصداقة البريطانية - السعودية في البرلمان البريطاني دانيال كاوزنسكي وعدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات، استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في مختلف المجالات، وسبل تطوير العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والبرلمان البريطاني بما يخدم مصالح شعبي البلدين الصديقين.

وكان رئيس مجلس الشورى قد استمع إلى إيجاز عن البرلمان البريطاني خلال اللقاء التعريفي الذي عقده البرلمان البريطاني له ولأعضاء الوفد المرافق، بحضور الأمير محمد بن نواف.

من جهته، عبر آل الشيخ عن شكره لرئيس مجلس العموم على حسن استقبالهم له ولأعضاء البعثة، وتحدث عن هيكلة مجلس الشورى وطريقة عمله وعدد أعضائه، متحدثا عن انضمام 30 سيدة للمجلس، وأن مجلس الشورى السعودي يعبر عن الشعب وينطلق من مفهوم الشورى في الإسلام، ومنهج الشورى الذي التزمت به المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز، مشيرا إلى آلية العمل في المجلس ولجانه المتخصصة.

وأكد أن العمل في مجلس الشورى لا يختلف في منهجه عن العمل البرلماني، فهو يمارس الدور الرقابي والتشريعي، حيث إن جميع الأنظمة تدرس وتناقش في مجلس الشورى وتتم الموافقة عليها من قبل المجلس، لافتا النظر إلى أن النقاش في المجلس يتجه صوب المصلحة العامة للوطن والمواطن.

ويضم الوفد المرافق للدكتور عبد الله آل الشيخ أعضاء مجلس الشورى الدكتور حمزة بن حسين الشريف، والدكتور زهير بن فهد الحارثي، والأستاذ سعود بن عبد الرحمن الشمري، والدكتور سعيد بن عبد الله الشيخ، والدكتور عمرو بن إبراهيم رجب، والدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد، والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي. وفي تصريحات خص بها «الشرق الأوسط»، قال أندرو لنزلي رئيس مجلس العموم البريطاني: «لقد سعدت كثيرا بهذه الفرصة لشرح كيفية عمل البرلمان البريطاني هنا، وما وجدته مهما هو أن هناك نقاط تواز بين مؤسستنا البرلمانية ومجلس الشورى السعودي، فهناك طبعا اختلافات ونقاط تواز، وخاصة الخطى التي نتبعها هنا عند عرض المسائل للنقاش. وإذا نظرنا إلى برلماننا الذي تأسس منذ مئات السنين، ونرى أننا ما زلنا نتعلم ونطور عملنا، نرى أن مجلس الشورى الذي تأسس فعليا منذ 20 سنة يتطور ويعمل بقانون تشريعات واضح ويعكس كيفية عمل الحكومة».

وفي تقييمه لعمل مجلس الشورى السعودي قال لنزلي «باعتبار أنني أنتمي للمحافظين يجب أن ننظر دائما للإصلاحات، ولكن يجب تحديد أين يجب أن تكون، في المجالات التي تتطلبها، وما نراه في مجلس الشورى هو تطلعهم للإصلاحات، وأن نرى هذه اللجنة البرلمانية تأتي إلى هنا لزيارتنا، والسيدات اللواتي تم تعيينهن للعمل في المجلس، هذا مثير جدا».

وأضاف: «أرى أن تعيين سيدات في مجلس الشورى السعودي خطوة كبيرة ومهمة، وكما أوضح معالي رئيس مجلس الشورى فإن دور المجلس هو التعبير عن الشعب السعودي نساء ورجالا، والمرأة الآن في موقع أقوى لتحقيق هذا، فالمسألة ليست تخص الخبراء الذين يوجدون داخل المجلس فحسب بل أيضا بمستوى التمثيل للناس».

وحول إمكانية تبادل الخبرات أكد لنزلي أن «زيارة هذه البعثة من مجلس الشورى السعودي تعتبر مهمة جدا، لأن لكل بلد سياسته في العمل البرلماني وهو يعكس في حد ذاته النظام السياسي للبلد، وبالتأكيد التعرف على تجارب الآخرين عن قرب مفيد، فهم تجارب الآخرين وكيفية أخذ نظريات الناس أو الشعوب وتقديمها وتدارسها داخل البرلمان هي أهم العناصر، وكان لنا المزيد لنتعلمه ونحاول هنا أيضا تطوير كيفية سير عملنا، ومن الواضح جدا أن مجلس الشورى بالمملكة السعودية يتطور أيضا».

كما اجتمعت مساء أمس عضوتا مجلس الشورى السعودي الدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد، والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي، ببرلمانيات بريطانيات منهن البارونة سايمنز أوف فرنهام دين، وساندي فرمي وزيرة الطاقة والتغير المناخي، وقالت البارونة سايمنز لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء كان رائعا مع البعثة ومع عضوات مجلس الشورى، وبعد التحادث مع السيدتين من البعثة توصلنا إلى أنه تجمعنا العديد من النقاط المشتركة، فنحن نواجه نفس المسائل تقريبا، وتحدثنا عن مجال الصحة، وعن التعليم والعديد من المجالات الأخرى، وأرى أننا توصلنا إلى أن هناك العديد من الأمور التي تستحق أن نتابعها معا».