نتنياهو: لا شروط ولا تسهيلات مسبقة

عارض قيادة جيشه في إطلاق سراح أسرى لتشجيع الفلسطينيين على استئناف المفاوضات

TT

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، توصيات قدمت له من قادة الجيش وأجهزة المخابرات الخاضعة لمسؤوليته، بالإقدام على سلسلة خطوات تعتبر «بوادر لحسن النية» للفلسطينيين، بينها إطلاق سراح أسرى والانسحاب من أراض في الضفة الغربية، وذلك لتشجيع الرئيس محمود عباس على القدوم إلى طاولة المفاوضات.

وأصدر مكتب نتنياهو بيانا ينفي فيه وجود أي نية للتجاوب مع مطالب الجيش والمخابرات، قائلا: «استئناف المفاوضات يجب أن يتم من دون أي شروط أو تسهيلات مسبقة». ونفى البيان ما كانت صحيفة «معاريف» قد نشرته، أمس على موقعها الإلكتروني من أن نتنياهو قبل توصيات بهذا الشأن.

وكانت مصادر سياسية قد سربت وثيقة أعدت في قيادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، تقول إن على إسرائيل أن تسعى لإنجاح زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى المنطقة وذلك بتوفير أجواء تتيح استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، حتى لا تتدهور الأوضاع نحو انتفاضة ثالثة. وقالت هذه المصادر، إن قادة الأمن حرصوا على أن تكون الإجراءات التشجيعية هذه ملائمة لسياسة حكومة يمينية جديدة متوقعة في إسرائيل.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن خطوات بناء الثقة وحسن النيات التي اقترحها قادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، هي: الانسحاب الإسرائيلي من مناطق «سي»، الخاضعة حاليا بالكامل إلى سيطرة إسرائيل، ونقلها إلى السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، وخصوصا المنطقة التي يمر منها الشارع الموصول ما بين رام الله وبين مدينة روابي، ومنطقة أخرى مشابهة قرب المنطقة الصناعية في طولكرم، إلغاء أوامر هدم لمئات البيوت الفلسطينية في عشر مناطق في الضفة الغربية ومنح هذه المباني الشرعية، إطلاق سراح غالبية الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو سنة 1993 (عددهم الإجمالي 123 أسيرا)، وتحرير الذخيرة التي تحتاج إليها قوات الأمن الفلسطينية.

وفسر مراقبون موقف نتنياهو هذا، على أنه «إجراء احتياطي إزاء سقف التوقعات العالي الذي وضعه الفلسطينيون لأنفسهم بفضل زيارة أوباما. فهم «يحسبون أن إسرائيل ستمنحهم كل شيء لمجرد قدوم أوباما، وعلينا أن نخفف من حماسهم».

وكان نتنياهو قد تطرق لموضوع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في خطابه الموجه إلى مؤتمر منظمة «إيباك»، اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الليلة قبل الماضية، فقال: «لنا نحن والولايات المتحدة رغبة مشتركة في تحقيق السلام. إن إسرائيل تريد السلام مع جيرانها الفلسطينيين لإنهاء النزاع بصورة مطلقة. ويجب إرساء هذا السلام إلى الواقع وإسناده إلى الأمن. إذ كانت إسرائيل قد انسحبت من لبنان ثم من غزة وتنازلت عن بعض الأراضي، لكن إجراءاتها قوبلت بالإرهاب. ولن نسمح بتكرار هذا الأمر مرة ثالثة. إن إسرائيل مستعدة لتقديم التنازلات الملحوظة، لكنني لن أتخلى أبدا بصفتي رئيسا لحكومة إسرائيل عن الاعتبارات الأمنية. يجب علينا العمل معا بحثا عن طريقة واقعية تمكننا من المضي قدما، حيث أعتقد أن هذه الطريقة يجب أن تستند إلى إجراءات تدريجية محسوبة خطوة تلو أخرى سعيا لدفع السلام الحقيقي والدائم والقابل للحماية. يجب تأكيد أهمية كون هذا السلام قابلا للحماية، لأن أي سلام لا يمكن حمايته لن يصمد ولو لفترة 5 دقائق في المشهد الشرق الأوسطي وبالذات المشهد الحالي. كما يجب أن يكون السلام حقيقيا، ذلك لأنه يجب علينا التحقق ليس فقط من قدرتنا على حماية أنفسنا كلما سارت هذه العملية خطوة خطوة إلى الأمام، بل أيضا التحقق من إقدام جيراننا (الفلسطينيين) على تربية أولادهم على العيش بسلام. إننا نلهث وراء هذا التطلع كوننا نتوق إلى السلام وننشده، حيث نعمل بالتعاون مع الرئيس أوباما على إحلاله».

وأكد نتنياهو أنه ينتظر فرصة البحث في كل هذه القضايا مع الرئيس أوباما خلال زيارته في وقت لاحق من الشهر الحالي.