سكان فوكلاند في استفتاء لتقرير المصير

ترجيحات بتأييد الارتباط ببريطانيا.. والأرجنتين تعتبره «غير شرعي»

TT

دعي سكان جزر فوكلاند إلى الإدلاء بأصواتهم أمس واليوم في استفتاء على حق تقرير المصير، سيشكل على الأرجح فرصة لتأكيد ارتباطهم ببريطانيا؛ على الرغم من مطالبة الأرجنتين بالسيادة على الأرخبيل. ويرجح أن يفوز مؤيدو الارتباط ببريطانيا في هذا الاستفتاء المفتوح.

وتأمل سلطات الجزر الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي، وكانت سبب حرب خاطفة بين بريطانيا والأرجنتين قبل 31 عاما، أن تعزز هذه النتيجة موقفهم أمام الأسرة الدولية. وقالت جان شيك، النائبة في المجلس التشريعي للجزر التي تسميها الأرجنتين مالفيناس، في لندن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذا الاستفتاء سيؤكد أن غالبية الناس سعداء جدا بالانتماء إلى إحدى أراضي ما وراء البحار البريطانية، لأن هذا الوضع يتضمن حقنا في تقرير المصير».

وأضافت شيك، المتحدرة من الجزر وتقيم عائلتها فيها منذ ستة أجيال، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نخطئ إذا اعتقدنا أن الأرجنتين ستغير موقفها بين ليلة وضحاها، لكننا نأمل أن يوجه الاستفتاء رسالة قوية إلى هذا البلد وغيره». ويجري الاقتراع بمباركة الحكومة البريطانية، التي تسيطر على الأرخبيل منذ عام 1833، وترفض أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأرجنتين التي تدين تلك السيطرة.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن «سكان فوكلاند يملكون حق إسماع صوتهم، وتحديد مستقبلهم ومستقبل الأجيال المقبلة»، وأضافت: «نأمل أن تكشف النتيجة بما لا يدع مجالا للشك، إلى أي جهة يميلون». فيما أكدت الأرجنتين، التي تشدد على حقها التاريخي في الجزر التي تبعد 400 كيلومتر عن سواحلها، أنها ستتجاهل نتائج استفتاء تعتبره «غير شرعي».. موضحة أن سكان الجزر هم «أشخاص تم توطينهم» من قبل البريطانيين، وبالتالي لا يمكنهم المطالبة بحق تقرير المصير. وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية الجمعة إن الاستفتاء «لن ينهي الخلاف بشأن السيادة على الجزر»، معبرة عن أسفها «لهذه المبادرات اللامسؤولة والسيئة النية للمملكة المتحدة»، داعية بريطانيا إلى «مراجعة سياستها جديا».

وتطالب بيونس آيرس والأمم المتحدة ببدء مفاوضات ثنائية مع لندن لتسوية هذا النزاع الذي تسبب بحرب قصيرة بين البلدين في 1982، أسفرت عن مقتل 649 جنديا أرجنتينيا و255 بريطانيا. بينما صرحت سفيرة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة اليشا كاسترو للصحافيين هذا الأسبوع بأن «هذا الاستفتاء لا أساس قانوني له، ولن تعترف به الأمم المتحدة ولا الأسرة الدولية»، ورأت في هذا الاستفتاء «حملة علاقات عامة فقط».

وأحيت حملة للتنقيب عن النفط قامت بها بريطانيا قبالة سواحل الجزر في عام 2010 التوتر بين الأرجنتين وبريطانيا بشأن الأرخبيل، كما شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا جديدا بمناسبة الذكرى الثلاثين للحرب بينهما.

وسيجري الاقتراع على مدى يومين ليتمكن كل الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم 1672 من المشاركة فيه. ويبلغ عدد سكان الأرخبيل 2500 نسمة، لكن هذا الرقم لا يشمل 1300 جندي بريطاني. ويعيش معظم السكان في العاصمة ستانلي، لكن أقيمت مكاتب متنقلة من أجل السكان الذين يعيشون في مناطق نائية.

وسيرد الناخبون بـ«نعم» أو «لا» على سؤال «هل تريد أن تبقى فوكلاند من أراضي ما وراء البحار للمملكة المتحدة؟»، وفي حال غلب الرافضون لهذه الفكرة، ينظم استفتاء آخر لتحديد الوضع الجديد للأرخبيل. وستعرف النتائج ليل الاثنين/ الثلاثاء بعد ساعات على إغلاق مراكز الاقتراع.