الرئيس اللبناني: الحريق السوري بجانب بيتنا

سليمان يدعو لمشاركة دولية في حمل عبء اللاجئين السوريين

TT

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس إلى تقديم عون دولي للبنان لمساعدته في حمل عبء أزمة اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا التي قال إنها تهدد بالامتداد إلى دول الجوار.

وفي مقابلة أجرتها وكالة رويترز في القصر الرئاسي في بعبدا التي لا تبعد سوى 40 كيلومترا عن الحدود مع سوريا شبه سليمان الحرب الأهلية في سوريا بحريق ضخم في الجوار. وقال «الحريق عندما يكون بجانب بيتك يجب أن تحسب على الأكيد أنه سيصل لعندك وأنت يجب أن تجرب أن تمنع وصوله وإذا قدرت أن تطفئ الحريق عند جارك فهذا يكون أفضل». وتابع «يوجد خطر. يجب أن نطفئ (الحريق) دائما. يجب أن تظل المطفأة في أيدينا». وأضاف الرئيس اللبناني «هذا السبب الذي جعلنا نعتمد موقف الحياد عن تداعيات الموقف السوري وأخذنا هذا الموقف بالحياد في إعلان سميناه إعلان بعبدا».

وفي عام 2012 وفي ذروة تفاقم الأزمة في سوريا اجتمع زعماء لبنان السياسيون في قصر بعبد الإجراء حوار برعاية رئيس الجمهورية وتوافقوا على تحييد لبنان في الصراع الدائر في المنطقة.

وقال سليمان قائد الجيش السابق والرئيس الذي انتخب في عام 2008 في إطار اتفاق للتهدئة بين الأطراف المتنازعة عقب اشتباكات طائفية في بيروت إن وجود مليون سوري في لبنان إضافة إلى 500 ألف لاجئ فلسطيني يعني أن ربع سكان لبنان من اللاجئين.

وقال «المشكلة الكبيرة اليوم هي في تدفق اللاجئين إلى لبنان وهذه الأعداد المتدفقة والتي صارت أكثر من احتمال أي بلد»، وأضاف «صار عندنا تقريبا 25 في المائة من سكان لبنان لاجئون بالإضافة إلى 500 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان. الموضوع لا يتوقف فقط على المساعدة المالية لإغاثة النازحين بل أيضا على الوعاء الديموغرافي والسكاني الذي لم يعد يتسع. صار عندنا فائض».

ويؤكد لبنان أنه يستضيف الآن مليون سوري ثلثهم من المسجلين رسميا كلاجئين فارين من الصراع الذي أودى بحياة 70 ألف شخص في بلادهم وفقا للأمم المتحدة. والباقون عمال سوريون وعائلاتهم.

وقال سليمان «المشكلات المتأتية من هذا العدد الكبير من اللاجئين هي اجتماعية وأمنية وطبعا اقتصادية حيث يوجد تنافس بين النازحين وأهل البلدات التي تمركزوا فيها.. يوجد تنافس بالأعمال والتجارة».

ودعا سليمان إلى عقد مؤتمر دولي لإيجاد سبل لإعادة توزيع اللاجئين على غرار اتفاقية جنيف عام 1979 حيث وافقت دول غربية على تسوية لتوزيع عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب في فيتنام. وقال سليمان «العالم يجب أن يفكر أن يزيل العبء عن لبنان»، وأضاف «في الماضي عندما حصلت قصة فيتنام عقد مؤتمر. يجب أن يكون هناك توزيع للنازحين. إنسانيا لا نستطيع أن نرد أي لاجئ جائع أو محروم أو خائف أو مضطهد. ولكن ماذا سنفعل غدا إذا صار فيه جوع أو صار فيه مرض».

وهزت أعمال عنف متفرقة لبنان منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل ما يقرب من عامين.

وقتل عشرات في اقتتال بشوارع مدينة طرابلس الشمالية بين أغلبية سنية تؤيد بقوة مقاتلي المعارضة السورية وأقلية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وقال سليمان «بالطبع لبنان تأثر كثيرا بالوضع السوري لأن هناك تداخلا بين البلدين من كل النواحي.. الجغرافيا والتاريخ والمجتمع والمصالح المشتركة. يجب أن لا ننسى أن لبنان ليس لديه بلد (عربي) بجواره إلا سوريا». وشدد الرئيس اللبناني على ضرورة بقاء سوريا موحدة قائلا «فيه حرب بسوريا.. ولكن لا.. لن تنقسم سوريا. مصيبة على كل المنطقة إذا صار هناك شيء من هذا النوع ولن يحصل»، وتابع «يجب أن يجدوا حلا سياسيا ولا يتدخل أحد في الوضع الداخلي السوري». ودعا إلى عقد مؤتمر دولي قائلا «هذا شيء ضروري لأن الضرر سيشمل الكل.. ليس سوريا فقط بل إنه سيطاول كل الدول المعنية». وأضاف «كل الدول القادرة ستتضرر من هذا الوضع. أوروبا.. روسيا.. أميركا.. يجب أن يتفقوا على الحل ويفرضوا الحل على العرب وعلى السوريين. المقصود أن يرعوا هم الحل بين السوريين ويساعدوا ويدعموا الحل الذي يتوصل إليه السوريون».