مذكرتا اعتقال بحق زعيم الصحوة السابق وشيخ عشائر الدليم بسبب مظاهرات الأنبار

أبو ريشة: لينقعوا مذكرة اعتقالي ويشربوا ماءها

الشيخ أحمد أبو ريشة (رويترز)
TT

وسط انقسام عشائري بدا واضحا في محافظة الأنبار، كبرى المحافظات السنية في العراق والتي تشهد مظاهرات واعتصامات منذ نحو 77 يوما، صعدت الحكومة العراقية من اتهاماتها لبعض الشيوخ هناك ممن لا يزال لهم الدور الأبرز في توجيه مسار المظاهرات بما لم يقلل من زخمها الجماهيري طبقا لعكس التوقعات. وطبقا لما أعلنته مديرية الاستخبارات والتحقيقات في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) فإنها كانت قد اعتقلت أمير وعناصر خلية مسلحة تحمل مسمى «كتيبة الفتح المبين» في محافظة الأنبار «حيث اعترفوا خلال التحقيقات بتلقي الدعم المادي من زعيم صحوة العراق السابق أحمد أبو ريشة و(أمير) عشائر الدليم الشيخ علي حاتم السليمان»، بهدف تنفيذ عمليات «إرهابية» في المناطق الجنوبية ومهاجمة أحد السجون في الرمادي، مؤكدة في الوقت نفسه صدور مذكرتي اعتقال بحق أبو ريشة والسليمان.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الشيخ أحمد أبو ريشة إن «اتهاما كهذا لا يمكن أن ينطلي على احد إطلاقا»، واصفا إقدام الحكومة على اتهامه بدعم الإرهاب وإصدار مذكرة اعتقال بحقه بأنه بمثابة مكافأة تقاعد من قبل الحكومة له بعد أن قاتل «القاعدة» لمدة 7 سنوات، وهو أمر «لا ينكره أحد في الدنيا»، حسب قوله. وأضاف أبو ريشة «إنني كنت أتوقع شتى التهم من قبل هذه الحكومة، لكن أن يصل بها الأمر إلى اتهام شخص فقد 10 أشخاص من عائلته يتقدمهم الشهيد عبد الستار أبو ريشة، و17 شخصا من الفخذ الذي ينتمي إليه، و40 شخصا من عشيرته، على يد تنظيم القاعدة، بأنه يقوم بدعم (القاعدة)!!»، متسائلا «أي منطق مضحك هذا؟!.. بل أقول أي قلة حياء هذه؟!.. هل قلت التهم لديهم بحيث ذهبوا إلى (القاعدة)؟».

واعتبر أبو ريشة أن «هذا الاتهام هو من أجل أن يفضحهم الله ويكشف طبيعة التفكير الذي يتحكم فيهم». وقال أبو ريشة إنه لا يعترف «بمذكرة إلقاء القبض، وعليهم أن ينقعوها ويشربوا ماءها». وأوضح أن «الحكومة الحالية يجب أن تتذكر وقفتنا معها، وما زلنا نحارب (القاعدة)، ولكن لمجرد وقوفنا مع أهلنا في مطالبهم العادلة نتحول إلى داعمين للإرهاب». وأشار إلى أنهم جاءوا له بعدة قضايا «منها الأجندات الخارجية ولم يستطيعوا أن يثبتوا شيئا، ومن ثم سحبوا الحمايات وتصوروا أننا سوف نركع، ففوجئوا بحماية العشائر لنا وبأضعاف مضاعفة، ثم أرسلوا لنا جيشا فواجهتهم العشائر بما لم يتوقعوه، ولم يعد أمامهم سوى تلفيق هذا الملف الذي هو جزء من مسلسل استهداف رموز السنة، وهو ملف لن ينتهي، الأمر الذي يتطلب منا أن نبقى على مواقفنا مهما كان الثمن». واعتبر أبو ريشة أن «أخطر شيء أن تستخدم الحكومة القضاء لتصفية حساباتها مع من باتت تعتبرهم خصوما سياسيين، بينما نحن من وقف معها في الشدة، ونقف اليوم مع أبناء شعبنا لأننا رجال عشائر ولسنا موظفين لديها حتى نأتمر بأمرها».

وفي محاولة منها لخلق بدائل للنفوذ الذي بات يمثله أبو ريشة والسليمان، فقد تم مؤخرا تأسيس كيانات عشائرية من بعض شيوخ العشائر ينظرون إليها على أنها موالية للحكومة. وفي هذا السياق، أكد الشيخ قاسم محمد الكربولي، في الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما قامت به الحكومة من تشكيلات يقودها من اعتبر نفسه شيخ الكرابلة عبد الرزاق الكربولي أو وسام الحردان الذي انتخب بإرادة حكومية بديلا عن الشيخ أحمد أبو ريشة لصحوة العراق، جعل مثل هؤلاء منبوذين حتى من عشائرهم، وإن الحكومة تتوهم في أن تعتبرهم بدلاء لأولئك الشيوخ الذين يقفون الآن إلى جانب شعبهم».

غير أن الشيخ محمد الهايس، شيخ عشيرة البوذياب ومؤسس حركة أبناء العراق في الأنبار المقربة من الحكومة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك بالفعل شيوخا لا أريد أن أذكر أسماءهم تحالفوا مع تنظيم القاعدة الآن بعد أن أصبحت مصلحتهم مشتركة، وأستطيع القول إن هناك أسلحة، وهناك تدريبات في بعض ساحات الاعتصام في الرمادي من قبل (القاعدة)». وأضاف أن «(أبناء العراق) هي محاولة جديدة لطرد تنظيم القاعدة الذي بدأ يستعيد صفوفه بتواطؤ من قبل بعض الشيوخ»، مشيرا إلى أنهم يتحالفون «الآن مع الدولة لإعادة فرض النظام هناك».