محافظ نينوى: العراق يدعم قوات الأسد لوجيستيا

النجيفي قال إنه بلغ بمواجهات مع الجيش الحر

أثيل النجيفي
TT

ألقى أثيل النجيفي، محافظ نينوى والقيادي في ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي، باللوم على «قيادة عمليات الجزيرة» التي تم تشكيلها مؤخرا في مقتل 48 جنديا سوريا و19 جنديا عراقيا في كمين الاثنين الماضي، وقال «كان هناك تقصير كبير من قيادة عمليات الجزيرة وقصر نظر في التعامل مع قضية الجنود السوريين وأسلوب حمايتهم وتسليمهم للسلطات السورية».

وأضاف النجيفي قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، أمس «كان يفترض تسليم الجنود السوريين الذين لجأوا إلى الأراضي العراقية بواسطة الجو أو تأمين حماية كافية لإيصالهم إلى السلطات السورية»، منبها إلى أن «تقصير قيادة عمليات دجلة أدى إلى مقتل الجنود السوريين والعراقيين في آن واحد». وحول سبب عدم إبقاء الجنود السوريين في العراق والتعامل معهم كلاجئين، قال محافظ نينوى «هناك غموض في هذه القضية لم نعرف تفاصيله بعد ولم تكشف لنا أسراره، وما عرفناه من قيادة عمليات الجزيرة هو أن هؤلاء الجنود السوريين كانوا مرابطين في مركز اليعربية السوري الحدودي، وعندما تعرضوا لهجوم من قبل الجيش السوري الحر فروا من مواقعهم ودخلوا الأراضي العراقية لا سيما أن المسافة التي تفصل بين معبر اليعربية السوري ومعبر ربيعة العراقي لا تتجاوز 50 مترا وفي منطقة متداخلة، وأنهم لم يطلبوا البقاء في العراق»، مستطردا «لكن في اعتقادي أن قيادة عمليات الجزيرة تعاملت مع الموضوع بتقصير كبير، إذ لم تقدم لهم الحماية الكافية، وكان يجب إبقاؤهم في العراق ريثما تتهيأ ظروف أفضل لإعادتهم لبلدهم، أو كان يجب إرسالهم عبر الجو».

وعما إذا كان هناك دعم عراقي رسمي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أو تدخل عسكري عراقي ضد الجيش السوري الحر، قال النجيفي، إن «الدعم اللوجيستي موجود من قبل العراق لصالح الجيش السوري وإلا كيف نفسر سماح العراق للمقاتلات السورية بقصف معبر اليعربية بعد أن سيطر عليه الجيش السوري الحر من الأجواء العراقية؟»، موضحا أن «طائرتين حربيتين سوريتين كانتا قد خرقتا السبت الماضي المجال الجوي العراقي وقامتا بقصف معبر اليعربية الحدودي من داخل العراق مستهدفة تحريره من أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف قائلا أن «كل طائرة قامت بتنفيذ طلعة مستقلة عن الأخرى، وأدى القصف إلى جرح مدنيين عراقيين بسبب تشظي القنابل والصواريخ، كون المناطق الحدودية متداخلة وقريبة، وهذا ما تسبب في تعريض عدد من منازل العراقيين لأضرار مدنية جسيمة وهجرة مئات العوائل من ربيعة»، متسائلا «كيف يمكن للحكومة العراقية أن تسمح للطائرات السورية باختراق الأجواء وقصف مواقع سورية من أجوائنا وإلحاق الأضرار بمواطنينا من غير أن يصدر ولو احتجاج ضد الحكومة السورية».

وكشف محافظ نينوى عن أن «أهالي ربيعة تحدثوا عن اشتباكات كانت قد جرت بين القوات العراقية وما نعتقده الجيش السوري الحر استمرت لأكثر من عشر ساعات خلال سيطرة الجيش السوري الحر على معبر اليعربية، وقالت القوات العراقية: إننا كنا نرد على النيران الموجهة ضدنا»، مشيرا إلى أن «الجيش العراقي كان حريصا على ألا يسقط معبر اليعربية السوري بأيدي الجيش السوري الحر، ولهذا السبب قدمت القوات العراقية الدعم للجيش النظامي السوري». وأكد محافظ نينوى أن «معبر اليعربية السوري لا يزال تحت سيطرة قوات الجيش السوري الحر الذين يرفعون فوقه علم الثورة السورية»، فيما قررت السلطات العراقية إغلاق معبر ربيعة الحدودي حتى إشعار آخر.

من ناحية ثانية، قال النجيفي إن «قيادة عمليات الجزيرة التي تم تشكيلها مؤخرا من دون حتى استشارة مجلس محافظة نينوى أو المحافظة لحماية الحدود العراقية في محافظتي نينوى والأنبار ستتسبب في العديد من المشاكل، وفي مقدمتها توصيل الأمور إلى أوضاع خطيرة في المنطقة، كونها تقتل سوريين في الجانب الأخر من الحدود. والمعروف أن العشائر العربية في منطقة ربيعة هي نفسها في الأراضي العراقية والسورية، وهم أبناء عم، ومقتل أي مواطن في الطرف السوري سوف يثير أبناء عمومته في الأراضي العراقية، وقد يدفعهم للتحرك ضد الجيش العراقي»، داعيا إلى أن «يتم التعامل مع الموضوع بشكل عقلاني».