«مذبحة بورسعيد» تعصف بالرياضة المصرية للمرة الثانية

ارتباك في اتحاد الكرة بعد حرق مقره بالقاهرة

عبد المنعم «كابو» رئيس رابطة مشجعي النادي الاهلي «الالتراس» عقب سماعه احكام الاعدام في مذبحة بورسعيد امس (رويترز)
TT

لم تكد الرياضة المصرية تلتقط أنفاسها، إلا وعادت إلى المربع صفر من جديد أمس بعد احتراق مقر اتحاد كرة القدم المصري العريق بأرض الجزيرة بالقاهرة، بعد خمسة أسابيع من استئناف النشاط الكروي بالبلاد، حيث قفز توقف النشاط الرياضي في مصر إلى الواجهة من جديد، بعد أن تضاربت أقوال مسؤولي الرياضة المصرية أمس بشأن تجميد نشاط الكرة.

واحتل توقف النشاط الكروي خلال الأشهر القليلة الماضية مكانه كقضية مهمة على الساحة المصرية نظرا للتداعيات المرتبطة به على مختلف الأصعدة والمستويات، الأمر الذي دعا وزير الرياضة قبل أشهر للقول إنه مكلف من قبل الرئيس محمد مرسي بعودة النشاط الرياضي بمختلف مسابقاته، وذلك من منطلق أن عودة النشاط «قضية قومية».

واندلع حريق هائل في مقر اتحاد الكرة المصري بالقاهرة، بعدما تمكن المئات من جماهير «ألتراس أهلاوي»، من اقتحام مقر الاتحاد المعروف بـ«الجبلاية»، على خلفية الحكم الصادر أمس في قضية «مذبحة بورسعيد» بتبرئة 7 من ضباط الشرطة المتهمين في القضية وتوقيع عقوبة مشددة على اثنين آخرين.

وأعربت أعداد من الألتراس عن رفضها التام للحكم الصادر من محكمة الجنايات في قضية مجزرة بورسعيد بإعدام 21 متهما، وحبس عدد من المتهمين الآخرين بعد إدانتهم في القضية، وطالبت أمس بتجميد النشاط الكروي في البلاد، كما قامت الجماهير بسرقة إحدى الكؤوس الموجودة داخل اتحاد الكرة.

وقال المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم، ثروت سويلم، إن مجموعات كبيرة من رابطة «ألتراس أهلاوي» قاموا بسرقة جميع الكؤوس الموجودة بمقر الاتحاد، وذلك بعدما قاموا بإشعال النيران في المبنى بالكامل، وقاموا بتجميع كل الأوراق والمستندات الموجودة بالمقر وإحراقها تماما.

وتأسس الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921 وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في 1923.

وأضاف المدير التنفيذي للاتحاد أن الجماهير تعاملت كأنها في خصومة مع مسؤولي الجبلاية، وأضاف في تصريحات تلفزيونية أنه لم يجد أي تأمين لمقر اتحاد الكرة وحتى لو وجدت قوات أمن فلن تستطيع التصدي لهذه الأعداد الغفيرة من الجماهير، مشيرا إلى أن الجماهير كسروا كل ما ظهر أمامهم في مقر الاتحاد ثم قاموا بإحراقه بالكامل.

واعتبر أن ما حدث تم نتيجة تخطيط مدبر «لأن هذا لا يحدث من جماهير الكرة بدليل أنهم قاموا باقتحام مقر الجبلاية وحرقه في وقت قياسي».

وشهدت الشهور الماضية حالة من الجدل حول عودة النشاط الرياضي في مصر، تدخلت فيها جهات حكومية، بعد أن توقف النشاط في أعقاب وقوع «مذبحة بورسعيد» في مطلع فبراير (شباط) العام الماضي، والتي راح ضحيتها 72 مشجعا ينتمون للنادي الأهلي.

وقال وزير الرياضة المصري العامري فاروق قبل أسابيع إن النشاط الرياضي في مصر يخدم ما يقرب من 5 ملايين عامل مصري تتعلق حياتهم المعيشية بالنشاط الرياضي، من خلال الأجور والمرتبات وكافة الأعمال المتعلقة بهذا النشاط.

وتفقد وزير الرياضة مقر اتحاد الكرة عصر أمس، وأعلن أن بطولة الدوري مستمرة وليس هناك نية لإيقافها. وتحمل بطولة الدوري العام لكرة القدم هذا الموسم اسم «دوري الشهداء».

وتردد نبأ إيقاف النشاط الرياضي مجددا بعد حرق المقر، وسط ارتباك بشأنه لم يتأكد حتى كتابة هذه السطور، مع عقد مجلس إدارة الاتحاد اجتماعا طارئا لدراسة الموقف بعد أحداث أمس. بينما يرى مراقبون أن الأجواء حاليا لم تعد مهيأة لاستئناف الدوري، وأن ثمة خطورة في إقامة المباريات.

كان العامري في أعقاب عودة النشاط قام بتوجيه الشكر إلى القوات المسلحة قائلا إنها ساهمت بشكل كبير في عودة النشاط من خلال الدعم وتوفير الملاعب اللازمة والتأمين الكامل، كما شكر وزارة الداخلية على دعمها الكامل للنشاط الرياضي ومساهمتها في عودة الدوري مرة أخرى.