رئيس الوزراء الأردني المكلف: حكومتي ستكون نظيفة.. ولن أسكت على فساد أعلمه

يبدأ اليوم مشاوراته مع الكتل النيابية في مجلس النواب لتشكيلها

TT

قال رئيس الوزراء الأردني المكلف، عبد الله النسور، إن حكومته التي يعمل على تشكيلها، ستكون حكومة نظيفة وطاهرة من الفساد.

وأضاف في حديث للصحافيين، أعقب لقاءه أمس، برئيس مجلس النواب الأردني، سعد هايل السرور، أنه «كان يجب أن أبدأ الاستشارات من هذا المكان بالضبط، مجلس الأمة. وقد أطلعت رئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، على ما أفكر به للمرحلة القادمة. واستمعت لآرائهما وحكمتهما. وما يمثلانه هو شيء كبير في حياتنا السياسية». وأضاف أن «مجلس الأمة سيكون له دور كبير في المرحلة المقبلة في عملية الإصلاح السياسي التي اختطها الملك وبدأها (...). إن مجلس الأمة سيكون قطبا تدور حوله السياسات وتصنع منه الخطط، وستكون معه وبه المشاركة، لأن هذه الانتخابات أدت إلى وصول ممثلي الشعب. وسنتلقى بكل الاحترام آراءهم وأفكارهم. وسوف أبدأ اعتبارا من صباح اليوم، الالتقاء بالكتل النيابية واحدة واحدة».

وقال أيضا: «ستفتح أمام النواب كل المواضيع، وسوف يستمعون إلي، وسأجيب عن كل الأسئلة واحدا واحدا. هذا واجبي وهذا حقهم، مسترشدين بخطابات الملك، وأولها خطاب العرش والأوراق النقاشية الثلاث، وخطاب التكليف السامي وردي عليه الذي لم يحصل بعد، وكلها جزء من معلم رئيسي وكبير. وهذه نقطة تحول. فإذا أخطأنا الفرصة فسوف نندم كثيرا. ليس أنا على الإطلاق أو أي حكومة أرأسها سوف تفوت الفرصة على إنجاح عملية الإصلاح. نحن ندرك كل الإدراك حساسية هذه الخطوة التي اختطها الملك، فإن أفشلتها فسوف يحكم التاريخ علي، وإن أفشلها مجلس النواب لا قدر الله فالتاريخ له الحكم».

وأضاف في تصريحاته «نحن نريد أن نكون فريقا واحدا، والملك وجه خطابات واضحة للكافة. لا يمكن أبدا أن نخذل الملك، اللهم إلا من السهو والخطأ الإنساني. أما أن نهمل إرشادات الملك في الإصلاح السياسي وتعظيم الديمقراطية والمشاركة الحقيقية وإعطاء الاحترام كل الاحترام لممثلي الشعب.. لأن هذا هو نهج المستقبل، وأي واحد منا لا يلبي هذه المتطلبات هو يخذل الملك ويخذل طموحات الشعب».

وردا على سؤال حول نيته إشراك نواب في حكومته، قال النسور: «هذا هو السؤال الرئيسي. وهل يعقل أنني قبل أن أشاور النواب أكون قد حزمت وجزمت، ويكون الجواب في جيبي؟! إن الأمر سيعتمد على ما سأسمعه من النواب. فأنا أريد منهم تطمينات وهم يريدون مني تطمينات. وسيستمعون إلي وسأستمع إليهم. وأنا أؤكد لكم وأخاطب من خلالكم، أنا لا آتي بأفكار مسبقة، وأنا منفتح على كل شيء، وإذا وجدت ما يقنعني ويطمئنني بأن ما سنقوم به يلبي تطلعات الملك، والله سأفعلها، إن وجدت خلاف ذلك فلن أفعل أي شيء، لأنني أعتبر أنني خذلت الأردن، وخذلت قائد الأردن، إذا لم ألتقط توجيهاته الصادقة في بلد فيه ديمقراطية وحرية، وليس فيه مظاهر الحرية والديمقراطية. نحن نريد أصالة ونريد شيئا مختلفا».

وقال «أنتم تريدون التغيير وأنا أريد التغيير، وأنا أول الساعين إليه، لأنني أعرف أن القديم إذا استمر على قدمه لا يخدم بلدنا، نحن نريد فكرا جديدا ورأيا جديدا. لدينا شباب وتطلعات ولدينا حراكات ولدينا أحزاب نحترمها جميعا، ونريد أن نلتقيها في منتصف الطريق ونتسابق معها في خدمة الوطن ولا نتلاوم ولا نتجامل».

وفيما يتعلق بموعد انتهاء المشاورات، قال النسور إن المشاورات بدأت أمس، وقد التقيت رئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، وهذه هي نقطة الانطلاق وسنأخذ وقتنا.

وحول الأفكار التي يمكن طرحها خلال المشاورات قال: «ليس لي موقف متصلب، وكل فكرة جليلة ورأي صائب، سأكون شاكرا لو استمعت له».

وحول موقفه من الوزراء العابرين للحكومات، وإن كان هنالك قوى نافذة تؤثر في اختياره وزراء بعينهم، أجاب: «لا مناطق نفوذ وتأثير علي»، مؤكدا على أنه مسؤول عمن يبقى ومن يذهب.

وشدد على أن الحكومة ستكون نظيفة جدا وطاهرة جدا. وقال «النظافة عنوان المرحلة ولا فساد وأنا على التزامي وعهدي أمام الله والملك، لن أسكت على فساد أعلمه».

وكان النسور قد تسلم من رئيس الديوان الملكي، فايز الطراونة، أمس، نسخة من التقرير الشامل ومحاضر الاجتماعات حول نتائج المشاورات التي أجراها الطراونة مع مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء، للاسترشاد بها خلال مشاورات رئيس الوزراء مع النواب والقوى السياسية الأخرى لاختيار الفريق الوزاري.