واشنطن: إيران وليس الصين فقط تهاجم إلكترونيا

الاستخبارات الأميركية: الهجمات ليست قوية لأن خبرات طهران الإلكترونية محدودة

TT

قالت، أمس (الاثنين)، مصادر استخباراتية أميركية إن الصين ليست وحدها هي مصدر الهجمات الإلكترونية على الوزارات والمؤسسات والشركات الأميركية، وإن إيران، أيضا، بدأت تشن هجمات. وأشارت المصادر إلى أن شركة «تلفينت» الأميركية، التي تشرف على جزء كبير من أنابيب الغاز والنفط التي تخترق الولايات المتحدة، تعرضت إلى هجمات إلكترونية، واشتكت إلى الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، وإن هذه الأجهزة اعتقدت، في البداية، أنها هجمات من الصين، ثم تأكد لها أنها من إيران.

كما أن الصينيين نفوا الهجوم على الشركة. وقالت المصادر الاستخباراتية إن إيران كانت كررت علنا أنها سوف تنتقم من الهجمات الأميركية - الإسرائيلية المشتركة عن طريق فيروس «ستوكس نت»، الذي كشف عنه قبل عامين. ثم فيروس «فليم» الأميركي الذي كشف عنه الستار في العام الماضي. غير أن المصادر قالت إن الهجمات الإيرانية ليست قوية، وذلك لأن خبرات إيران الإلكترونية محدودة.

وكانت إيران شنت، في السنة الماضية، هجمات إلكترونية على شركة «أرامكو» السعودية، وتسببت في تعطيل 30 ألف كومبيوتر تابع للشركة، ووضعت على شاشة كل جهاز علما أميركيا يحترق. غير أن تصريحات المسؤولين عن الشركة قالت إن الهجمات لم تؤثر على الإنتاج، وعلى المصافي وأنابيب النفط. وكانت مصادر أميركية كشفت، في العام الماضي، بالإضافة إلى فيروس «ستوكس نت»، فيروس «فليم» (اللهب)، الذي يملك إمكانيات تجسس هائلة، ليس فقط على الإمكانيات النووية الإيرانية، ولكن، أيضا، على كل جوانب الحكم والحياة في إيران.

وقال خبراء كومبيوتر في الولايات المتحدة، وفي روسيا وشرق أوروبا ودول أخرى، إن فيروس «فليم» متطور 20 مرة بالمقارنة مع الفيروس الأول الذي كان عطل، قبل عامين، أجهزة الطرد المركزي في منشأة نووية إيرانية. لكن، عكس الأول، يستخدم «فليم» للتجسس. ويسمى أيضا «سكاي وايبر» (ماسح السماء)، إشارة إلى قدرته على التجسس ربما على أي شيء، وهو أكبر فيروس، وأكثر تعقيدا من أي فيروس آخر.

وكان مسؤولون واستخباراتيون أميركيون قالوا، في السنة الماضية، إن البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ووكالات استخباراتية أخرى طورت أسلحة هجومية فيروسية. وبعضها استعمل فعلا. وعلى الرغم من أنهم لم يشيروا إلى «فليم» تحديدا، أشاروا إلى اسم «فايارز» (حرائق) لإحراق أجهزة العدو الإلكترونية.

في ذلك الوقت، أشاروا إلى إيران وإلى المواقع الإرهابية الإلكترونية، مثل موقع «انسبايار» (إلهام) الإنجليزي، الذي كانت أصدرته «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية. وقالوا إن هجوما إلكترونيا وقع بالفعل على «انسبايار»، وشوش على صفحات كثيرة منه، واضطرت «القاعدة» إلى إعادة نشر الصفحات.