المعايطة: الأردن أمام خيارين صعبين.. الاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين أو إغلاق الحدود

مشاورات تشكيل الحكومة «تمرين ديمقراطي بالذخيرة الحية»

TT

أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني سميح المعايطة وجود دور سياسي لبلاده في سوريا، وموقفها واضح يقوم على أن الحل السياسي هو الطريق لإنهاء الأزمة، مؤكدا لـ «الشرق الأوسط» وجود مصالح للأردن. وفيما يلي نص الحوار:

* في قضية اللاجئين السوريين المتدفقين إلى الأردن، هل الأردن قادر على تحمل كلفة استضافة هذه الأرقام الكبيرة من اللاجئين؟ وما هي الكلفة التي يدفعها الأردن؟

- المشكلة الكبرى في ملف الأشقاء السوريين أنه لا يوجد حتى الآن أفق واضح لحل الأزمة. وهناك على مدار الساعة تدفق للاجئين السوريين بأعداد كبيرة جدا. ويحدث هذا في ظل غياب منهجية دولية لتقديم عون حقيقي. على الأردن تحمل هذه الأعباء. نحن أمام خيارين صعبين أولهما الاستمرار في استقبال الأشقاء لكن إمكاناتنا لا يمكنها احتمال الأعباء المتزايدة. والآخر وهو إغلاق الحدود وهو ما لا نريده. ولهدا نأمل من المجتمع الدولي أن يكون تعامله بحجم الأزمة. ونأمل أن تكون هناك آفاق لحل سياسي للأزمة يوقف تدفق الأشقاء ويفتح الباب لعودة كل لاجئ إلى بلاده

* سمعنا عن مطالبات في البرلمان الأردني بأن يغلق الأردن حدوده أمام اللاجئين السوريين، هل يمكن أن يحدث هذا؟

- البرلمان يتحدث عن جانب من القضية وهو جانب مهم ويتمثل في تأثير تدفق اللاجئين على المواطن الأردني في ظل أزمة اقتصادية يعانيها الأردن. وهو حديث يتحدث به الناس أيضا. لكننا جميعا في الأردن ندرك حجم معاناة الأشقاء ونريد أن نستمر في أداء واجبنا العربي والإنساني تجاههم. لكن على العالم أن لا يدير ظهره لتعاظم هذه الأزمة وتأثيرها على الأردن والأردنيين. الحكومة لا تتحدث عن إغلاق الحدود لكن الأردن دولة بإمكانات محدودة وتعاني أوضاعا اقتصادية صعبة.

* ما هو دور الأردن السياسي في سوريا؟ وهل للأردن اتصالات مع الحكومة السورية والمعارضة السورية؟

- الأردن تبنى مند بداية الأزمة وحتى اليوم موقفا واضحا يقوم على أن الحل السياسي هو الطريق لإنهاء الأزمة. وعمل وما زال مع كل الأطراف لإعطاء قوة دفع كبيرة لهدا الخيار. لكن للأردن خصوصية يسبب موقعه الجغرافي تجعله يعمل وفق معادلة دقيقة مع الجميع. وهناك مصالح للأردن والأردنيين واجبنا أن نحافظ عليها. وهناك أطراف جديدة في المعادلة السورية لا يمكن تجاهلها.

* يقوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بزيارة إلى تركيا، ماذا سيبحث في الزيارة؟ وهل سيكون الموضوع السوري أساس هذه الزيارة؟

- من المؤكد أن الملف السوري هو الملف الأبرز في محادثات جلالة الملك في تركيا. كما كان الملف الأهم خلال زيارة جلالته إلى موسكو مؤخرا. والأردن وتركيا من دول الجوار لسوريا. ومن الدول التي تستقبل الأشقاء السوريين.

*بعد هدوء نسبي بدأت الحراكات الشعبية للعودة إلى نشاطها على الساحة ولم تنه الانتخابات البرلمانية هذه المسألة، هل سنشهد حوارا بين الحكومة والمعارضة لحل القضايا الخلافية وخاصة قانون الانتخاب؟

- خلال افتتاح جلالة الملك لمجلس الأمة قبل شهر دعا المجلس إلى أمرين مهمين: أولهما مراجعة قانون الانتخاب مراجعة شاملة بما يضمن تقوية العمل الحزبي وتحقيق توافق أوسع. ووصف الملك قانون الانتخاب بأنه قانون غير مثالي. والأمر الثاني أن يكون مجلس النواب حاضنا وطنيا للحوار حول مختلف القضايا. وأعتقد أن كل القضايا الخلافية ستكون محل حوار ومن خلال مجلس النواب ممثل الناس وأيضا فهو السلطة التشريعية التي يتم من خلالها تعديل التشريعات.

* كيف تقيم المشاورات التي يجريها رئيس الديوان الملكي مع أعضاء مجلس النواب لاختيار رئيس الحكومة المقبل؟ وهل تؤسس لفكرة الحكومات البرلمانية؟

- هذه المشاورات رسالة أرادها جلالة الملك تأكيدا على رغبته الأكيدة في إعطاء مجلس النواب دورا في بناء الحكومات البرلمانية. وهي التجربة الأولى التي يجب أن لا نظلمها في التقييم لأنها تجري قبل اكتمال البنية التحتية للكتل البرلمانية الحزبية والبرامجية في المجلس. لكنها بداية لا بد منها وهي تمرين ديمقراطي بالذخيرة الحية. وكلما ذهب المجلس نحو بناء كتل برامجية وحزبية كلما كانت النتائج أفضل. وهي رسالة على جدية مؤسسة الحكم في الذهاب نحو مزيد من الإصلاحات.

* هناك جولة مرتقبة للرئيس الأميركي أوباما إلى المنطقة وسيزور الأردن خلالها وهناك أنباء أن الأردن سوف يستضيف قمة ثلاثية تجمع أوباما وعباس ونتنياهو، ما دقة هذا الأمر؟

- جولة الرئيس الأميركي مهمة وهي تأتي مع حكومة إسرائيلية جديدة. ويأمل الأردن أن تودي إلى إحياء عملية السلام بعدما أدت السياسة الإسرائيلية إلى وقفها بل وصنع وقائع على الأرض تعيق تحقيق حل يعطي للشعب الفلسطيني حقوقه وأولها إقامة دولة كاملة السيادة.

الأردن عمل وسيعمل على إعادة عملية السلام إلى الحياة. وسبق أن استضاف في بداية العام الماضي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وسندعم أي مسار لإحياء المفاوضات دعما لحق الأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم. كما تتعرض القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية إلى استهداف إسرائيلي منهجي لتهويد أرضها وتهجير سكانها ومصادرة أرضها ويعمل الأردن ومن خلال كل الوسائل والإمكانات لحماية المقدسات ونقوم بدور كبير هو واجبنا في رعاية المقدسات والتصدي لكل الإجراءات التهويدية. فالقدس من أكثر القضايا حضورا على أجندة القيادة الأردنية ليس من خلال الموقف السياسي والعمل الدبلوماسي فقط. بل من خلال عمل يومي وجهاز يعمل لرعاية المقدسات التي تمثل مهوى قلوب كل أبناء أمتنا.