«أوكسفام»: نصف سكان اليمن مدينون من أجل شراء الطعام

القوات الجوية: أسباب فنية وأخطاء مصنعية وراء سقوط طائرتين عسكريتين فوق صنعاء

TT

حذرت وكالة المساعدات الدولية «أوكسفام» من تزايد ظاهرة الجوع في اليمن، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في العاصمة البريطانية لندن، في حين أعلنت القوات الجوية اليمنية النتائج الأولية للتحقيقات التي تجريها بشأن سقوط طائرتين عسكريتين فوق صنعاء.

وقالت المنظمة الدولية إن الجوع أصبح أمرا عاديا في الحياة اليومية، وإن نصف سكان البلاد يعانون جراء الديون التي وقعوا في براثنها بسبب شرائهم الطعام لذويهم وأهاليهم بالدين. ودعت «أوكسفام» وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، رئيسي مؤتمر أصدقاء اليمن الذي يعقد اليوم في لندن، إلى مطالبة زعماء العالم بتحويل وعودهم إلى مساعدات حقيقية لوقف «تهاوي اليمن في هوة أزمة سحيقة».

وقالت المنظمة الدولية الناشطة في مجال الإغاثة إن النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة مطلع العام الجاري يعاني كثيرا من نقص وصف بالمروع في التمويل، حيث «لم يصل سوى 2 في المائة فقط من أصل 716 مليون دولار طلبتها الأمم المتحدة»، وأضافت أن الحكومة اليمنية تواجه وضعا مشابها في مجال الحصول على الدعم المالي، حيث تطالب الحكومة بتوفير 17 مليار دولار أميركي للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد اليمني المتداعي، بعد أن تلقت وعودا بتقديم 8 مليارات دولار في مؤتمرات سابقة، «ولكن الحكومة لا تزال في انتظار 78 في المائة من التمويل، لم يصل بعد»، وحذرت «أوكسفام» من فجوات تعيق تقديم المساعدات من قبل وكالات الإغاثة.

وفي بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قالت كوليت فيرون، مديرة مكتب «أوكسفام» باليمن إن «اليمن أزمة منسية»، وإن هناك «ملايين يلاقون الأمرين لإطعام عائلاتهم، والعثور على مياه شرب نظيفة، والحصول على الرعاية الصحية الأساسية، وإرسال أبنائهم إلى المدارس»، وأكدت فيرون على ضرورة أن يمثل مؤتمر أصدقاء اليمن «نقطة تحول للناس العاديين في اليمن، يشعرون معه بأن الحياة بدأت تتحسن بالفعل»، وحثت الدول الداعمة على أن تحذو حذو الحكومة البريطانية من خلال توفير «تمويل طويل الأجل يضع اليمن على بداية طريق التعافي».

على صعيد آخر، أعلنت القوات الجوية اليمنية نتائج التحقيقات الأولية بشأن حادثتي سقوط وتحطم طائرتين عسكريتين في العاصمة صنعاء خلال الآونة الأخيرة، وتسببت الحادثان في مقتل وجرح العشرات من العسكريين والمدنيين، وقال رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي العميد طيار عبد الملك الزهيري في مؤتمر صحافي بصنعاء، إن نتائج التحقيقات الأولية تشير إلى سقوط الطائرة الحربية «أنتينوف 26» في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشير إلى أن الطائرة لم تتعرض لأي طلق ناري، كما تحدثت وسائل الإعلام حينها، وأكد أن السبب في كارثة الطائرة التي قتل فيها 9 ضباط «هو تعرض محركها الأيمن للحريق بسب تسرب الوقود، وذلك ما أفصحت عنه نتائج التحقيقات الأولية»، وأشار إلى أن عملية التحقيق والتحليل للصندوق الأسود ما زالت مستمرة في روسيا.

وحول أسباب سقوط الطائرة الحربية «سوخواي 22» الأسبوع الماضي في شارع الدائري بصنعاء على أحد المنازل، قال الزهيري إنه اتضح أن «سبب سقوط الطائرة كان ناتجا عن خلل فني مصنعي نتيجة نزول أحد قلابات الطائرة قبل الآخر وتحرك جنيحات الطائرة بصورة مفاجئة وغير منتظمة.. ما تسبب بحدوث ميلان سريع للطائرة باتجاه اليمين وانحرافها عن مسارها المحدد، ومن ثم سقوطها بعد أن حاول قائد الطائرة إلى آخر لحظة الحفاظ على سلامة وتوازن الطائرة، وتفادي سقوط ضحايا من المواطنين»، وفي وقت ارتفعت فيه الأصوات المطالبة بمنع عمليات تدريب الطيران فوق المدن، أكد المسؤول العسكري اليمني أن كافة عمليات التدريب تتم على مسافة بعيدة من أجواء المدن، وذكر مسؤولو القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني عددا من التوصيات التي خرجت بها لجان التحقيق المشكلة في كوارث الطيران العسكري اليمني التي تزايدت في السنوات الأخيرة، وأبرز تلك التوصيات «إعادة النظر في العقد المبرم مع الشركة، ووقف تسلم الطائرات المتبقية.. ما لم تتوفر كل شروط وضمانات السلامة وفق شهادات رسمية صادرة عن مكتب التصميم، بالإضافة إلى مراجعة العقد المبرم بين الشركة ومصنع التعمير ومعرفة جميع بنود التعمير».