وفاة لاجئ سوري وإصابة طفليه في احتراق خيمتهم

تعزيزات أمنية للسيطرة على المشكلات الاجتماعية داخل مخيم الزعتري في الأردن

TT

توفي لاجئ سوري وأصيب طفلاه بحروق من الدرجة الثالثة، منتصف ليلة أمس، بعد احتراق خيمتهم في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق، بحسب ما أكده مدير الإعلام في الدفاع المدني الأردني العقيد فريد الشرع.

وقال الشرع لـ«الشرق الأوسط» إن النيران اندلعت عند منتصف الليل، في إحدى خيام اللاجئين، نتيجة عبث الأطفال بشموع مشتعلة، مما تسبب بحرق الخيمة بشكل كامل، وإصابة طفلين بحروق من الدرجة الثالثة ووفاة والدهما الأربعيني.

وأضاف الشرع أن كوادر الدفاع المدني عملت على إخماد الحريق والسيطرة عليه ونقل المصابين إلى المستشفى المغربي العسكري، الذي قام بتحويلهم مع المتوفى إلى مستشفى المفرق الحكومي.

من ناحيته، أكد مدير مستشفى المفرق الحكومي، الدكتور اسمير مشاقبة، أن قسم الطوارئ والإسعاف بمستشفى المفرق استقبل جثة لاجئ من مخيم الزعتري يبلغ من العمر 40 عاما، توفي بعد إصابته بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة، في حين تم استقبال طفلين أحدهما يبلغ من العمر 9 أعوام والآخر 12 عاما، مصابين بحروق وجروح تقدر نسبتها من 70 في المائة إلى 90 في المائة، مضيفا أنه تم إدخالهما إلى قسم العناية العاجلة لتلقي العلاج اللازم، واصفا حالتهما بالحرجة جدا.

من جانب آخر، كشف مصدر أمني مطلع عن أن شبهة جنائية تحوم حول أسباب الحريق، إذ تفيد التحقيقات الأولية بأن المتوفى على خلاف مع أقربائه في المخيم، ويشتبه في أن أحدهم أقدم على حرق خيمته انتقاما، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية في مخيم الزعتري ما تزال تجري تحقيقاتها مع الأشخاص المشتبه بهم للوقوف على ملابسات الحادث.

على الصعيد ذاته، قال مصدر أمني إنه تم إرسال تعزيزات أمنية إلى محيط مخيم الزعتري للاجئين السوريين، لتعزيز السيطرة الأمنية عليه. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية «عازمة على إنهاء كافة أشكال الاحتجاجات العنيفة التي يشهدها المخيم»، كالتي اندلعت يوم الجمعة في أعقاب الحريق الذي أتى على 35 خيمة.

وقال المصدر: «ضبطنا أخيرا كميات من الحبوب المخدرة داخل المخيم بقصد الترويج، ما استدعى زيادة أعداد أفراد الشرطة من إدارة مكافحة المخدرات لمزيد من المراقبة والمتابعة، وكذلك ضبطنا عددا من الأسلحة البيضاء كانت بحوزة بعض مثيري الشغب من اللاجئين».

وأوضح أن «قوة شرطية كبيرة ستعمل في مجال الضبط القضائي لمعالجة النواحي الشرطية داخل المخيم، سواء في قضايا السرقات والإيذاء والمشاجرات الداخلية وتداول وتعاطي المخدرات وغيرها من الوقائع الشرطية البحتة، إلى جانب قوة شرطية أخرى ستعمل على تطبيق مفاهيم الشرطة المجتمعية داخل المخيم، لمعالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية، كالعنف الأسري والدعارة إن وجدت».

وأوضح المصدر أنه تم أمس تسيير دوريات شرطية راجلة وآلية داخل المخيم، مدعومة بمجموعة من قوات الدرك، لفرض الأمن والنظام والحد من الجرائم بأنواعها.

من جانبه، قال المنسق العام لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين إنمار الحمود، إنه تم استحداث إدارة جديدة للمخيمات برئاسة اللواء محمد الزواهرة، ويساعده مديرون للإغاثة والسيطرة الأمنية وتوزيع الخدمات اللوجيستية. وأضاف الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة الجديدة ستعمل على السيطرة الأمنية داخل المخيم بعد أن ارتفع عدد سكانه إلى أكثر من 120 ألف لاجئ، مشيرا إلى أن هناك مشكلات اجتماعية داخل المخيم تحدث بين الأفراد نتيجة للاكتظاظ، وأن الإدارة الجديدة ستقوم بتنظيم آلية عمل الأجهزة الأمنية للسيطرة على المخيم ومنافذه. وأوضح الحمود أن اللاجئ السوري يعامل معاملة الأردني في أي قضية، حيث تتم إحالة أي مخالف إلى القضاء.

وحول نتائج التحقيق في الحريق الذي اندلع الجمعة الماضي وأتى على 35 خيمة، نفى الحمود أن يكون هناك جهات مندسة وراء الحادث، مشيرا إلى أن اللاجئين قاموا بنقل خيمهم بجانب أقاربهم دون مراعاة شروط السلامة العامة، حيث تم نصب الخيم ملاصقة لبعضها، إضافة إلى استهتار اللاجئين وعدم الاكتراث بشؤون السلامة العامة، وعدم تطبيق تعليمات منظمات الإغاثة.

يشار إلى أن إجمالي عدد اللاجئين في الأردن بلغ أكثر من 435 ألف لاجئ، منهم 120 ألفا في مخيم الزعتري، والباقون موزعون على مدن أردنية مختلفة.