مصرع المتهم الرئيسي في قضية الاغتصاب الجماعي بالهند

السلطات تقول إنه انتحر.. وتشكيك من ذوي الضحية ومحاميه

TT

قالت السلطات في سجن هندي شديد الحراسة أمس إن المتهم الرئيسي في جريمة الاغتصاب الجماعي التي روعت الهند في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وراحت ضحيتها طالبة جامعية، انتحر شنقا في زنزانته فجرا.. إلا أن محامي المتهم قال إنه يتشكك في حدوث أمر مريب داخل السجن أدى إلى وفاة موكله؛ وليس الانتحار، فيما اعتبر وزير الداخلية الهندي الحادث بمثابة «إخفاق كبير» للأمن، متعهدا بالتحقيق حول الموضوع.

وأعلنت السلطات في سجن تيهار، الذي يخضع لحراسة مشددة أن رام سينغ شنق نفسه، بعد أن ربط ملابسه ببعضها، وعثر عليه ميتا عند الساعة 05:15 فجرا بالتوقيت المحلي.. وصرح سونيل غوبتا، أحد مسؤولي السجن لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد ربط كل ملابسه ببعضها ثم صعد على كرسي صغير من الخشب، قبل أن يشنق نفسه من السقف». وأوضح غوبتا أن القضاء فتح تحقيقا لتحديد ما إذا حصل أي خروقات في الأمن.

إلا أن أسرة الضحية شددت على أنه من غير الممكن أن يقدر المتهم على الانتحار، وأنه قال لهم إن حياته في خطر، بينما طالب محاميه باعتبار القضية جريمة قتل. فيما اعتبر وزير الداخلية الهندي شوسيلكومار شينده أن انتحار سينغ «إخفاق أمني كبير، ومن المؤكد أنه ليس حادثا بسيطا وسنتخذ إجراءات في الموضوع».

واعتبر والد الضحية (الفتاة المغتصبة) أن انتحار سينغ دليل على إهمال واضح من السلطات، مما يحرم الأسرة من حقها في اللجوء إلى القضاء.

وندد الوالد، الذي تحول الإجراءات القانونية دون ذكر اسمه، بالقول: «لا يمكننا أن نفهم كيف فشلت الشرطة في حماية رام سينغ. كانوا يعلمون أنه المتهم الرئيسي في قضية ابنتي»، متسائلا: «لماذا سمحوا له باختيار الطريقة التي أراد بها الموت؟ لقد أخفقت الشرطة وأتساءل ماذا سيحصل في المحاكمة بعد الآن». بينما أعربت والدة الضحية عن صدمتها عند معرفتها بالخبر، وقالت: «أريد فقط تحقق العدل لابنتي. المتهم الرئيسي مات. هل كان ذلك بسبب شعوره بالذنب؟».

ومثل سينغ مرات عدة أمام محكمة الجنايات في نيودلهي بتهم القتل والاغتصاب والاختطاف وكان يواجه إمكان الحكم عليه بالإعدام. وإضافة إلى سينغ، تتم محاكمة أربعة متهمين آخرين أمام محكمة الجنايات. ويحاكم متهم خامس في الـ17 من العمر أمام القضاء الخاص بالقاصرين، حيث يواجه إمكان الحكم عليه بعقوبة قصوى من ثلاث سنوات في أحد المراكز للقاصرين.

واعتبر محامي المتهم أن على الشرطة أن تفتح تحقيقا في جريمة قتل.. قائلا: «إنها قضية قتل. لو انتحر لكان ترك رسالة»، متابعا: «أشك في أمر مريب في وفاة موكلي، ولا أعتقد أنه يمكن أن ينتحر. لم تكن هناك ظروف يمكن أن تدفعه إلى الانتحار».

من جهته، أكد والد المتهم، مانج لال سينغ، أن ابنه كان سيجد صعوبة في ربط الحبل بسبب جرح في يده أصيب به نتيجة حادث سير. وأضاف: «ما كان ليقدر أن ينتحر مستخدما يدا واحدة»، مؤكدا أن ابنه كان يتقاسم الزنزانة مع متهمين اثنين آخرين. وقال المحامي أن رام سينغ كان رابط الجأش وهادئا حين تحدث معه يوم الجمعة الماضي، وأنه كان هناك سجناء آخرون بزنزانته، مما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان انتحارا، وكيف يمكن أن ينتحر دون أن يلاحظ أحد من العاملين بالسجن الخاضع لإجراءات أمنية مشددة.

ومع أن سينغ دفع ببراءته، إلا أن والده أشار إلى أنه أقر بالذنب. وقال: «قال لي ابني إنه يشعر بالخجل مما حصل في 16 ديسمبر، وإنه سيتقبل أي عقوبة تصدر بحقه»، وتابع أن سينغ قال له إن حياته في خطر، وأنه تعرض للاغتصاب من قبل موقوفين آخرين.

وكان سينغ وهو أرمل في الثلاثين من رجاستان (غرب) السائق المعتاد للحافلة التي تنقل عادة طلاب مدارس. وهو يقيم في رافي داس إحدى مدن الصفيح في العاصمة، حيث وصفه جيرانه بأنه سكير ومثير للمشكلات. وكان سينغ أول من اعتقل بعد الاعتداء عندما أوقفت الشرطة الحافلة جانبا في اليوم التالي. وسرعان ما اشتبهت به الشرطة لأن مقاعد الحافلة تم تنظيفها حديثا. وأثارت قضية الاغتصاب الجماعي استنكارا دوليا وصدمة كبيرة في الهند، حيث ارتفعت أصوات عدة للتنديد بالطريقة التي تتهاون فيها الشرطة والقضاء في قضايا الاعتداءات الجنسية.