3 تحديات تنتظر فرنسا في مالي.. ووزير الدفاع يتوقع 3 أسابيع إضافية من المعارك قبل «تنظيف» الشمال

لودريان يربط نهاية المهمة العسكرية بالعملية السياسية

TT

بعد شهرين من العملية العسكرية التي أطلقتها في مالي، ترى فرنسا أنها تقترب من تحقيق كامل أهدافها وأنها بحاجة لثلاثة أسابيع إضافية لإنجازها. وتريد باريس أن يترافق استكمال العمليات العسكرية المستمرة على جبهتين: في محيط مدينة غاو من جانب، وفي مرتفعات وأودية منطقة أيفوغاس الجبلية الوعرة الواقعة شمال شرقي البلاد على الحدود المشتركة مع الجزائر، مع بدء العملية السياسية التي تراها ضرورية من أجل استقرار البلاد.

وتسعى باريس، وفق ما قاله وزير الدفاع جان إيفل ودريان، إلى دفع الحكومة المالية المؤقتة إلى تحقيق أمرين متلازمين: إجراء الانتخابات التشريعية قبل نهاية يوليو (تموز) القادم وفق التزام رئيس الجمهورية المؤقت ديونكوندا تراوري، وبدء أعمال لجنة الحوار والمصالحة الوطنية في أسرع وقت.

وتوقع وزير الدفاع الفرنسي، في حديث نشرته أمس صحيفة «لوموند» المستقلة، أن يتم «تنظيف» شمال مالي، وأن يتوفر الأمن في هذه المنطقة «بشكل عام» خلال الأسابيع الثلاثة القادمة. وتدور المعارك حاليا في مرتفع إيفوغاس ومرتفع تيمترين حيث يقدر الخبراء الفرنسيون أنهما يشكلان «عرين القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وبالمقابل، فإن المناوشات الجارية في محيط مدينة غاو تحصل مع حركة التوحيد والجهاد في أفريقيا الغربية المتحالفة مع «القاعدة» ومع «أنصار الدين».

وأكد لودريان أن العمليات «تدور وفق الخطة المرسومة»، إذ بعد استعادة المدن الرئيسية التي كانت بحوزة مقاتلي الشمال (تومبوكتو، وغيدال، وغاو)، فإن الهدف التالي كان التحضير لمهاجمة الملجأ التاريخي لـ«القاعدة» في إيفوغاس وتيمترين بمساندة من الوحدات التشادية، «حيث قمنا بإغلاق فكي الكماشة على هذه المنطقة التي ندخل كل أوديتها». وتؤكد باريس أنها تستفيد من تعاون جيران مالي خصوصا الجزائر وموريتانيا والنيجر.

وكشف لودريان أن «تحرير الأرض يتم مترا بعد متر»، وأن المعارك التي تدور هناك «بالغة العنف أحيانا»، متوقعا أن يقع المزيد منها في الأيام القادمة. لكن المسؤول الفرنسي لا يعني في ما قاله أن الدخول إلى المناطق «الساخنة» لا يعني أن أي «إرهابي» لن يكون موجودا بعد ذلك في هاتين المنطقتين. كذلك لا يرى أن مقتل قائد «القاعدة» أبو زيد يعني القضاء على «القاعدة»، لأنها كل متكامل، «والقضاء عليها يتطلب تدمير كافة بناها وليس إزالة هذا أو ذاك». وبحسب لودريان، فإن إيفوغاس وتيمترين تحتضنان نحو 500 مقاتل من أصل 3000 من مقاتلي الشمال كانوا موجودين في مالي في بداية العملية العسكرية. وترفض باريس حتى الآن إعطاء أي تقديرات دقيقة لعدد القتلى، مكتفية بالقول إنهم «عدة مئات».