متظاهرون في بورسعيد يحاولون تعطيل الملاحة بقناة السويس احتجاجا على حكم بإعدام 21 من ذويهم

طوارئ في سيناء وسط أنباء عن اعتزام «جهاديين» مهاجمة منشآت شرطية

مصريون يشعلون إطارات في مرسى على الممر الملاحي لقناة السويس (أ.ب)
TT

أضرم محتجون من أهالي مدينة بورسعيد الحيوية بالمدخل الشمالي لقناة السويس النيران في إطارات ومصدات البواخر أمام مرسى المعديات التي تنقل المواطنين من بورفؤاد إلى بورسعيد، فيما قال شهود عيان إن «نحو ألفي محتج أوقفوا عمل العبارات في قناة السويس، وحاولوا تعطيل الملاحة في القناة أمس، احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق المتهمين من أهالي بورسعيد في قضية «مذبحة بورسعيد».

وقال مصدر عسكري إن «تعزيزات أمنية من قبل الجيش الثالث والشرطة المدنية لمديرية أمن السويس، تم الدفع بها بمنطقة المجرى الملاحي للقناة بحدود محافظة السويس، من أجل إحكام الرقابة والتأمين بشكل أكبر وأوسع، خوفا من اندلاع أي مظاهرات أو تجمعات بالقرب من محيط المجرى الملاحي ونفق الشهيد أحمد حمدي».

وأضاف المصدر أن «التعليمات الموجهة لجميع القوات سواء الشرطة أو الجيش بالتفاهم السلمي مع أي تجمعات بهذه المناطق الحيوية في حال وجودها مع الضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث أو التخريب في هذه المناطق الحيوية والهامة للاقتصاد المصري».

وكانت محكمة جنايات بورسعيد قد قضت أمس، بإجماع آراء هيئة المحكمة، بمعاقبة 21 متهما من بين المتهمين بالإعدام شنقا، وتراوحت باقي الأحكام ما بين المؤبد والسجن بين 15 و10 سنوات، وذلك إثر إدانتهم بما هو منسوب إليهم بارتكاب جرائم القتل والشروع في القتل في قضية مذبحة استاد بورسعيد الرياضي في فبراير (شباط) العام الماضي، كما قضت ببراءة 28 آخرين.

وعقب النطق بالحكم حاول محتجون قيادة سبعة مراكب لتعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي للبلاد، فيما قامت ثلاثة زوارق تابعة لسلاح البحرية المصري بإعادة المراكب إلى مرساها، بحسب شهود عيان.

من جانبه، أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أن «حركة الملاحة بالمجرى الملاحي مستمرة وآمنة تماما، وأن القوات المسلحة والشرطة يؤمنان المجرى الملاحي بشكل كامل منذ اندلاع المظاهرات في منطقة القناة»، مطالبا أهالي بورسعيد ومنطقة القناة بالحفاظ على المجرى الملاحي وقناة السويس والمشاركة في حمايتها من أي عبث أو تخريب.

وأكد طارق حسنين المتحدث الرسمي لهيئة قناة السويس، انتظام حركة الملاحة بالمجرى الملاحي للقناة، وعبور السفن بشكل آمن، قائلا: «قناة السويس بعيدة تماما عن أي أحداث سياسية تمر بها البلاد، وأنها مرفق عالمي مفتوح بشكل آمن لكافة أنواع وجنسيات السفن وفقا للاتفاقيات الدولية التي تنظم عبور السفن بالمجرى الملاحي لقناة السويس».

وتابع حسنين أن «محاولة بعض المواطنين منع عبور المعديات بمدينة بورسعيد بين جانبي ميناء بورسعيد المطل على البحر المتوسط لم تؤثر على حركة الملاحة بالقناة التي سارت بشكل منتظم، حيث عبر القناة 41 سفينة بحمولات بلغت مليونين و300 ألف طن من بينها 18 سفينة من منفذ ميناء بورسعيد».

وفي السياق ذاته، قام مجهولون بتحطيم الواجهة الزجاجية لمقر النادي المصري ببورسعيد، وقطعوا طريق شارع 23 يوليو الرئيسي في المدينة التي تشهد أعمال عنف منذ أكثر من شهر سقط خلالها عشرات القتلى، وانطلقت مسيرة تضم مئات المتظاهرين للمطالبة بالقصاص من قيادات وزارة الداخلية، وأعلن أهالي المتهمين ببورسعيد الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد، الاعتصام بميدان الشهداء وهددوا بقطع الطرق في الشوارع الرئيسية.

وفي إجراء احترازي، أصدرت هيئة السكك الحديدية قرارا أمس بمنع وصول القطارات إلى بورسعيد أو خروجها منها، وذلك لدواع أمنية في ظل ما تشهده المحافظة من توترات على أثر الأحكام الصادرة في قضايا مجزرة بورسعيد.

في سياق مواز، قال مسؤول أمني مصري أمس إنه «تم رفع حالة الطوارئ في سيناء أمس عقب تلقي أجهزة الأمن معلومات حول اعتزام مجموعات جهادية القيام بأعمال عدائية، والهجوم على بعض المنشآت الشرطية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء». وكشفت مصادر أمنية عن أن قوات الجيش العاملة بالتعاون مع قوات الشرطة في تطهير سيناء تمكنت من توقيف 8 عناصر تابعين لجماعات جهادية، من بينهم اثنان من تنظيم القاعدة وهما من قطاع غزة ودخلا إلى سيناء عبر الأنفاق في أعقاب ثورة 25 يناير.

وذكرت المصادر الأمنية أن «العناصر التي تم توقيفها اعترفت بالانتماء لجماعة تطلق على نفسها اسم «جماعة أبناء سيناء لنصرة الإسلام ومحاربة الكفار». وأوضحت المصادر أن الموقوفين كانوا في اجتماع في أحد المنازل الموجودة على طريق رابط بين جنوب وشمال سيناء، وعثر معهم على 10 أسلحة آلية و3 آر بي جي و7 صناديق ذخيرة، علاوة على خرائط وصور لعدد من المنشآت الحيوية الموجودة في جنوب سيناء، ومنها فنادق وقاعة المؤتمرات الكبرى الموجودة هناك وشركات للبترول، وهي أهداف حيوية كانوا يريدون استهدافها.