«سي آي إيه» تعتقل صهر زعيم «القاعدة» خلال عبوره من الأردن للكويت

أرسل زوجته فاطمة بنت بن لادن مع أطفاله من تركيا إلى السعودية > عضو كونغرس أكد اعتقال سليمان بوغيث

صورة مأخوذة من تسجيل لسليمان بوغيث بث عبر الانترنت («الشرق الأوسط»)
TT

قال بيتر كينغ، النائب الجمهوري من نيويورك، الذي كان رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي، إن السلطات الأميركية اعتقلت سليمان بوغيث، الذي وصفه بأنه كان المتحدث باسم أسامة بن لادن، مؤسس «القاعدة».

وقال كينغ إن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أبلغوه بذلك. وأثنى على وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ومكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي). ووصف بوغيث بأنه صهر بن لادن. وقال: إن بوغيث لعب دورا في هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

وقال: «بالتأكيد، واحدا بعد الآخر، نقبض على قادة (القاعدة)». وأضاف: «أشيد بإدارة الرئيس أوباما في هذا. إنها تعمل في تصميم، ومن دون تردد، وفي نجاح كبير». ورفض مصدر في «سي آي إيه»، ومصدر آخر في «إف بي آي» التعليق على هذه التصريحات.

إلى ذلك أكدت مصادر للإسلاميين في بريطانيا أن وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) قد اعتقلت سليمان بوغيث صهر أسامة بن لادن، المتحدث الإعلامي باسم التنظيم فيما كان بطريقه من الأردن نحو الكويت، بعد سلسلة من التحقيقات أجريت معه في تركيا. وقال بيان تلقته «الشرق الأوسط» من «المرصد الإسلامي» وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم، إن بوغيث غادر تركيا يوم الأول من مارس (آذار) إلى الأردن في نفس اليوم الذي كان يزور فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا. واتصلت هيئة «المرصد الإسلامي» على محامي بوغيث في تركيا فأكد عملية المغادرة لكنه سمع باعتقاله في الأردن. وقالت مصادر مسؤولة من «المرصد الإسلامي» إن بوغيث غادر عبر البر من تركيا إلى الأردن، لكنه اعتقل في داخل الحدود الأردنية. من جهتها ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس من دون ذكر مصادرها أن موظفين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) اقتادوا سليمان بوغيث، صهر أسامة بن لادن، إلى الولايات المتحدة بعدما اعتقل في أنقرة في نهاية يناير (كانون الثاني) وطردته تركيا إلى الأردن. الذي كان سيتوجه منه إلى الكويت، لكن «سي آي إيه» اعتقلته على الأراضي الأردنية واقتادته إلى الولايات المتحدة. واعتقلت أجهزة الاستخبارات التركية بوغيث في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة بعدما تبلغت من السي آي إيه، كما أوردت وسائل الإعلام آنذاك. وبوغيث دخل الأراضي التركية بصورة غير قانونية من إيران حيث أقام مع عائلته. وفيما رفض الأردن رسميا التعليق على اعتقال بوغيث في مطار الملكة علياء الدولي خلال عبوره من الأردن إلى الكويت، قال مصدر أردني لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الأمنية عادة لا تدقق في أسماء المسافرين عن طريق الترانزيت إلا إذا المسافر حاول الخروج من المطار أو المبيت في أحد الفنادق. من جانبه قال مصدر أردني مطلع إن فريقا من وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) تعقب بوغيث خلال تواجده في تركيا وإن الفريق حاول تسلمه من السلطات التركية التي اعتقلته لدى دخوله الأراضي التركية بجواز سفر مزورة إلا أن السلطات التركية رفضت تسليمه للوفد الأميركي لعدم وجود قوانين تسمح بذلك وقررت إخلاء سبيله لعدم وجود أي قضايا ضد بوغيث وغير مطلوب للسلطات التركية في أي قضايا. وأشار المصدر إلى أن السلطات التركية قررت إبعاده إلى الكويت حيث سافر في مطلع الشهر الحالي إلى عمان وتم اعتقاله في قاعة الترانزيت بمطار الملكة علياء الدولي وتسليمه للوفد الأميركي، الذي كان قد وصل من تركيا إلى عمان على نفس الطائرة.

وقال المصدر إن الوفد الأميركي استقل طائرة خاصة من عمان ومعه بوغيث إلى الولايات المتحدة الأميركية. يشار إلى أن هناك اتفاقيات أمنية بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية تسمح بتسليم السجناء والمطلوبين. وكان سليمان بوغيث زوج ابنة أسامة بن لادن قد اعتقل في العاصمة أنقرة قبل 33 يوما في أحد الفنادق القريبة من قصر الرئاسة التركي، وبما أنه لم يرتكب أي عمل غير قانوني في تركيا، فقد أطلق سراحه بعد عرضه على المحكمة. وكان بوغيث قد سحبت منه الجنسية الكويتية، ولهذا يعامل على أنه مواطن بلا وطن، وهنا بدأت النقاشات حول الدولة التي سيرسل إليها غيث، إلا أن إيران؛ الدولة التي قدم منها، رفضت دخوله أراضيها مرة ثانية. وفي حين رفضت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأميركية في أنقرة التعليق على المعلومة، نفى مصدر رسمي تركي وجود «صفقة» مع الولايات المتحدة بشأنه، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا طرفا في أي صفقة.. لقد تعاملنا مع الموضوع وفق المعايير الدولية وبكل شفافية». وكان بوغيث قد ظهر غداة اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، في شريط دعائي على أنه متحدث باسم تنظيم القاعدة إلى جانب أسامة بن لادن. وكان «المرصد الإسلامي» كشف عن أن السلطات التركية اعتقلت بوغيث، وهو متحدث سابق باسم «القاعدة»، في فندق بأنقرة في فبراير (شباط) الماضي، بعد حصولها على معلومات من «سي آي إيه». وكانت السلطات الأميركية طلبت من تركيا تسليمها بوغيث إلا أنها رفضت ذلك بموجب القوانين الداخلية والدولية. وقال إسلاميون في لندن لـ«الشرق الأوسط»: «إن صحة بوغيث متدهورة ومستعد للمثول أمام القضاء الكويتي، ومن المؤكد أن بوغيث لديه ما يثبت أنه غير مدان، ويجب النظر في تلك المستندات، والمطلوب هو منحه جواز سفر كويتيا والسماح له بالعودة». وغداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة، ظهر بوغيث على شريط دعائي على أنه متحدث باسم تنظيم القاعدة إلى جانب أسامة بن لادن. وقال إسلاميون في لندن إن سليمان بوغيث، الكويتي الذي أسقطت جنسيته والمتزوج من إحدى بنات زعيم التنظيم الراحل أسامة بن لادن، حاول قبل مغادرته إيران إلى تركيا حيث اعتقل، أن يسلم نفسه للسلطات الكويتية ويعود إلى الكويت إلا أن هذا الطلب رفض. وكان بوغيث طلب العودة إلى الكويت، عن طريق وسطاء اتصل بهم، أحيل إلى وزارة الداخلية التي رفضت استقباله، قائلة إنه الآن ليس كويتيا بعد سقوط جنسيته وبالتالي لا يتم التعامل معه كمواطن كويتي ولذلك تم رفض طلبه. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بوغيث قام بعد ذلك بمحاولات حثيثة لدخول الكويت بأي طريقة، إلا أن محاولاته هذه لم يكتب لها النجاح، ثم جاءت فكرة دخوله إلى تركيا، التي وصلها قبل أسبوعين بجواز سفر إيراني، ثم قام بإبلاغ السفارة السعودية في أنقرة بوجوده مع زوجته المواطنة السعودية فاطمة بنت أسامة بن لادن التي له منها أولاد. واعتبرت تركيا أن بوغيث دخل البلاد بشكل غير شرعي من إيران، ما يعني أنه يمكن ترحيله إلى إيران، ولكنها رفضت ذلك، وقررت تركيا أن تترك له حرية المغادرة لأي بلد يرغب الذهاب، ويبدو أنه اختار السفر إلى الكويت عبر الأردن». وتشير التقارير إلى أن بوغيث وبعد وصوله إلى تركيا قادما من إيران بصحبة زوجته فاطمة (ابنة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة)، قام بترحيل زوجته مع أطفاله منها، إلى السعودية وبقي في أنقرة وحده وسكن بأحد الفنادق حتى ألقي القبض عليه من السلطات الأمنية التركية بعدما تبينت حقيقة شخصيته وأحالته إلى التحقيق وبعد ذلك أطلق سراحه بأمر من قاضي التحقيق التركي لعدم ثبوت أي تهمة جرمية عليه.