اجتماع للقيادة السياسية والعسكرية في فنزويلا بعد تدهور صحة شافيز

وزير الإعلام الفنزويلي يؤكد حدوث مشكلات في التنفس وتراجع المناعة لدى الرئيس

TT

اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية الفنزويلية في القصر الرئاسي في كراكاس أمس بعد أن أعلنت الحكومة تدهور صحة الرئيس هوغو شافيز المصاب بمرض السرطان. وبدأ نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي اختاره شافيز ليخلفه في الحكم، مشاورات مع الكثير من الوزراء والمسؤولين العسكريين ونحو 20 حاكما من الحزب الحاكم، بحسب تلفزيون «في تي في» الرسمي. وذكر مراسل التلفزيون أن الاجتماع يعقد «لتحديد السياسات المتعلقة بمختلف المشاريع لتنمية بلادنا والشعب الفنزيلي بأجمعه».

والليلة قبل الماضية أعاد وزير الإعلام الفنزويلي ارنستو فييغاس إثارة مخاوف أنصار شافيز عندما أعلن عن «تدهور في مشكلات التنفس بما يتصل بتراجع مناعته». وأضاف: «حاليا، يعاني من التهاب جديد وخطير».

وكان الرئيس شافيز قد عاد بشكل مفاجئ إلى كراكاس في 18 فبراير وأدخل إلى المستشفى العسكري في العاصمة بعدما كان يعالج في المستشفى منذ أكثر من شهرين في هافانا بكوبا، حيث خضع لعملية جراحية رابعة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إثر تشخيص إصابته بالسرطان في يونيو (حزيران) 2011 في منطقة الحوض. وأوضح الوزير الفنزويلي أن شافيز يخضع «لعلاج كيميائي قوي جدا من بين العلاجات الأخرى التي يخضع لها». وأكد أن «تطور وضعه الصحي ما زال حرجا جدا».

وبعد هذا الإعلان شهدت شبكات التواصل الاجتماعي تدفق رسائل الدعم. أما الطلاب الذين اعتصموا في حي شاكاو للمطالبة بالحقيقة حول صحة الرئيس، فلم يخفوا تشكيكهم. وصرح أحدهم ويدعى جيراردو لييزا البالغ 22 عاما وأتى من ولاية زوليا (غرب): «ما زلنا ننتظر إجابة ملموسة، أن يقولوا لنا إن كان الرئيس قادرا على العودة إلى الحكم أم لا. إن لا، فليعلن شغور السلطة التام ولننظم انتخابات».

وشافيز، 58 عاما، الذي يحكم البلاد منذ 1999، خضع لعملية ثقب القصبة الهوائية بسبب إصابته بالتهاب في الجهاز التنفسي بعد الجراحة التي خضع لها في 11 ديسمبر في هافانا، ويواجه صعوبات في التكلم بحسب الحكومة. ومنذ التقرير الطبي الأخير حول وضعه الذي يعود إلى 11 يوما، لم يكن تطور حالته الصحية «إيجابيا». وتؤكد الحكومة بانتظام أن شافيز لا يزال يمسك بمقاليد السلطة في البلاد النفطية، لكنها لم تتمكن من إسكات الشائعات التي تسري حول الوضع الصحي الحقيقي لشافيز في ظل عدم وجود تقارير طبية غير تلك التي تعلنها الحكومة.

والاثنين اتهم فييغاس مجددا «جهات أجنبية» و«اليمين الفنزويلي» بالتحضير لحرب «لإثارة أعمال عنف، ما يشكل ذريعة لتدخل أجنبي». وأضاف في البيان أن الحكومة «تندد بالموقف الخبيث للأعداء التاريخيين لهوغو شافيز الذين ضمروا له الحقد على الدوام وأهانوه وقللوا من شأنه واليوم يستخدمون وضعه الصحي ذريعة لزعزعة استقرار» فنزويلا.

ورغم عودته المفاجئة من كوبا التي أعلنها على حسابه على «توتير»، فإن الغموض لا يزال يحيط بالوضع الصحي الحقيقي لشافيز الذي لم يظهر علنا تقريبا ولم يدلِ بأي تصريح منذ مغادرته إلى كوبا في 10 ديسمبر، حيث نشرت السلطات فقط بعض الصور التي التقطت في غرفته في المستشفى في هافانا في منتصف فبراير. وبعدما وجهت رسائل تفاؤل وبيانات مقلقة في الوقت نفسه حول وضعه الصحي طلبت الحكومة ترك الرئيس «يرتاح» بينما يخضع لعلاج كيميائي جديد.

من جهتها طالبت المعارضة الأحد بمعرفة «الحقيقة» حول وضع شافيز الذي أعلن عدة مرات أنه شفي من السرطان في الأشهر الماضية. وقد أعيد انتخاب شافيز لولاية جديدة من ست سنوات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنه لم يتمكن من أداء اليمين الدستورية. وأرجئ حفل أداء اليمين الذي كان مرتقبا في 10 يناير (كانون الثاني) بموجب الدستور إلى أجل غير مسمى في قرار صادقت عليه محكمة العدل العليا، لكن اعترضت عليه المعارضة. وقبل مغادرته إلى هافانا، عين شافيز، في بادرة غير مسبوقة، نائب الرئيس نيكولاس مادورو لتولي السلطة في البلاد ودعا إلى انتخابه رئيسا في حال إجراء انتخابات مبكرة كما ينص الدستور في حال استقالة الرئيس أو عجزه عن الحكم.