اليمن: هادي يهدد بمعاقبة من يحاولون عرقلة مؤتمر الحوار الوطني

TT

قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع الأمنية في اليمن باتت هاجسا مهما للقيادة اليمنية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك مع قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر في 18 مارس (آذار) الحالي، في حين يقوم وفد بريطاني بزيارة اليمن.

وذكرت المصادر اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك معلومات وردت إلى الجهات الأمنية بنية بعض الجهات الإرهابية وغيرها القيام بعمليات تعكر صفو الأجواء السياسية المتوترة وتدفعها نحو المواجهة السياسية، وأن الاجتماع الذي عقده الرئيس هادي، أمس، باللجنة العسكرية، يهدف، في المقام الأول، إلى ضبط إيقاع الوضع الأمني في البلاد وتأمين انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في أجواء أمنية وسياسية مستقرة، وأن الأجهزة الأمنية رفعت من درجة تأهبها في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وعلى مستوى كافة الوحدات الأمنية والعسكرية لمنع أي محاولات لزعزعة الأمن عبر عمليات إرهابية أو اختلالات أمنية واستهداف المنشآت والمصالح الحيوية، وضمن الإجراءات الأمنية التي جرت مباشرتها بعد مناقشتها، وضع العديد من الأشخاص المشتبه بتورطهم في أعمال تخل بالأمن تحت رقابة متواصلة، إضافة إلى العمل على تأمين حقول وأنابيب النفط وشبكات الكهرباء، وجميعها تتعرض لهجمات منتظمة خلال العامين الأخيرين.

وأشارت المصادر اليمنية إلى أن اجتماع الرئيس عبد ربه منصور هادي باللجنة العسكرية لإعادة الأمن والاستقرار والتي شكلت في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، جاء في سياق السعي لتجنب تعرض التسوية السياسية في اليمن لحوادث أمنية تؤدي إلى الإضرار بها وتفشل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي يفترض أن يعقد في صنعاء وعدن والحديدة وحضرموت.

وأكد هادي أمام أعضاء اللجنة على ضرورة إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وعمل الجميع على ذلك، واعتبر انعقاده «مناسبة وطنية وتاريخية استثنائية ولا بد أن نعمل جميعا كل ما بوسعنا من أجل إنجاح الحوار بصوره كاملة على أساس أن نجاح الحوار هو نجاح اليمن وخروجه إلى بر الأمان وفتح صفحة جديدة أساسها العدالة والحرية والمساواة»، كما اعتبر المؤتمر أنه يمثل «محطة تحول استراتيجية مهمة وأن من يعترض أو يحاول الاعتراض من أجل التعطيل أو التخريب سيكون معروفا سلفا وستتخذ ضده إجراءات صارمة، لكون محاولة تعطيل مسار الحوار تعتبر اعتداء صارخا على الوطن وعلى المنطقة والمجتمع الدولي مهما استخدم من أساليب التوائية».

واتهم الرئيس اليمني بعض الجهات التي لم يسمها بتوزيع السلاح وقال إنهم «يبثون الإشاعات هنا وهناك أو يوزعون السلاح. هم معروفون وعليهم الابتعاد عن هذه اللعبة»، وأضاف أن «مصير اليمن ومستقبله مرتبط ارتباطا وثيقا بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما عدا ذلك الفوضى والحرب وسقوط اليمن إلى متاهات مجهولة»، ودعا هادي «الجهات الأمنية والعسكرية إلى توخي الحذر واليقظة ومراقبة تحركات أعداء الأمن والاستقرار والوحدة»،