مستوطنون يقطعون طرق الضفة ويهاجمون العرب في القدس

400 منهم اقتحموا قبر يوسف في شرق نابلس وآخرون الأقصى

TT

حول مستوطنون حياة الفلسطينيين العابرين على طرق سريعة شمال الضفة الغربية إلى جحيم، عندما أغلقوا هذه الطرق وهاجموا السيارات بالحجارة، وعطلوا حياة الناس.

وفوجئ الفلسطينيون على أكثر من شارع يربط بين مدن شمال الضفة، بعشرات المستوطنين يغلقون الشوارع ويهاجمون السيارات. وقال شهود عيان، إن المستوطنين أغلقوا الطرق ومنعوا السيارات من المرور وهاجموها وحطموا زجاجها. وأصاب ذلك الكثير من الأطفال بالذعر والخوف الشديدين.

وعادة ما يشن مستوطنون من جماعات «دفع الثمن»، هجمات ضد العرب على الطرق وفي القرى النائبة وفي الأراضي المزروعة.

وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان، إن المستوطنين رشقوا عشرات المركبات بالحجارة على طرق نابلس ورام الله وقلقيلية وجنين، وحطموا زجاج الكثير منها.

وتجمهر المستوطنون عند مفرق دير شرف، قرب مستوطنة «شافي شمرون»، وقرب مفرق مستوطنة «قدوميم»، وعلى مفرق مستوطنة «يتسهار»، وهب فلسطينيون من قرى قريبة لفتح الطرق، ما أدى إلى مواجهات في المكان، قبل أن يحضر الجيش الإسرائيلي ويفض الاشتباكات. وفي الأثناء، كان مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في القدس عن طريق باب المغاربة، ويدهسون طفلة في المدينة بعدما اقتحموا قبر يوسف شرق نابلس، حيث أدى نحو 400 مستوطن فجر أمس، طقوسا دينية. وسبق ذلك اقتحام الجيش الإسرائيلي للمنطقة لتأمين دخول المستوطنين، وأجج ذلك بعض الغضب الذي تحول إلى رشق بالحجارة للمستوطنين والجيش.

وفي القدس، اقتحم عدد من الجماعات اليهودية المتطرفة المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، برفقة حراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال. ويدخل هؤلاء عادة، بصفتهم سياحا، وطالما أثار ذلك الكثير من التوتر والمواجهات.

وقال شهود عيان إن مستوطنا في القدس دهس الطفلة نادين سليم جويلس ( سنوات) من سكان حي الطور، ولاذ بالفرار. وهذا ليس أول اعتداء من نوعه على عرب في غضون أيام قليلة. فقد هاجم أطفال يهود في مرتين سابقتين، نساء عربيات، مرة بالحجارة ومرة بصقوا على سيدة. وفي مرات أخرى طال الهجوم مساجد وكنائس كذلك. ويثير ذلك نعرات دينية وقومية بالعادة ويبدد فكرة التعايش. ودان الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، الاعتداءات التي تعرض لها مواطنون عرب في إسرائيل. وقال في تصريحات للمراسلين الإسرائيليين الذين يرافقونه في زيارته لباريس، إن مرتكبي هذه الاعتداءات هم أناس قليلون يلطخون صورة مجتمع بأكمله.

وأصدر رئيس بلدية القدس، نير بركات، بيانا أدان فيه بشدة جميع أعمال العنف التي تعرض لها مؤخرا السكان العرب في المدينة. وشدد بركات على ضرورة الحفاظ على التعايش السلمي في القدس والعمل على تهدئة الخواطر. وتعهد قائد شرطة القدس، الميجر جنرال يوسي باريينتي، بالقضاء على مثل هذه «المظاهر المقيتة».