كينيا: تقدم المرشح الرئاسي كينياتا.. والرهان خوض دورة ثانية

إخفاق الأخ غير الشقيق لأوباما في مسعاه لحكم مقاطعة كينية

TT

حافظ نائب رئيس الوزراء الكيني أوهورو كينياتا أمس على تقدمه على منافسه في انتخابات الرئاسة، رئيس الوزراء رايلا أودينغا، إلا أن حصوله على نسبة الخمسين في المائة التي تمكنه من الفوز من الدورة الأولى التي جرت الاثنين الماضي بقيت عالقة. وحصل كينياتا، على 49.9% بعد فرز نحو 90 في المائة من الأصوات يوم أمس.

واحتدم السباق قبل ساعات من الموعد المقرر لإعلان النتائج النهائية، مع انحسار تقدم كينياتا لمستوى قد يعني عدم ظهور فائز واضح ويفتح الباب أمام دورة ثانية حامية أمام أودينغا. وكينياتا، 51 عاما، هو نائب رئيس الوزراء ومن المقرر أن يحاكم في لاهاي بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بأحداث العنف التي أعقبت الانتخابات الماضية عام 2007. وظلت النتائج الجزئية تظهر تقدمه منذ إغلاق مراكز الانتخاب يوم الاثنين، لكن النتائج المقبلة من معاقل التأييد لأودينغا، 68 عاما، ضيقت الفجوة بينهما.

وينظر إلى الانتخابات على أنها اختبار حاسم لكينيا التي تمثل أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا والتي تضررت صورتها كديمقراطية مستقرة بسبب إراقة الدماء التي أعقبت انتخابات عام 2007. وسيتوقف الكثير على مدى قبول النتائج النهائية وما إذا كان سيتم الطعن عليها أمام المحاكم أو الاحتجاج عليها في الشوارع.

وخلال عمليات الفرز كانت نسبة الأصوات المؤيدة لكينياتا تعلو عن مستوى الخمسين في المائة أحيانا وتتدنى عنها أحيانا أخرى. وإذا لم يتمكن أحد المرشحين من تجاوز تلك النسبة فسيدخل أبرز اثنين دورة ثانية في أبريل (نيسان) المقبل. وأثار كل من معسكري كينياتا وأودينغا تساؤلات وشكوكا حول عملية الفرز لذا يمكن أن ترجئ معارك قضائية ذلك الموعد.

وعلى الرغم من التأخر والأعطال الفنية قال عدد كبير من المراقبين الدوليين إن عمليتي التصويت والفرز تتسمان بالشفافية. وقدر مسؤولو الانتخابات نسبة الإقبال بأكثر من 70 في المائة من إجمالي عدد الناخبين البالغ 14.3 مليون وهي نسبة كبيرة لم تثنها موجة العنف التي قتلت 15 شخصا على الأقل يوم الاثنين.

وقال رئيس لجنة الانتخابات المستقلة إسحاق حسن أمس: «كنا نتوقع ظهور النتائج في وقت مبكر عن هذا. نحن نعمل على مدار الساعة لإنهاء الفرز اليوم (أمس). نحن نعتذر بشدة للتأجيل في إطلاق النتائج». وأضاف حسن في مؤتمر صحافي: «النتائج جديرة بالثقة وتعكس إرادة الشعب. يجب علينا أن نوازن بين الدقة والسرعة».

وعلى صعيد آخر، أخفق مالك أوباما، الأخ غير الشقيق للرئيس الأميركي باراك أوباما، بشكل بائس في سعيه الانتخابي ليصبح حاكما لمقاطعة سيايا في غرب كينيا حيث أظهرت النتائج أمس حصوله على 1% فقط من أصوات الناخبين في دائرته. وحصل المحاسب الكيني، 54 عاما، الذي خاض الانتخابات مستقلا على 694 صوتا فقط في سباق أدلى فيه أكثر من 55 ألف ناخب بأصواتهم في مقاطعة سيايا. وفاز في الانتخابات ويليام أودهيامبو أودول الذي حصد 56% من الأصوات.

يذكر أن مالك وباراك أخوان من نفس الوالد الذي كان يوما ما راعي ماعز في كينيا ثم أصبح أكاديميا.

وخاض مالك الانتخابات بحملة عن «التغيير»، مرددا شعارات أخيه الأصغر عن الأمل والتغيير في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2008. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن مالك قوله إن المرة الأخيرة التي تحدث فيها مع أخيه كانت في أعقاب الانتخابات الأميركية عندما تعهد الأخير بزيارة كينيا في حال كانت الانتخابات نزيهة وشفافة. وشعر كثير من الكينيين بخيبة أمل لعدم زيارة الرئيس الأميركي بلادهم خلال فترة ولايته الأولى. وفي عام 2009، كانت أول رحلة يقوم بها أوباما إلى أفريقيا حيث زار غانا. يشار إلى أن آخر مرة زار فيها باراك أوباما كينيا كانت في عام 2006 عندما كان سيناتورا.