واشنطن تقلل من غضب كرزاي

مصدر عسكري أميركي: الرئيس الأفغاني كرزاي يمر بفترة صعبة

TT

قلل مصدر عسكري أميركي من التوتر المفاجئ في العلاقات بين الولايات المتحدة والرئيس الأفغاني حميد كرزاي، والذي أدى إلى إلغاء مؤتمر صحافي مشترك لكرزاي وشاك هاغل، وزير الدفاع الأميركي، في أول زيارة له بعد تعيينه في منصبه. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه ليست أول مرة يغضب فيها كرزاي، أو ينتقد الولايات المتحدة. وإن «كرزاي يمر بفترة صعبة». وإن وزير الدفاع الأميركي لم يرد على الغضب بالغصب. وإن الوزير، بعد إلغاء المؤتمر الصحافي، تناول العشاء مع كرزاي، وكانت المحادثات مفيدة وبناءة. وعن مفاوضات الحكومة الأميركية مع منظمة طالبان في قطر، والتي كانت من أسباب غضب كرزاي، قال المصدر العسكري إن كرزاي «يعلم منذ فترة طويلة» بهذه المحادثات. وأنها، عكس ما قال كرزاي، ليست سرية بالنسبة له، أو ليست فيها بنود سرية لا يعرفها هو. وعن سوء طالع الوزير الجديد وهو يواجه أول مشكلة في أول زيارة له لأفغانستان، قال المصدر إن هاغل ذهب إلى أفغانستان ليستمع، كالعادة في أول زيارة. وإن الوزير ذهب باسم الرئيس باراك أوباما، وهو ينفذ سياسة الرئيس. هذه إشارة إلى أن قرار الانسحاب من أفغانستان اتخذه الرئيس أوباما، وأن الوزير ينفذه.

وحذر المصدر بأن مشكلات أكثر وأهم ستظهر في العلاقات بين أميركا وأفغانستان مع استمرار انسحاب الولايات المتحدة، ودول حلف الناتو، من أفغانستان.

وكان كرزاي، في خطاب يوم الأحد، اتهم الولايات المتحدة بالتفاوض مع طالبان في الخارج دون علم السلطات الأفغانية. وأشار إلى الهجومين الانتحاريين اللذين شنهما مسلحو طالبان يوم السبت في كابل وخوست، يوم وصول وزير الدفاع الأميركي. وقال كرزاي: «لم تستعمل القنابل لإثبات قوتهم (طالبان) أمام أميركا. إنهم يخدمون شعار أن الانسحاب يرعبنا».

غير أن وزير الدفاع الأميركي قال للصحافيين المرافقين له في كابل: «أبلغت الرئيس بأنه ليس صحيحا أن الولايات المتحدة تفاوض في شكل منفرد مع طالبان». وإن عملية السلام ينبغي أن تبدأ مع بداية الانسحاب، ولا بد أن يقودها الأفغان أنفسهم. وأضاف هاغل: «أعرف أن هذه قضايا صعبة بالنسبة إلى الرئيس كرزاي، وبالنسبة للأفغان. أنا كنت رجلا سياسيا، ولهذا، أستطيع فهم الضغط الذي يتعرض له قادة البلاد باستمرار في مثل هذه الظروف».

وكان متحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، قال إن المحادثات مع الأميركيين علقت قبل عام، واتهم واشنطن بأنها تقدم إشارات متضاربة. ورفض المتحدث نفي أو تأكيد استئناف المحادثات في قطر، أو في غير قطر.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن المحادثات بين الجانين بدأت سرا في ألمانيا في عام 2010 بعد أن عرضت طالبان فتح مكتب تمثيلي لها في قطر.

وفي الوقت الحاصر، ينتشر في أفغانستان 66 ألف جندي أميركي، إلى جانب 37 ألف عسكري من التحالف الدولي، و352 ألف شرطي وعسكري أفغاني. ويتوقع أن يغادر أكثر من نصف الجنود الأميركيين أفغانستان قبل بداية العام القادم.