رئيس الوفد الكردي ـ التركي: أمامنا فرصة ثمينة لوقف نزيف الدماء في تركيا

نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك معه: مستعدون لأي دور

TT

أعرب نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان عن سرور القيادة الكردية بالتقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده بارزاني مع الوفد الكردي – التركي، الذي يزور إقليم كردستان بمهمة وساطة بين أنقرة وقادة حزب العمال الكردستاني بجبل قنديل، وهو الوفد الذي حمل رسالة من زعيم الحزب المعتقل بجزيرة إيمرالي إلى قيادة حزبه بجبل قنديل من أجل تحقيق السلام بتركيا، وإنهاء الصراع الدامي هناك.

واستهل بارزاني المؤتمر الصحافي بالإشادة بجهود الوفد الكردي التركي، مشيرا إلى أن «الوفد أجرى محادثات مكثفة مع معظم الأطراف السياسية بإقليم كردستان لحشد الدعم لجهود السلام المبذولة حاليا من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان»، وقال: «نحن مسرورون بالخطوات التي بدأت في تركيا لحل القضية الكردية، وحكومة الإقليم تؤكد دعمها الكامل لتلك الخطوات والجهود الخيرة التي تبذلها عدة أطراف من أجل تحقيق السلام في تركيا، الذي سوف يعود بالخير على جميع أبناء الشعبين الكردي والتركي، وفي هذا الإطار نقدر عاليا خطوات السيد (رئيس وزراء تركيا رجب طيب) أردوغان، ونأمل أن تتحول خطواته الحالية إلى رسم خارطة طريق شفافة وواضحة المعالم تنهي هذه المشكلة المزمنة بتركيا، كما نرحب بالدور الذي يقوم به الأخ أوجلان الذي بادر بإرسال رسالة من إيمرالي إلى قيادة الحزب، وأود أن أؤكد بهذه المناسبة أن حكومة الإقليم مستعدة لأي دور يُطلب منها من أجل تتويج تلك الجهود باتفاق لتحقيق السلام الشامل بتركيا».

من جانبه، أشار أحمد تورك رئيس الوفد الكردي التركي إلى أن «هذه الجهود السلمية لحل القضية الكردية بدأت منذ فترة طويلة، ولكن اليوم نجد أن هناك أجواء مشجعة للمضي بجهودنا من أجل إقرار السلام الحقيقي ببلدنا، ونعتقد أن هناك فرصة ثمينة لوضع حد للنزيف الدامي في تركيا، خاصة أن التطورات التي تشهدها المنطقة تؤكد أن السلام والأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي أصبحت بمجملها خيارا لشعوبها».

وسألته «الشرق الأوسط» حول ورود معلومات تشير إلى رغبة تركيا في سحب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من داخل الأراضي التركية، وتعتبر ذلك شرطا من شروط إنجاح المفاوضات الحالية، إلى جانب طلبها من الحزب التخلي عن سلاحه، أجاب تورك: «نحن الآن في خضم عملية سياسية تهدف إلى تأمين متطلبات السلام بتركيا، ونبذل جهودنا للتوصل إلى اتفاق يحقق السلام الشامل، وينهي هذا الصراع الدامي، وما يتعلق بالسلاح، فنحن بالأساس نرغب في أن لا يكون هناك أي سلاح بالعالم كله، وأن تتحاور الشعوب والحكومات من أجل تحقيق كل ما يهم مصلحة البلاد والناس، واليوم نسعى من خلال بذل جهودنا السياسية إلى تثبيت الحقوق المشروعة لشعبنا الكردي بالدستور، وعندما نصل إلى ذلك، لن تكون هناك أي حاجة للسلاح أو لبقاء المقاتلين داخل الحدود».