زعيمة المعارضة في ميانمار تسعى لرأب الخلافات في حزبها

سو تشي تحث المندوبين على الوحدة خلال أول مؤتمر لـ«الرابطة»

TT

دعت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس حزبها الذي يعقد أول مؤتمر في تاريخه ويشهد خلافات حادة قبل عامين من انتخابات تشريعية يرجح فوزه فيها، إلى الوحدة. ودعت في أول مؤتمر لحزبها «الرابطة الوطنية للديمقراطية» الذي يحظى بشعبية ولكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية، إلى إحياء «روح الأخوة» التي ساعدت الحزب على بناء قاعدة عريضة خلال فترة حكم المجلس العسكري الصارم. إلا أنها أقرت بوجود «بعض الاقتتال» داخل الحزب الذي يقول محللون إن السبب فيه هو تردد مجموعة المستشارين الكبار في العمر والمحاربين القدامى في النضال من أجل الديمقراطية، في منح فرصة للجيل الأكثر نشاطا.

وقبل إعادة انتخابها رئيسة للحزب، حسبما كان متوقعا، دعت أونغ سان سو تشي حائزة جائزة نوبل، أعضاء الحزب إلى عدم الاقتتال على المناصب. وقالت: «علينا أن نتصرف بروح من الانضباط. إن روح الأخوة مهمة جدا، وهذه الروح هي سبب قوتنا في الماضي».

ورغم شعبية الحزب الواسعة في ميانمار، فإن بعض الخبراء يشككون فيما إذا كان الحزب مستعدا لقيادة البلد الفقير الذي يعاني من مشاكل في أنظمته الاقتصادية والتعليمية والصحية بسبب فساد المجلس العسكري الحاكم. ويتوقع أن يفوز الحزب في الانتخابات العامة التي ستجرى في 2015 إذا جرت بنزاهة وحرية. لكن خبراء يقولون إن على الحزب أولا أن يحل انقساماته الداخلية التي اندلعت مرة أخرى قبل المؤتمر حيث تم منع أربعة من أعضائه من المشاركة في المؤتمر بتهمة محاولة التأثير على الاقتراع.

وشارك في المؤتمر مئات من أعضائه الذين ارتدى العديد منهم سترات الحزب البرتقالية، واستمعوا إلى زعيمة الحزب تتحدث عن قضية زعامة الحزب، ودعوتها لأعضاء الحزب إلى انتخاب «زعيم يناسب هذه الحقبة ويناسب هذه البلاد وهذا الحزب».

ويعد انعقاد المؤتمر أحدث مؤشر على التغييرات الكبيرة في ميانمار منذ تولي نظام الجنرال ثين شين شبه المدني السلطة في 2011 منهيا سنوات من عزلة البلاد ومعلنا بداية تدفق المساعدات والاستثمارات إلى البلد الفقير. ولم تستبعد أونغ سان سو تشي طموحاتها بأن تصبح رئيسة في الانتخابات التي ستجرى في 2015، إلا أن إحدى القواعد الدستورية تحظر عليها الآن شغل ذلك المنصب نظرا لأنها متزوجة من بريطاني ولها ولدان يحملان جنسيات أجنبية. إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بما إذا كان حزبها المعارض قادرا على إعادة تشكيل نفسه لمواجهة تحديات الحكومة حيث إن العديد من أعضائه الكبار هم في الثمانينات والتسعينات من العمر ويرفضون إتاحة الفرصة للأعضاء الأصغر سنا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها عن دبلوماسي غربي يراقب المؤتمر قوله: «لا يمكنهم تولي السلطة في البلاد غدا. إنهم غير مستعدين، ويفتقرون إلى القدرة على القيام بذلك». وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته «أعتقد أنهم يفهمون أكثر فأكثر أن عليهم أن يدرسوا ويتعلموا وعليهم أن يستغلوا العامين المقبلين للقيام بذلك».

كما أن هذا الحزب يتنافس مع حزب «تضامن وتنمية الاتحاد» الذي يتزعمه الرئيس ثين شين والذي يتمتع بالقوة السياسية والمالية، وأسسه عدد من الجنرالات السابقين الذين استقالوا من الجيش للتنافس على مناصب في الانتخابات المثيرة للجدل في 2010.