بيريس : حزب الله حاول تنفيذ 20 عملية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج

غضب في تل أبيب على هولندا لقرارها وضع علامات على منتجات المستوطنات

TT

اتهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، خلال «لقاءاته الناجحة» في الاتحاد الأوروبي، حزب الله بمحاولة تنفيذ 20 عملية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، في ساق حملة تل أبيب لوضع «الحزب» على قائمة الإرهاب في أوروبا. غير أن الحكومة الإسرائيلية صدمت في هذه الأثناء من قرار الحكومة الهولندية وضع علامات على البضائع التي تستوردها من إسرائيل وتنتج في المستوطنات، وأعربت عن غضبها وقلقها من انتشار هذه الظاهرة في كل دول أوروبا.

بيريس حث خلال زيارته مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، دول الاتحاد على وضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية في أوروبا. وحسب تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحافي بعد لقائه مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، فإنه «وجد آذانا صاغية» لطلبه خلال سلسلة لقاءات عقدها مع قادة الاتحاد ومع مجموعات أوروبية مناصرة لإسرائيل. وجاء في حثه الأوروبيين قوله «إذا لم تبعدوا حزب الله عنكم، سيحسب أنكم تبيحون له ما يفعله ضد إسرائيل والأهداف الإسرائيلية والأوروبية في أوروبا». ومن ثم اتهم حزب الله بالمسؤولية عن 20 عملية إرهابية زعم أنه جرى تخطيطها أو تنفيذها ضد أهداف إسرائيلية، أبرزها العملية في مدينة بورغاس البلغارية العام الماضي. ولفت النظر إلى أن حزب الله يشارك فعليا في الحرب الدائرة في سوريا لمصلحة قوات النظام.

وحول قضية مقاطعة المستوطنات، قال بيريس إنها لن تحقق أهدافها، وأكد ثقته بأن «السلام مع الفلسطينيين ممكن، خصوصا بوجود رجل سلام على رأس قيادته مثل محمود عباس». وتابع «أنا أعرفه شخصيا وأعرف أنه رجل سلام حقيقي وأعتقد أننا أنجزنا غالبية النقاط للاتفاق حول السلام لكننا نحتاج إلى مزيد من الجهود».

وفي بروكسل، أيضا، التقى بيريس الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» أندرس فوغ راسموسن، وأكد الجانبان على ضرورة تعميق الشراكة بين الحلف وبين إسرائيل، وقال راسموسن أمام ضيفه إن أمن إسرائيل هو من أمن الحلف، وأصدرا بيانا يؤكد تفاهمهما على ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب كهدفين استراتيجيين.

أما عن الموقف الهولندي من منتجات المستوطنات، فقد صرّح مسؤول في الخارجية الإسرائيلية لصحيفة «معاريف»، أمس بأن «المذهل في الموضوع أن هذه المبادرة تصل من هولندا بالذات، التي تعتبر من أقرب أصدقاء إسرائيل في أوروبا، والتي تقوم بمساندة إسرائيل في مطلبها وضع حزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية في العالم». وأعرب عن خشيته أن يكون الموقف من المستوطنات «الضريبة» التي تدفعها هولندا للعرب «لقاء موقفها الصلب من حزب الله».

هذا، وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الهولندية، قد عمّمت على شبكات المجمّعات التجارية تعليمات تدعوها فيها إلى وضع علامات واضحة تشير إلى منتوجات المستوطنات، ومنها الفواكه والخضار الطازجة والعسل وزيت الزيتون وأسماك البرك ولحوم البقر والدجاج والبيض وكذلك مستحضرات التجميل التي تنتج في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو هضبة الجولان السورية المحتلة. ومع أن القرار لا يلزم هذه الشبكات ولا يعاقب الشبكات التي لا تلتزم به، فإن إسرائيل ترى فيه تطورا خطيرا. وقد سارع وزير الخارجية الهولندي، فرانس تمرامانس إلى الدفاع عن القرار قائلا، خلال خطابه أمام البرلمان الأوروبي الليلة قبل الماضية، إن المستوطنات غير شرعية وتشكل عقبة أمام مسيرة السلام في الشرق الأوسط. وإن الغرض من وضع علامات على بضائعها هو توعية الجمهور في هولندا إلى حقهم في أن لا يساهموا في تمويل هذه المستوطنات. وكانت بريطانيا قد سبقت هولندا إلى هذا القرار. وأعقبتها مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، بتعميم رسالة في 22 فبراير (شباط) الماضي إلى نظرائها وزراء الخارجية في 27 دولة أوروبية تحثهم على اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في بلدانهم لتطبيق قرار الاتحاد الأوروبي وضع علامات على البضائع الاستيطانية. ومن المتوقع أن تحذو الدنمارك حذو هولندا في هذا المجال.