كينياتا.. طموح رئاسي يتحدى «الجنائية الدولية»

لندن: «الشرق الأوسط»

TT

يعد أوهورو كينياتا، الذي أُعلن عن فوزه في الانتخابات الرئاسية الكينية، وريث إحدى أكثر العائلات نفوذا في البلاد، وهم متهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال أعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2007 - 2008. وبعد إعلان فوزه أمس، بات الطريق ممهدا لأوهورو كينياتا حتى يصبح رابع رئيس للدولة الكينية، بعد خمسين عاما على شغل والده جومو السلطة، علما بأن كينياتا الأب كان أول رئيس لكينيا المستقلة في الفترة 1964 - 1978.

وأوهورو (الاسم الذي يعني «حرية» باللغة السواحلية)، هو الولد الثاني وأول صبي من زواج جومو كينياتا بزوجته الرابعة نغينا التي أصبحت أول سيدة أولى كينية. ولد في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1961 بعد بضعة أشهر على الإفراج عن والده الذي سجن طيلة عشرة أعوام تقريبا من قبل السلطة الاستعمارية البريطانية، وهو أحد أبرز قادة مجموعة قبائل الكيكويو.

وتعد مجموعة كيكويو، الأكثر عددا في البلاد ويتمركز سكانها حول جبل كينيا في الإقليم الأوسط، تليها من حيث العدد، مجموعة قبائل ليوو، التي ينتمي إليها رايلا أودينغا، الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الحالية، وتتمركز حول ضفاف بحيرة فيكتوريا.

وعائلة كينياتا هي إحدى أكثر العائلات ثراء في أفريقيا، وتتربع على رأس إمبراطورية مالية تضم شركة «بروكس سايدس» لمنتجات الحليب والبنك التجاري لأفريقي (سي بي إيه) ومجموعة «ميدياماكس» الإعلامية ومجموعة فندقية. وهي خصوصا أبرز مالكة أراض في كينيا بملكيتها لأكثر من 200 ألف هكتار من الأراضي التي اشتراها جومو كينياتا من الحكومة البريطانية أيام الاستقلال عبر برنامج نقل عقاري بأسعار بخسة واستفاد بحسب منتقديه من بعض النافذين في الطبقة الحاكمة الكينية.

وحقق أوهورو كينياتا أول نصر انتخابي في 2002 بعد خمسة أعوام من فشله في شغل مقعد نائب في الدائرة الانتخابية السابقة لوالده. وفي هذه الأثناء، شجع دانيال أراب موي (1978 - 2002) خليفة كينياتا الأب على رأس الدولة، صعوده السياسي عندما عينه في 1999 على رأس المجلس السياحي الكيني ثم في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 في البرلمان والحكومة بصفة وزير المجموعات المحلية. وأوضح دانيال برانتش أستاذ التاريخ الأفريقي في جامعة وورويك البريطانية أن «أوهورو ليس رجلا سياسيا ميدانيا كما هو رايلا» أودينغا أبرز منافسيه إلى الانتخابات الرئاسية. وجعل منه موي خليفته وترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2002 عن حزب كانو (الحزب الواحد) ما أثار استياء كبيرا داخل الحزب.

وبعد أن هزمه مواي كيباكي، أصبح كينياتا أبرز معارض برلماني قبل أن يدعم انتخاب منافسه السابق إلى الانتخابات الرئاسية في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2007 أمام أودينغا. وسبب الخلاف حول الفوز المعلن لكيباكي عمليات قتل سياسية عرقية اشتبه في أنه غذاها.

وأصبح رئيسا للوزراء ووزيرا للمالية في حكومة الائتلاف الذي شكلها أودينغا خصم كيباكي الذي لم يحالفه الحظ، بعد اتفاق تقاسم السلطة بين الرجلين. واضطره اتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، إلى التخلي عن حقيبة وزارة المالية في يناير (كانون الثاني) 2012 لكنه احتفظ بمنصبه نائبا لرئيس الوزراء.