دولتا السودان تبدآن سحب قواتهما من المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح

وزير إعلام جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط» : ليست هناك ضمانات.. وما نريده تنفيذ الاتفاقيات

TT

أعلنت دولتا السودان وجنوب السودان عن سحب قواتهما لإخلاء المنطقة منزوعة السلاح وفق مصفوفة تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية التي تم التوقيع عليها الجمعة الماضي في أديس أبابا بين وزيري الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، ونظيره الجنوبي جون كونق.

ويتوقع أن تنتهي العملية التي بدأت أمس في غضون أسبوع إلى عشرة أيام بمراقبة دولية، في وقت بدأت فيه الاجتماعات على مستوى اللجنة السياسية العليا من الطرفين في أديس أبابا للنظر في تنفيذ بقية اتفاقيات التعاون بينهما، بما فيها تصدير نفط الجنوب عبر السودان والتجارة الحدودية والحريات الأربع.

وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات أمس عقب عودته من أديس أبابا بعد أن وقع مع نظيره من دولة جنوب السودان جون كونق مصفوفة تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية إن جدول التطبيقات سيبدأ بإخلاء المنطقة منزوعة السلاح التي ستبدأ من اليوم (أمس) وتنتهي خلال أسبوع، وأضاف أن المنطقة منزوعة السلاح تغطي كل الحدود بين السودان وجنوب السودان بطول أكثر من 2 كلم، وأن الانسحاب يتم من الجانبين بعرض 10 كلم شمال وجنوب خط 1956 من خط عرض الصفر، وقال إن منطقة «14 ميل» ستكون ضمن المناطق التي سيتم إخلاؤها بعد أن كانت تمثل عقبة في الجولات السابقة، وتابع: «ستكون (14 ميل) منزوعة السلاح بشكل كامل وفق الخريطة التي قدمتها الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي»، مشيرا إلى أن الطرفين قطعا شوطا بعيدا في هذه الجولة بتوقيع المصفوفة.

وقال إن بعثة الأمم المتحدة في منطقة أبيي وقوامها جنود من دولة إثيوبيا ستقوم بمراقبة الاتفاقية إلى جانب فرقة مشتركة من قوات البلدين لمراقبة المنطقة منزوعة السلاح، وأضاف أن هناك لجنة خاصة تراقب 40 كلم شمال وجنوب المنطقة منزوعة السلاح، معتبرا أن لجنة تلقي الشكاوى التي سيتم بحثها في السابع عشر من الشهر الحالي مهمة للغاية.

وقال حسين إن فك الارتباط ووقف إيواء ودعم الحركات المسلحة سيكون ضمن هذه الورقة في ذلك الاجتماع، وقال إن مصفوفة الترتيبات الأمنية سيتم وضعها مع اتفاقيات التعاون الأخرى، واصفا الجولة بالمهمة وأنها فتحت الباب أمام تنفيذ الاتفاقيات الأخرى، ولخلق علاقات جوار وتعاون بين البلدين، معربا عن أمله في أن تسود هذه الروح في الاجتماعات الأخرى التي بدأت أمس.

من جهته قال وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان دكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته رحبت بما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا، مؤكدا أن قوات بلاده ستنسحب في تزامن مع القوات السودانية وفق الاتفاق، مشددا على أن ضمان تنفيذ اتفاقيات التعاون التي وقعت في أديس أبابا في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي هو في تنفيذ الاتفاقيات، وقال: «إذا نفذ البلدان ما عليهما ووفق الاتفاق بينهما لا يحتاجان إلى ضمانات أخرى، ونحن من جانبنا مستعدون لتنفيذ الاتفاقيات بروح إيجابية»، مشيرا إلى أن بقية الاتفاقيات بما فيها تصدير نفط جنوب السودان عبر السودان سيبدأ تنفيذها فورا بعد انتهاء عقبة الترتيبات الأمنية.

وقال: «ليس هناك ما يعرقل تنفيذ بقية الاتفاقيات، خاصة أن المنطقة منزوعة السلاح بدأت القوات من الجانبين الانسحاب منها».

وكانت دولتا السودان وجنوب السودان قد وقعتا الجمعة اتفاق تنفيذ مصفوفة تنفيذ البروتوكولات الأمنية، وتم تحديد الفترة ما بين 10 و14 مارس (آذار) بداية لصدور الأوامر الأولية من قيادة البلدين بانسحاب القوات من المنطقة منزوعة السلاح، ويكتمل الانسحاب 26 من الشهر الجاري.