ولي العهد السعودي يدشن فعاليات المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية

شدد على أن المملكة أساسها العقيدة الإسلامية ودستورها الكتاب والسنة وأن أمن الحاج والزائر من أهم ما حققه الملك المؤسس وأبناؤه

الأمير سلمان بن عبد العزيز وعدد من كبار الضيوف خلال الاحتفال بتدشين المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية (تصوير: خضر الزهراني)
TT

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أن بلاده أساسها «العقيدة الإسلامية»، ودستورها في النظام الأساسي للحكم «كتاب الله وسنة رسوله»، وأنظمتها مستمدة «من الكتاب والسنة»، مشددا على أن «أمن الحجاج وأمن المقيمين» كانا من أهم ما حققه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبناؤه من بعده، «والحمد لله، الحاج، والزائر يحج ويزور في أمن وطمأنينة، وكل الخدمات تقدم لهم»، مؤكدا أن السعودية لها الشرف الكبير بأن تولي اهتمامها بالحرمين الشريفين، مبينا أن الملك عبد الله بن عبد العزيز «يولي اهتمامه بكل ما فيه رقي وتقدم بلاده، وخصوصا الحرمين الشريفين».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي مساء أمس، بعد تدشينه انطلاق فعاليات «المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م»، في احتفالية كبرى بجوار مسجد قباء. وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الأمين.

أيها الإخوة.

شرف لي أن أقف بينكم لأنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله.

أيها الإخوة الحضور.

إن هذه البلاد شرفها الله - عز وجل - بأن تكون قبلة المسلمين، ونزل القرآن بلغة عربية على نبي عربي في مكة المكرمة - قبلة المسلمين وبيت الله الحرام. ونحن الآن في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومهجره - بلاد الأنصار والمهاجرين، التي انطلقت منها الرسالة الإسلامية لكل أنحاء العالم، وكانت - والحمد لله - بلد خير وبركة بهذه العقيدة السمحة.

أيها الإخوة، إن المملكة العربية السعودية لها الشرف الكبير بأن تولي كل اهتمامها بالحرمين الشريفين منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وعهد أبنائه، حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، حيث يولي اهتمامه بكل ما فيه رقي وتقدم بلادنا، وخصوصا الحرمين الشريفين، ووجودنا في المدينة هو - والحمد لله - نعمة كبرى. وأساس هذه الدولة قام على العقيدة الإسلامية، وهذه الدولة دستورها - كما هو في النظام الأساسي للحكم - كتاب الله وسنة رسوله، وأنظمتها مستمدة من الكتاب والسنة، لذلك من أهم ما حققه الملك عبد العزيز رحمه الله، وأبناؤه من بعده، أمن الأهالي وأمن الحجاج وأمن الزائرين والمقيمين، والحمد لله، فالحاج، أو الزائر، يحج بأمن وطمأنينة وكل الخدمات تقدم له.

أيها الإخوة، إذا كانت هذه البلاد هي منطلق الإسلام في أنحاء العالم، فهي أيضا منطلق العروبة في أنحاء العالم، والعرب تشرفوا - كما قلت - بأن القرآن نزل بلغتهم، وهنا نشترك كلنا في المسؤولية في أن نحفظ القرآن.

أيها الكرام، كما قلت لكم، أنتم لستم ضيوف هذا المكان، بل أنتم أهل المنزل، وأنتم لكم ما لأبناء هذه البلاد من خير وبركة إن شاء الله، وشرف لي أن ألتقيكم هذا اليوم، وأن نجتمع في هذا المكان الجميل. أسأل الله - عز وجل - أن يديم علينا نعمته بالأمن والاستقرار، والعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ويرزقنا الشكر لنعمه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

بعد ذلك، دشن ولي العهد انطلاق النشاطات الثقافية والعلمية لمناسبة «المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 1434هـ - 2013م».

عقب ذلك، تسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة، غادر بعدها مقر الحفل.

حضر الحفل الرئيس المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان الأسبق، والمستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والوزراء، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح مساء أمس معرض المدينة المنورة «مأرز الإيمان» بمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ - 2013م، ووصل إلى مقر الاحتفال يرافقه الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير فهد بن عبد الله بن مساعد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، بينما كان في استقباله الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، والأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وأمين عام احتفالية «المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية» إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي.

وفور وصوله، قام ولي العهد بجولة في المعرض، اطلع خلالها على مجسم للمدينة المنورة في بداية العهد السعودي، كما شاهد صورا للمدينة ومراحلها التاريخية منذ عهد الهجرة النبوية وفضائلها ومآثرها، كما صافح عددا من وزراء الثقافة والإعلام والمفتين في الدول العربية والإسلامية، ثم زار بعد هذه الجولة مسجد قباء وأدى ركعتي تحية المسجد، توجه بعدها إلى الخيمة الثقافية بجوار مسجد قباء، حيث رعى حفل اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ - 2013م.

وكان الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس اللجنة العليا لمناسبة «المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م»، استقبل مساء أول من أمس ضيوف الفعالية من داخل وخارج السعودية، مرحبا باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة بضيوف هذه التظاهرة الثقافية الإسلامية البارزة، التي عدها «تجسيدا رائعا لما تحتله المدينة المنورة من مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، بوصفها العاصمة الأولى للثقافة الإسلامية منذ الهجرة النبوية الشريفة إليها».

وأكد الأمير فيصل بن سلمان، أن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية «يرسخ واقع مكانتها في قلب كل مسلم، ويضفي على المناسبة فخرا وسموا ورفعة»، وأضاف أن المدينة المنورة «هي منطلق الرسالة المحمدية، ومنها شع نور الإسلام وانتشر في سائر أرجاء المعمورة».

كما كرم أمير منطقة المدينة المنورة الضيوف، وأقام مأدبة عشاء بهذه المناسبة. حضر الاستقبال رئيس أمناء مجلس الدعوة الإسلامية المشير عبد الرحمن سوار الذهب، ووزير الثقافة والإعلام نائب رئيس اللجنة العليا الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور عبد العزيز التويجري، والأمين العام لدارة الملك عبد العزيز رئيس اللجنة الاستشارية لمناسبة «المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية» عضو مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وعدد من العلماء وكبار الشخصيات من ضيوف مناسبة «المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م».

وشهد الحفل الخطابي عددا من الكلمات، حيث ألقى الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، كلمة ضيوف المناسبة، ثمن فيها للسعودية «عنايتها الفائقة بمشروعات التوسعة العملاقة في الحرمين الشريفين، عملا على راحة الحجاج والزائرين والمعتمرين»، داعيا الله تعالى «أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على رعايته الكريمة لهذه المشروعات الضخمة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه باللغات المختلفة وتوزيعه على المسلمين في أنحاء العالم»، مؤكدا أنه «مشروع لا يبارى ولا يسامى في أي صقع من أصقاع العالم الإسلامي».

وبين الدكتور أبو النور في كلمته أن مكانة المدينة المنورة في قلب كل مسلم بعمق الحب وصدق الوفاء، وقال: «لا ينسى أي مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، أن المدينة المنورة كانت هي التي آثرها الله وعينها لهجرة نبيه صلى الله عليه وسلم، لتنتصر فيها الدعوة وينتشر منها الإسلام».

من جهته، تحدث المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، حيث قال إن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للسنة الحالية «امتداد للرسالة التنويرية الحضارية الكبرى التي قامت بها مدينة الرسول الكريم، عليه أزكى الصلاة والسلام؛ في عهده صلى الله عليه وسلم وفي العهود التي تلت ذلك».

وبين المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي وضعته المنظمة يندرج في إطار تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية، وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات.

وأوضح أن برنامج «الإيسيسكو» العشري للاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية، يضم في نسخته الجديدة للسنوات: (2015 - 2024)، إحدى وثلاثين عاصمة، وأن من الأهداف التي وضعوها لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، تجديد عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريف بتراثها الفكري والعلمي والثقافي، وإنعاش الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي.