تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية مع بدء مناورات مشتركة

بيونغ يانغ تعلق خط الطوارئ مع سيول.. وتنصب مدافع في وضعية الهجوم

TT

تتصاعد وتيرة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، خاصة في ظل بدء القوات الكورية الجنوبية وحليفتها الأميركية، أمس، مناوراتهما العسكرية السنوية، التي نددت بها بشدة كوريا الشمالية مهددة سيول وواشنطن بضربة نووية.. ودعت الصين - التي يرى محللون أنها بدأت تغيير سياستها تجاه حليفتها - مجددا إلى الهدوء وضبط النفس، بينما علقت بيونغ يانغ العمل بخط الاتصالات لحالات الطوارئ مع سيول، ناصبة مدفعيتها على الجزر الحدودية في وضعية الهجوم.

وبدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة (التي تنشر 28500 جندي في أراضي كوريا الجنوبية) الاثنين أسبوعين من المناورات التي أطلق عليها اسم «كي ريزولف» (الحل الحاسم)، وهي مناورات فرضية في القسم الأكبر منها، لكنها تعبئ آلاف الجنود (عشرة آلاف جندي كوري جنوبي و3500 أميركي)، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.. لكن بيونغ يانغ نددت كالعادة بهذه المناورات، معتبرة إياها بمثابة محاكاة لاجتياح الشمال من قبل الجنوب بدعم من واشنطن.

وتأتي هذه المناورات بعد أسبوع من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية، حيث هددت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي بإلغاء معاهدة الهدنة التي أنهت الحرب بين الكوريتين في 1953، ولوحت بشن «حرب نووية»، وحذرت الولايات المتحدة من أنها تعرض نفسها إلى «ضربة نووية وقائية». وذلك عقب تعرض بيونغ يانغ لعقوبات جديدة أقرها مجلس الأمن الدولي، على خلفية تجربتها النووية الثالثة في فبراير (شباط) الماضي. وأعلن النظام الكوري الشمالي بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي، أنه بات يعتبر «كل اتفاقات عدم الاعتداء بين الشمال والجنوب» بحكم الملغاة. وأكدت صحيفة «رودونغ سينمون»، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوري الشمالي، أن ذلك يمثل «النهاية التامة» لمعاهدة الهدنة التي أنهت الحرب الكورية، محذرة أنه «مع انهيار معاهدة الهدنة.. لا أحد يمكنه أن يتوقع ما يمكن أن يحصل على الأرض اعتبارا من الآن». من جهتها، أعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة العلاقات بين الدولتين الجارتين، أمس، أن الشمال بدأ على ما يبدو بتنفيذ أحد تهديداته، إذ علق العمل بالخط المباشر بين بيونغ يانغ وسيول، والذي يستخدم من قبل الصليب الأحمر في حالات الطوارئ. وعلق العمل بهذا الخط الذي أقيم في عام 1971 5 مرات حتى الآن من قبل الشمال، كان آخرها في عام 2010. ويستخدمه الطرفان في العادة مرتين في اليوم، لكن «الشمال لم يرد على الاتصال هذا الصباح»، كما أعلنت ناطقة باسم الوزارة. كما هددت بيونغ يانغ أيضا بقطع خط ساخن مع قوات الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية. ولغة التهديد واستعراض القوة تعتبر من الأمور المعتادة من على جانبي الخط الفاصل بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب قبل 60 عاما، لكن الوضع حاليا شديد التوتر لدرجة أن أي حادث طفيف يمكن أن يخلف عواقب خطيرة. وبحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن كوريا الشمالية تحضِّر هذا الأسبوع لمناورات عسكرية. وقال مسؤولون في الوزارة إن الثكنات الواقعة على الجزر الكورية الشمالية القريبة من الحدود البحرية التي تحتج عليها بيونغ يانغ، نصبت مدفعيتها في وضعية هجوم.