«الحر» يعلن الرقة «شبه محررة» والنظام يشن هجوما على حمص

معلومات عن انشقاق ضباط علويين من الفرقة الرابعة

لقطة مأخوذة من فيديو يصور لحظة إسقاط تمثال الأسد الأب في الرقة بعد إعلان «تحريرها» أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد يومين من الاشتباكات العنيفة، أعلن الجيش السوري الحر تحرير مدينة الرقة، لتنضم إلى معظم مناطق الريف، الأمر الذي جعل المعارضين يطلقون على محافظة الرقة اسم بنغازي سوريا.

وقد أتى ذلك بعد يوم دام سقط خلاله أكثر من 264 قتيلا بينهم 115 جنديا نظاميا و104 مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي موازاة استمرار الهجوم العسكري الذي تشنه قوات النظام منذ يومين على حمص، في حين نشرت مواقع تابعة للمعارضة خبر انشقاق 22 ضابطا علويا من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وغيرها من الألوية ووصولهم إلى إسطنبول. وفي حين أكد قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» خبر انشقاق هؤلاء، لفت إلى أن 15 منهم، برتب عالية، وصلوا أمس إلى تركيا، فيما كان 7 آخرين قد سبقوهم منذ أسبوع. مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا يقومون بعملهم العسكري في المنطقة الشمالية وتحديدا في حلب، ما سهل عملية تواصلهم مع الجيش الحر وبالتالي انشقاقهم.

وفي ما يتعلق بمدينة الرقة، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثها معارضون، الناشطين وعناصر الجيش الحر وهم يقومون بتحطيم تمثالين للرئيس السابق حافظ الأسد، أحدهما على بوابة المدينة، أعلن المرصد أن مقاتلين من جبهة النصرة سيطروا بشكل شبه كامل على مدينة الرقة في شمال سوريا، وهي أول مركز محافظة يقتربون من فرض سيطرتهم الكاملة عليه، فيما أشار ضابط في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن محافظة الرقة أصبحت شبه محررة، ولم يعد تحت سيطرة النظام إلا مقر قيادة الفرقة (17) المدرعة، وهي تبعد عن المدينة نحو 13 كيلومترا، معتبرا أن السيطرة عليه لم يعد بالأمر الصعب، لا سيما أنها أصبحت محاصرة من كل الجهات، وقطعت عنها خطوط الإمدادات، ويعمد الجيش الحر إلى استهداف المروحيات التي تستخدم لإيصالها إليهم.

وكان المرصد قد تحدث عن اشتباكات بين عناصر من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شارع الباسل وبالقرب من فرع الأمن السياسي في مدينة الرقة وفي ساحة الإطفائية ومحيط دوار الدلة ومحيط فرع الهجرة والجوازات بعد منتصف ليل الأحد الاثنين. وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين دخلوا مبنى الهجرة والجوازات في المدينة ليل الاثنين، قبل أن يعاودوا الانسحاب منه.

وأشار إلى أن طائرات حربية تابعة للقوات النظامية نفذت غارات جوية استهدفت المنطقة الواقعة شمال سجن محافظة الرقة والتي يتمركز فيها مقاتلون من الكتائب المقاتلة، بعد سيطرتهم ليل السبت الأحد على هذا السجن الواقع إلى الشمال من المدينة. وتحدث المرصد عن معلومات عن أسر ضابط كبير في فرع أمن الدولة ونقله إلى تركيا، إضافة إلى أسر ضابط كبير آخر في الأمن السياسي، ومقتل ضابط كبير في شرطة المحافظة.

وفي حمص التي تشهد مناطقها اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة السورية، بحسب ما وصفها رامي عبد الرحمن، مدير المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية، وذكر أن القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية لها بدأت هجوما أول من أمس على هذه الأحياء الواقعة وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني. وشنت القوات النظامية السورية حملة واسعة لاستعادة أحياء يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص وسط البلاد. وتركزت الاشتباكات عند أطراف حيي القرابيص وجورة الشياح وحي الخالدية وأطراف أحياء حمص القديمة تترافق مع قصف عنيف من قبل القوات النظامية على مناطق في هذه الأحياء.

هذا الهجوم العنيف على حمص وضعه فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، في خانة الحملة التي اعتبر أن حزب الله يعد لها، لاجتياح مناطق في ريف حمص وريف حماه. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب قام أول من أمس بتدريبات في بلدة مشغرة اللبنانية في منطقة البقاع الغربي، تمهيدا لإرسال دفعة جديدة من عناصره إلى سوريا، معتبرا أن النظام السوري والحزب بدآ بتنفيذ المرحلة الثانية من خطتهما وهي التقسيم، لافتا إلى أن النظام السوري قام بسحب عناصره من الحواجز الموجودة في ريف حمص والمنطقة الحدودية لتحل مكانها عناصر من حزب الله.

وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر قد طالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية بعقد جلسة طارئة لمنع انفجار الوضع على الحدود السورية اللبنانية، ودعت في بيان لها لإرسال قوات عربية ودولية لحفظ أمن الحدود بين البلدين. كما حذرت من مخاطر ما أسمتها الحملة العسكرية الواسعة التي يعد لها حزب الله اللبناني في منطقة بعلبك - الهرمل والمناطق الحدودية مع سوريا.

وأوضحت أن هذه الحملة تهدف إلى اجتياح عسكري واسع يصل مداه إلى حوض العاصي بريف حماة وبعض مناطق الساحل السوري.