وزير داخلية الجزائر: لا نملك معطيات تنفي أو تؤكد مقتل بلمختار و«أبي زيد»

شبكة «أنصار المجاهدين»: «أبي العباس» حي ويقود المعارك

TT

قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، إنه لا يمكنه تأكيد ولا نفي الأخبار التي تحدثت عن مقتل قياديي تنظيم القاعدة الجزائريين، مختار بلمختار (أبي العباس) وعبد الحميد أبو زيد، على أيدي جنود الجيش التشادي المنخرطين في الحملة العسكرية الفرنسية، على الإسلاميين المسلحين في شمال مالي.

وسئل ولد قابلية، أمس، من طرف صحافيين بالبرلمان، عن صحة المعلومات المتعلقة بمقتل أشهر زعيمين مسلحين في منطقة الساحل، فقال: «لا فرنسوا هولاند (الرئيس الفرنسي) ولا أي رئيس آخر أكد مقتلهما، فكيف تريدون من الجزائر أن تفعل ذلك؟!». وأضاف: «لم يعلمنا أحد بمقتلهما».

وكان ولد قابلية يشير إلى تصريحات أطلقها هولاند الأسبوع الماضي، جاء فيها أن القوات الفرنسية في مالي «بصدد التأكد» من صحة معلومات تحدثت عن مقتل «أبو زيد» (اسمه الحقيقي محمد غدير) في غارة للقوات الجوية الفرنسية في شمال مالي. وبعدها، ذكر الجيش التشادي أن المسلح الجزائري قتل على يدي عناصره.

وأمام إلحاح الصحافيين على إفادتهم بمعلومات عن القضية، قال ولد قابلية: «نتمنى أن يكونا ميتين»، مشيرا إلى أن «عددا كبيرا من الإرهابيين قتلوا من طرف قواتنا الأمنية عام 2012»، ولكن دون تقديم إحصائية في هذا الخصوص.

وأوردت شبكة «أنصار المجاهدين» الإلكترونية التي تروج لأخبار تنظيم القاعدة، أمس، بأن بلمختار «حي يرزق ويقود المعارك»، وكذبت الأخبار المنقولة عن الجيش التشادي، ومفادها أن الجهادي الجزائري قتل السبت في معارك بشمال مالي.

وجاء في موقع «أنصار المجاهدين» أن «قائد (كتيبة الموقعون بالدماء) خالد أبو العباس (الاسم الحركي لبلمختار) حي يرزق ويقود المعارك بنفسه، وقريب جدا سيلقي كلمة، ستكون صفعة للرئيس التشادي المرتد وصفعة للقوات الصليبية». ولم يقدم الموقع الجهادي تفاصيل تفيد بأن القيادي لا يزال حيا.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة التشادية الجنرال زكريا كوبونج، أعلن مساء السبت أن قوات بلاده الموجودة في مالي، تمكنت من قتل بلمختار زعيم «كتيبة الملثمون» سابقا وقائد «الموقعون بالدماء» حاليا، وهي المجموعة التي خططت ونفذت الهجوم على منشأة عين أميناس بصحراء الجزائر منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت فصول الحادثة التي تبناها بلمختار، بتدخل القوات الخاصة الجزائرية ومقتل 29 مسلحا إسلاميا. وقالت السلطات الجزائرية إن 37 رهينة أجنبيا كانوا محتجزين، قتلوا برصاص المعتدين.

وقال الجنرال زكريا قوبونج، في بيان أذاعه التلفزيون التشادي: «لقد دمرت القوات المسلحة التشادية العاملة في شمال مالي ظهر اليوم (أول من أمس) الثاني من مارس (آذار) قاعدة للإرهابيين بالكامل. وتضمنت الحصيلة مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم بلمختار».

وجاء الإعلان عن الوفاة المفترضة لبلمختار، (41 سنة)، بعد يوم واحد من تصريح الرئيس التشادي إدريس ديبي، بأن القيادي المسلح الجزائري عبد الحميد أبو زيد، قتل على أيدي قوات بلاده. وأبو زيد هو زعيم «كتيبة طارق بن زياد» ومسؤول عن أشهر عمليات خطف الرعايا الأجانب في الساحل.

وليست المرة الأولى التي يعلن فيها مقتل بلمختار، ويظهر في ما بعد أنها أخبار كاذبة. وحتى معلومة مقتل «أبي زيد» غير مؤكدة. وفي العادة، تعلن الجماعات الجهادية مقتل قادتها، وحتى أبسط عناصرها وتعتبرهم «شهداء»، وغالبا ما تقول بأنها ستنتقم لمقتلهم. وكتبت الصحافة الجزائرية عدة مرات في الأعوام الماضية، أن بلمختار الذي شارك في حرب أفغانستان، تفاوض مع السلطات الجزائرية من أجل تسليم نفسه مقابل إلغاء أحكام الإعدام التي صدرت بحقه. ثم ظهرت أنها أخبار عارية من الصحة.

من جهته، قال رئيس النيجر محمدو يوسوفو، أمس، في مؤتمر صحافي مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إنه «غير قادر على تأكيد أو نفي» المعلومات التي قدمت حول مقتل «أبي زيد»، وبلمختار، وهما قياديان بارزان في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وفي سياق ذلك، قال رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الأميرال إدوار غييو، ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول إمكان تأكيد مقتل «أبي زيد»، إن مقتل هذا الأخير «مرجح فحسب، لا يمكننا التأكد منه في هذه اللحظة، لأننا لم نعثر على جثته».

أما بخصوص بلمختار الذي أعلنت تشاد مقتله، فقال: «أنا شديد الحذر»، مشيرا إلى نفي هذه المعلومة في منتديات إسلامية.