قلق أميركي من تعاون نووي بين كوريا الشمالية وإيران

بان: أبلغت صالحي أن استعادة الثقة بالنووي الإيراني مسؤولية طهران

TT

مع تهديد كوريا الشمالية بقصف الولايات المتحدة بقنابل نووية، وقرار مجلس الأمن بالإجماع بإدانة برنامج كوريا الشمالية النووي، أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من تطورات التعاون النووي بين كوريا الشمالية وإيران. وقال المسؤولون إنه صار واضحا أن كوريا الشمالية تريد أن تفعل أي شيء لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة، وتريد التعاون مع إيران في ذلك.

وكانت كوريا الشمالية هددت الولايات المتحدة الخميس بشن هجوم نووي استباقي وألغت هدنة مع واشنطن أنهت العمليات الحربية التي ارتبطت بالحرب الكورية 1950 - 1953. وجاءت تلك التهديدات في أعقاب إجرائها تجربة نووية ثالثة في 12 فبراير (شباط) في تحد لعقوبات الأمم المتحدة مما دفع مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية إلى فرض مزيد من العقوبات ضد الدولة المعزولة.

وأشار المسؤولون إلى اتفاقية «تعاون فني» بين كوريا الشمالية وإيران وقعت في السنة الماضية، وأنها مثل الاتفاقية التي كانت كوريا الشمالية عقدتها مع سوريا عام 2002، والتي ساهمت في بناء المفاعل النووي السوري الذي ضربته إسرائيل في عام 2007.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقع على الاتفاقية مع كوريا الشمالية، بينما وقعها من الجانب الآخر كيم يونغ نام، نائب الرئيس الكوري الشمالي، الذي كان قد أبرم الاتفاقية مع سوريا.

ومما عزز المخاوف الأميركية لقاء المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي مع كيم ينغ نام في ذلك الوقت، ومما قال له: «لنا أعداء مشتركون، لأن الدول الاستكبارية لا تطيق أن ترى حكومات مستقلة».

وأفادت مصادر إخبارية أميركية أن التعاون بين البلدين بدا خلال حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران (1980 - 1988)، وأن كوريا الشمالية أمدت إيران بأسلحة كثيرة عندما كان المجتمع الدولي قد فرض مقاطعة عسكرية على الجمهورية الإسلامية.

وكان ديفيد أشر، خبير نووي أميركي، وعمل في وزارة الخارجية الأميركية، قال في الأسبوع الماضي، خلال استجواب في الكونغرس: «إذا تريد كوريا الشمالية الربط بين الصواريخ والقنبلة النووية، في الشرق الأوسط فالفرص كثيرة لها».

وأمس، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» قول مسؤول أميركي: «أي تعاون فني بين إيران وكوريا الشمالية يثير قلقنا، ولا بد أن نتابعه».

وفي غضون ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريحات نشرت أمس إن إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة وتهديدها بتحرك عسكري أمر «غير مقبول بالمرة»، وحث بيونغ يانغ على إطعام شعبها والسعي لتحقيق السلام مع كوريا الجنوبية.

وردا على سؤال وجهته مجلة «بروفيل» النمساوية عن التجربة النووية والتدريبات العسكرية والتهديدات التي توجهها كوريا الشمالية قال بان، وهو وزير خارجية سابق لكوريا الجنوبية: «أرى أن هذا غير مقبول بالمرة وهو يمثل أيضا تحديا للمجتمع الدولي»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وقال في مقابلة مع «بروفيل» إنه يحث القيادة في كوريا الشمالية على التركيز على رفاهية شعبها الذي يواجه مشكلات اقتصادية خطيرة. وتابع: «هناك أزمة إنسانية خطيرة في كوريا الشمالية، كثير من الناس يعانون من سوء التغذية»، داعيا إلى إجراء حوار وإقامة علاقات سلمية مع كوريا الجنوبية.

وأضاف: «كوريا (الجنوبية) انتخبت للتو رئاسة جديدة، وذلك قد يكون توقيتا مواتيا لقيادة طرفي الصراع للنقاش بجدية حول كيفية تشجيع المصالحة الوطنية وتقليل التوتر في شبه الجزيرة الكورية أيضا النظر في إمكانية إعادة توحيد البلد».

وتطرق بان في حواره إلى نزاع آخر قائلا إنه حث إيران على تبديد المخاوف الدولية بأنه قد يكون هناك بعد عسكري لبرنامجها النووي وهو ما تنفيه طهران.

وقال إنه يرى نتيجة إيجابية للمحادثات التي جرت بين إيران والقوى العالمية في كازاخستان الأسبوع الماضي إذ أسفرت عن اتفاق على عقد اجتماع آخر على مستوى السفراء. واستطرد قائلا: «إلا أنني أوضحت للقيادة في إيران أنه يتعين على الحكومة الإيرانية أن تبذل كل ما يمكن لإقناع المجتمع الدولي ولتحقيق الثقة في برنامجها النووي».

وأضاف أنه لا تزال ثمة شكوك بشأن ما إذا كان البرنامج النووي يقتصر على الأغراض السلمية «أبلغت وزير الخارجية (الإيراني على أكبر) صالحي أن استعادة الثقة في هذا الصدد مسؤولية إيرانية». وكان بان وصالحي التقيا في مؤتمر للأمم المتحدة في فيينا الأسبوع الماضي.