لافروف: الأسد لا يعتزم الرحيل

قال إن روسيا لا تشارك في لعبة «تغيير الأنظمة»

TT

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية تمسك بلاده بمبادئ اتفاقيات جنيف التي توصلت إليها مجموعة العمل في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي مشيرا إلى أنها تظل السبيل الأمثل للخروج من الأزمة السورية. وقال لافروف في حديثه إلى إذاعة «بي بي سي»: «إن بلاده تتمسك بمواقفها تجاه ضرورة سرعة الالتزام بوقف العنف وبدء المفاوضات وإنها لا تشارك في لعبة تغيير الأنظمة وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية». وتعليقا على الموقف من احتمالات رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قال لافروف: «إن مسألة رحيل رئيس الدولة السورية يحلها السوريون فقط». وقال: «نحن نعارض أي شروط مسبقة لوقف العنف وإطلاق الحوار. كما أننا مقتنعون بأن المهمة الأولى تتمثل في إنقاذ أرواح الناس. وإذا قال أحد إن الأسد يجب أن يرحل أولا فإن ذلك يعني أنه يقصد هدفا آخر غير إنقاذ الناس». واستطرد لافروف ليقول: «إن الأسد لا يعتزم الرحيل. وإنه أعلن ذلك في التصريحات الكثيرة التي أدلى بها. وإننا نعرف ذلك بالتأكيد. كما أن كل من اتصل به توصل إلى قناعة حول أنه لا يراوغ ولا يخدع ويستعد لبحث كل المسائل مع السوريين». وقال: «لسنا من يجب أن يتخذ قرارا بشأن شخص يتولى رئاسة دولة، بل السوريون أنفسهم هم الذين يجب أن يقرروا ذلك». وإذ أكد لافروف عدم تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للغير قال «إن ذلك يعتبر موقفا مبدئيا لنا. وإذا أردنا إنقاذ أرواح الناس - وهو ما يعتبر من الأولويات بالنسبة لروسيا - فإن ذلك يعني وجوب التخلي عن الشروط المسبقة وإرغام الأطراف المتنازعة على الجلوس إلى مائدة المفاوضات». وأكد الوزير الروسي عدم انتهاك روسيا لأي اتفاقيات أو معاهدات دولية مشيرا إلى أن ما تقدمه روسيا من أسلحة ومعدات عسكرية إلى سوريا يندرج تحت بند الأسلحة الدفاعية التي لا يمكن استخدامها في الحرب الأهلية وأنها ضرورية فقط للدفاع ضد أي عدوان خارجي. ودعا لافروف كل الأطراف المعنية في سوريا من ممثلي الحكومة والمعارضة إلى بدء الحوار فيما أشار إلى أن الجانبين كشفا لموسكو عن استعدادهما للحوار وبدء المفاوضات. وقال إن زعيم الائتلاف الوطني السوري الشيخ معاذ الخطيب أعرب عن اهتمامه بالحوار فيما كان قد أشار إلى نفس الموقف من جانب ممثلي الحكومة السورية في أعقاب لقائه مع وليد المعلم وزير الخارجية السورية في نهاية فبراير (شباط) الماضي في موسكو. وأضاف لافروف قوله: «إن إراقة الدماء في سوريا سوف تستمر ما لم تتعاون القوى الخارجية وتؤكد لأطراف النزاع أنها لا تريد حلا عسكريا وسقوط مدنيين سوريين». وحول الحوار الروسي البريطاني المرتقب أعرب لافروف عن ارتياحه تجاه الإطار الذي اختاروه له مؤكدا «إن صيغته مريحة جدا وتسمح للوزراء بمناقشة مختلف القضايا من كل النواحي - السياسية والعسكرية والإنسانية والاجتماعية». وقال الوزير الروسي: «إنه من المفيد تناول تطورات الربيع العربي من مختلف الزوايا لأنها مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا وثيقا»، فيما أشار إلى أن موسكو تدعم مكافحة القوات الفرنسية للمجموعات المسلحة في مالي. وكشف وزير الخارجية الروسية عن أن هذه المجموعات مرتبطة بالمجموعات الليبية المسلحة التي قال إنها تلقت مساعدات عسكرية من الخارج. وحول جدول أعمال اللقاء الروسي البريطاني قال لافروف إنه سوف يتطرق إلى الأزمة السورية إلى جانب الأوضاع المضطربة في عدد من الدول العربية الأخرى، فضلا عن التسوية في الشرق الأوسط، وملف البرنامج النووي الإيراني، وغيرها من المسائل المطروحة في إطار جدول أعمال مجلس الأمن الدولي. ولم ينف الوزير لافروف احتمالات مناقشة المسائل المتعلقة بالتعاون العسكري بين روسيا وبريطانيا.