عدد الاعتداءات اليهودية العنصرية على الفلسطينيين تضاعف مرتين خلال سنة

حسب إحصاءات رسمية للشرطة الإسرائيلية

TT

دلت إحصاءات رسمية في الشرطة الإسرائيلية على أن الاعتداءات العنصرية التي ينفذها مواطنون يهود على مواطنين فلسطينيين في إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، تضاعفت من سنة 2011 إلى سنة 2012، وأن وتيرة تنفيذ هذه الاعتداءات زادت في الشهرين الماضيين من سنة 2013 أيضا.

وقد وقع آخر هذه الاعتداءات، الليلة قبل الماضية، عندما أقدم عدد من الفتية اليهود في مدينة القدس الشرقية المحتلة، على رشق حجارة باتجاه سيارة تقودها امرأة يهودية لأنها ترافق صبية فلسطينية، وتحديدا في شارع «كورئي هعيتيم» في أحد أحياء القدس الغربية. وكانت الفلسطينية، وهي من سكان القدس الشرقية وتعمل معلمة في مدرسة يهودية، قد استقلت سيارة زميلة يهودية معها في المدرسة نفسها، وتوجهتا إلى بيت مديرة مدرستهما لكي تقدما واجب العزاء لها لوفاة والدتها. وقد حطموا زجاج السيارة ومزقوا الإطارات الأربعة من دون تسجيل إصابات بشرية.

وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية أن قوات الشرطة هرعت إلى المكان وقامت باعتقال فتى يهودي يبلغ من العمر 16 عاما، للتحقيق معه بشبهة ضلوعه في هذه الواقعة، وتمت إحالته للتحقيق في شرطة منطقة «موريا»، مع العلم بأنه من المتوقع تنفيذ اعتقالات أخرى لمشتبه بهم لاحقا.

وفي حادث آخر، وبعد أسبوع من الاعتداء على عامل عربي يعمل في بلدية تل أبيب، اعتقلت الشرطة 4 شبان يهود من طبرية بشبهة الاعتداء بالضرب على العامل العربي. وتدعي الشرطة أن خلفية الاعتداء غير واضحة. والعامل العربي حسن أصرف قد أكد أنه تعرض لاعتداء عنصري في تل أبيب، قرابة الساعة الرابعة فجرا، من قبل مجموعة يزيد عددها على 20 شخصا من الشبان اليهود. وقد تم نقل الشاب المعتدى عليه إلى مستشفى «إيخيلوف» لتلقي العلاج، حيث تبين أنه تعرض لإصابات في الرأس والعين والفك. وبحسب شهادة حسن أصرف، فإن المعتدين العنصريين نفذوا الاعتداء عليه بعد أن تأكدوا من كونه عربيا. وقال إنهم سألوه بداية: «هل أنت عربي؟ هل تريدون دولة؟ هل هذا هو ما تريدون؟»، ويضيف أنهم هاجموه بعد ذلك، وانهالوا عليه بالضرب بقبضاتهم وبأرجلهم بعد أن سقط أرضا نتيجة لضربه بزجاجة على رأسه. وخلال التحقيق، تبين أن ثمانية فتيان آخرين، كانوا قد نفذوا اعتداء على عائلة عربية من «فلسطينيي 48» في طبريا قبل أسبوعين.

وتعرض عامل عربي آخر في أحد مطاعم شمال تل أبيب، في الساعات الأولى من فجر الجمعة الماضي، لاعتداء عنصري من قبل شبان يهود عنصريين من رواد المطعم. وعلم بأن الشرطة لم تقم باعتقال أحد بادعاء أنها لم تتمكن من سماع شهادة العامل العربي بسبب إصابته. وجاء أن مجموعة من العنصريين هاجموا العامل العربي، ورشقوه بكل ما طالته أيديهم، بما في ذلك الكراسي والطاولات، وقاموا بشتمه وإطلاق عبارات نابية وعنصرية ضده، منها: «عربي قذر». وبحسب شهادة العامل العربي، فإنه لم يتحرك أحد في المكان لمساعدته، ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه بسبب كثرة المهاجمين.

وقال أيضا إن الشرطة التي وصلت إلى المكان لم تفعل شيئا. في المقابل، تدعي الشرطة أنه تم استدعاؤها للمطعم، وأن عناصرها حاولوا استيضاح حقيقة ما حصل، ولكنهم لم يتمكنوا من سماع شهادة العامل العربي بسبب وضعه الصحي نتيجة الاعتداء عليه.

وعلى صلة أيضا، يذكر أن الشاب عوني أبو واصل، من قرية عارة في المثلث، كان قد تعرض لاعتداء عنصري قبل 5 أيام في مدينة نتانيا الساحلية.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس، فتاة يهودية قاصر بشبهة ضلوعها في واقعة الاعتداء على الفلسطينية هناء مطير من سكان القدس، قبل يومين، وذلك في محطة للقطار الخفيف قرب حي «كريات موشيه» في القدس المحتلة. وأحيلت الفتاة، وهي من سكان إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، إلى التحقيق لدى شرطة موريا في القدس، وما زالت التحقيقات جارية حول ظروف حادث الاعتداء وملابساته.

وكانت هناء مطير، وهي من سكان رأس العامود في القدس، قد تعرضت الأسبوع الماضي لاعتداء وحشي من عدد من اليهوديات، خلال انتظار زوجها والتوجه للمستشفى من أجل إجراء فحص لها. ووفقا لرواية زوجها، أحمد مطير، فإن يهودية توجهت إليها وسألتها إذا ما كانت عربية أم لا رغم أنها تلبس غطاء الرأس الإسلامي، فبصقت عليها عندما أجابتها مطير قائلة: «بالطبع!»، وتضيف مطير أيضا أنها حاولت الابتعاد من موقع الحادث، إلا أن إحدى النساء اليهوديات قامت بملاحقتها وشتمها، ثم الانهيال عليها بالضرب، لتنضم إليها لاحقا سيدتان يهوديتان، قامتا هما الأخريان بالاعتداء عليها، وإزالة الحجاب عن رأسها. وأكد الزوج أحمد، أن رجل الأمن الذي وجد لحظة الاعتداء عند محطة القطار الخفيف، لم يقم بمساعدة زوجته، بل ساهم هو بدوره في الاعتداء، مبينا أن المارة حاولوا إنقاذ زوجته، التي كانت في حالة نفسية سيئة جدا عندما وصل إليها.

يشار إلى أن لهناء مطير ثمانية أولاد، وهي حامل أيضا، وأن حالتها النفسية سيئة جدا حتى اليوم. وقد قال أحمد مطير في حديث مع وسائل إعلام محلية: «هذا الموضوع خطير جدا، ولا يمكن السكوت عنه أبدا».

ويتعرض الطلاب العرب في الجامعة العبرية بالقدس لحملة تحريض دموية بسبب مظاهرة لرفع الشعارات نفذوها قبل يومين دعما للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وضد الملاحقة السياسية. وفي أعقاب ذلك، قام نشطاء من حركة «إم ترتسو» الفاشية بنشر صور للطلاب العرب أثناء المظاهرة على صفحة «إم ترتسو» الرسمية على «فيس بوك»، واصفين الحدث بأنه «تماهٍ مع المخربين ضد دولة إسرائيل وأمنها»، وقد عمد العديد من المشاركين في الصفحة إلى كتابة عشرات التعقيبات العنصرية، التي تحمل دعوات واضحة ومباشرة لمعاقبة الطلاب وقتلهم وإيذائهم، كما تم وصفهم بأوصاف نابية وبذيئة.