شبح الانفلات الأمني يطارد سكان وسط القاهرة

شكلوا لجانا شعبية بعد إطلاق نار وتحطيم محلات وسرقة سيارات

مصريون يقطعون طريق كورنيش النيل بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

عاش سكان المنطقة المجاورة لميدان التحرير الليلة قبل الماضية أمسية صعبة، أعادت إليهم ذكريات أحداث الانفلات الأمني الذي بدأ يوم 28 يناير (كانون الثاني) العام قبل الماضي، واستمر لعدة أيام، حيث تحولت شوارع وسط القاهرة التجارية إلى ساحة لحرب الشوارع شهدت إطلاق الرصاص وقنابل المولوتوف والخرطوش، فيما شكل السكان وأصحاب المحال التجارية لجانا شعبية لحماية ممتلكاتهم. وهاجم مجهولون ملثمون الليلة قبل الماضية مطعما شهيرا في شارع صبري أبو علم المؤدي إلى ميدان طلعت حرب (على بعد 200 متر من ميدان التحرير)، وهشموا واجهته الزجاجية وألقوا عليه زجاجتي مولوتوف، بسبب ما قيل عن «انتماء صاحبه لجماعة الإخوان المسلمين» التي ينتمي لها الرئيس محمد مرسي. كما هاجموا أيضا أحد فروع سلسلة مطاعم شهيرة في ميدان الفلكي للسبب ذاته.

ويقول أحمد علي أحد موظفي المطعم الأول: «هاجمنا نحو 30 شخصا ملثما، وهم يرددون هتافات مناهضة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يرشقوا الواجهات الزجاجية للمحل بالحجارة وألقوا زجاجتي مولوتوف على المحل بمن فيه من زبائن وعاملين».

ويتابع علي: «تلقينا تهديدات من قبل لكن لم نعرها أهمية لأنه لا شأن لنا بالسياسة لأننا مطعم يخدم الآلاف يوميا، ووقت الثورة كنا المطعم الوحيد الذي فتح أبوابه للمعتصمين في ميدان التحرير، فهل هذا جزاؤنا».

ويضيف: «سأفترض جدلا أن مالك المحل ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ما ذنب من يعملون في المحل، وما ذنب الزبائن الذين كانوا يتناولون الطعام وقت الهجوم هل كلهم من الإخوان المسلمين؟ هذا عبث».

ويواجه الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين غضبا متزايدا منذ إصدار الرئيس إعلانا دستوريا منح فيه لنفسه سلطات واسعة نهاية العام الماضي، بالإضافة لانفراد القوى الإسلامية بوضع دستور البلاد الجديد. لكن موجات الغضب التي تلاحقت منذ الذكرى الثانية للثورة في 25 يناير الماضي، تحولت إلى مواجهات عنيفة سقط خلالها عشرات القتلى.

ووسط غياب شبه كامل لرجال الشرطة المضربين عن العمل احتجاجا على بقاء وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في منصبه. ويصف أيمن عبد الله، موظف بأحد المحلات في مركز البستان التجاري الذي يبعد 100 متر عن ميدان التحرير، تلك الليلة بأنها «سوداء»، قائلا «فوجئنا في السادسة مساء بمجموعة من الملثمين المجهولين يحاولون اقتحام المحلات التجارية التي تقع في الطابق الأرضي إلا أننا تصدينا لهم».

ويضيف: «حاولوا بعد ذلك عدة مرات اقتحام المركز التجاري بهدف إحراقه كما هددونا، إلا أننا قضينا الليلة نحمل العصي والشوم أمام المركز لحمايته، رغم أنهم كلما حاولوا الاقتحام كانوا يطلقون الرصاص الحي والخرطوش علينا».

أما محمد غانم، وهو أحد سكان منطقة باب اللوق التجارية المتاخمة لميدان التحرير فقال: «قام ملثمون مجهولون بتهشيم زجاج سيارتي خلال توقفها أمام منزلي، ودون أي سبب».

وأوضح أن سيارته لم تكن تحمل أي ملصقات على زجاجها يشير إلى هوية صاحبها أو انتمائه السياسي الأمر الذي جعله يتساءل قائلا: «هل مجرد سكني بجوار ميدان التحرير سبب كاف لتحطيم سيارتي».

وتعد الشوارع المحيطة بميدان التحرير قلب القاهرة التجاري، حيث تقع شوارع قصر النيل وطلعت حرب وباب اللوق وصبري أبو علم التي تعج بالمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي التي يرتادها الآلاف يوميا، كما أن بها مقر وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ومقار لعدد من البنوك على رأسها البنك المركزي المصري إضافة إلى فروع لعدد من البنوك الأجنبية.

وعانت تلك المنطقة منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 بسبب إغلاق ميدان التحرير لفترات طويلة حيث قل الإقبال على المحلات التجارية، فيما يعاني سكان المنطقة يوميا في الدخول والخروج منها بسبب إغلاق الطرق والاشتباكات المتكررة بين المعتصمين وبعض المجهولين أو بينهم وبين رجال الشرطة.