مرسي يسعى لتهدئة الشارع بلقاءات مع ممثلين لقبائل مصرية

بينها مشاكل الأمن والتنمية في بورسعيد والنوبة والحدود مع غزة وليبيا

الرئيس محمد مرسي خلال لقائه ممثلين عن القبائل المصرية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في وقت تشهد فيه البلاد احتقانا سياسيا، التقى الرئيس المصري محمد مرسي منذ مطلع هذا الأسبوع ممثلين لقبائل مصرية، في مساع لتهدئة الشارع، ووعد الرئيس في لقاءات مع عشرات من ممثلي قبائل من عدة محافظات، بالعمل على حل المشاكل العالقة ومن بينها قضايا الأمن والتنمية في بورسعيد والنوبة ومطروح وسيناء إضافة لمشكلة الحدود مع غزة وقضية فرض ليبيا تأشيرة على دخول المصريين إليها.

وقالت مصادر الرئاسة المصرية إن مباحثات مرسي مع رئيس الوزراء الليبي، الذي بدأ زيارة للقاهرة أمس، تطرقت إلى عدد من القضايا من بينها تأمين الحدود المشتركة، والمسائل القنصلية بين البلدين، وفتح المجال للعمالة المصرية هناك خاصة مع التدهور الاقتصادي الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة. وتوجه زيدان أمس إلى مطروح لإبداء حسن نوايا على ما يبدو تجاه أبناء المحافظة التي لها امتداد قبلي في ليبيا.

وفي القاهرة التقى مع الرئيس مرسي أيضا بقيادات ما يعرف باسم «ائتلاف القبائل العربية» بمصر. وقال رئيس الائتلاف، راشد سلامة السبع، وهو عضو في مجلس الشورى أيضا إن مشايخ القبائل الذين التقوا الرئيس، طرحوا عدة مطالب منها حل مشاكل أبناء سيناء مع الأحكام الصادرة بحقهم في عهد النظام السابق، وإصدار عفو شامل عن المتهمين في قضايا الإرهاب في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، والسماح لأبناء سيناء بتملك الأراضي، وحل قضية تنقل أبناء محافظة مطروح بين جانبي الحدود المصرية الليبية دون تأشيرة.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن اللقاءات مع ممثلي القبائل العربية بمصر، والتي يقدر عددها بالملايين خاصة في غرب البلاد وفي الصعيد وسيناء، تأتي بعد أن لوحظ اتجاه عدد من أبنائها لتشكيل روابط معارضة للرئيس مرسي، بعد أن كانت تلك القبائل مؤيدة للرئيس في الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي. ومن بين المجموعات المنتمية للقبائل وأصبحت مناوئة للنظام الحالي، «درع سيناء»، و«جبهة المقاومة»، ومجموعة «لا للمشروع النووي»، وغيرها.

وبدأ مرسي لقاءاته مع وفود من ممثلي القبائل المصرية منذ يوم الاثنين الماضي. وقال إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة إن حزبه طالب الرئيس بإنهاء أزمة بورسعيد وحل مشكلة أهالي النوبة ومشاكل الأقباط. بينما أوضحت الرئاسة أن لقاء ممثلي القبائل يأتي في إطار الحرص على التواصل مع جميع أبناء الشعب في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد، وأن الرئيس وعد بالنظر في هذه الطلبات بأسرع وقت.

ويقول ممثلو القبائل في مطروح وهي محافظة صحراوية متاخمة للحدود مع ليبيا، إن الرئاسة تتجاهل مطالب أبناء المحافظة على الرغم من استقبالها لوفود منهم أربع مرات منذ تولي الرئيس مرسي الرئاسة. وقال العمدة عبد الرحمن بوعطية عمدة قبائل الجميعات بمطروح، بعد أن شارك في لقاء مرسي قبل يومين: «ذكّرت الرئيس بأننا عرضنا معه في حضور أعضاء مجلسي الشعب والشورى عن المحافظة المشاكل التي تواجه مطروح». وأضاف قائلا: «التقينا بالرئيس أكثر من أربع مرات، لكن لم تتم تلبية أي من مطالبنا»، مشيرا إلى أنه طالب الرئيس في آخر لقاء بمعرفة سبب تأخر الرد بشأن تحقيق مطالب أبناء المحافظة.

وتعتمد محافظة مطروح بشكل كبير على التجارة مع ليبيا، وتعتبر المحافظة معبرا لباقي أبناء المحافظات المصرية الذين يرغبون في العمل في ليبيا. وكان نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي يستثني أبناء المحافظة من الحصول على تأشيرة لدخول بلاده، لكن الحكام الجدد في طرابلس الغرب أوقفوا تلك الاستثناءات مما أدى إلى توتر على جانبي الحدود تخللتها اشتباكات بين أبناء السلوم والأمن الليبي على الجانب الآخر من الحدود.

وأضاف مهدي أبو زريبة من مدينة السلوم المحاذية للحدود الليبية: «لقد تحدثت في لقاء الرئيس باستفاضة عن مشكلة الحدود مع ليبيا وما حدث من الجانب الليبي أخيرا تجاه أبناء مصر ومنع دخول أبناء مطروح إلى الأراضى الليبية إلا بتأشيرة دخول».

ومن القضايا الأساسية التي بحثها ممثلو قبائل مطروح مع الرئاسة قضية محطة الطاقة النووية المزمع إقامتها في مدينة الضبعة بوسط المحافظة على البحر المتوسط. وقال أبو بكر الجراري أحد شيوخ الدعوة السلفية بمطروح: «طالبنا الرئيس مرسي بصرف النظر عن إقامة مشروع الطاقة النووية». بينما أضاف العمدة منعم إسرافيل السرحاني، الذي شارك في لقاء الرئيس محمد مرسي: «عرضنا على الرئاسة أهمية تعيين مستشار لرئيس الجمهورية عن محافظة مطروح ليكون حلقة وصل بين المحافظة والرئاسة، خاصة بعد ما وصفه بـ«المعاملة السيئة» التي يتعرض لها أبناء مصر ومحافظة مطروح ممن يعملون في ليبيا.