باريس وواشنطن بالتعاون مع موسكو تعد لائحة بأسماء مفاوضي النظام

بريطانيا تتعهد بمزيد من الدعم العسكري للمعارضة السورية

TT

بينما كشف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عن أن مسؤولين من بلاده والولايات المتحدة يعملون مع الروس على إعداد لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة «للتفاوض مع الائتلاف الوطني السوري» المعارض - كرر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، عزم بلاده على تدريب مقاتلين معارضين وتزويدهم بالسلاح «الدفاعي»، في وقت تتحدث فيه الإدارة الأميركية عن احتمالية لجوء بشار الأسد لاستخدام الأسلحة الكيماوية لقمع الثورة المطالبة بإسقاط نظام حكمه.

ففي كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في «الجمعية الوطنية الفرنسية»، عرض الوزير فابيوس الجهود التي تقوم بها حكومة بلاده في ما يخص سوريا، مشيرا إلى أنه خلال الأسابيع الماضية عملت باريس، وبالتعاون مع واشنطن وموسكو، على إعداد لائحة بأسماء محتملة، تقبل المعارضة السورية الجلوس معهم للوصول إلى حل سياسي يخرج سوريا من الأزمة التي تعيشها منذ ما يقارب العاميين.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من لندن، لمعرفة رد فعل الائتلاف حيال تصريحات رأس الدبلوماسية الفرنسية، رفض منذر ماخوس، سفير الائتلاف لدى فرنسا، التعليق على الموضوع سواء سلبا أم إيجابا، مفضلا التريث ريثما يتم استيضاح جميع جوانب هذا التصريح. لكن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة «باريس الجنوب» الدكتور خطار أبو دياب، أكد في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أن تصريحات وزير الخارجية تندرج ضمن مساعي المجتمع الدولي لتعزيز شروط التفاوض بالنسبة للمعارضة السوري.

وأشار أبو دياب إلى أن مرجعية المجتمع الدولي في ما يخص سوريا هو اتفاق جنيف يونيو (حزيران) 2012، الذي يتمحور حول تكوين حكومة انتقالية. وقال إن اتفاق جنيف يحمل بين طياته ثغرة أو تساؤلا استغله الروس، وهو «هل يتم التفاوض لتشكيل الحكومة مع بقاء بشار الأسد أم من دونه؟».

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قام بزيارة عمل إلى موسكو الأسبوع الماضي تطرق خلالها لما يجري في سوريا، وأكد حينئذ أنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين متفقان على ضرورة الوصول بسوريا إلى حل سياسي من دون التطرق إلى مصير الأسد.

لكن أبو دياب يشير إلى أن «هناك رقما صعبا في هذه المعادلة وهو الشعب السوري، ومهما كانت الظروف صعبة ومأساوية فإن الكلمة الأخيرة هي له». وفي لندن، أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده تنوي تكثيف دعم المعارضة السورية من أجل تسريع عملية تغيير النظام في سوريا، مضيفا أن «على الحكومة البريطانية أن تبذل جهودا بمزيد من النشاط من أجل تفادي مقتل الأبرياء في سوريا». وهنا يشير أستاذ العلاقات الدولية إلى أن «هناك تناغما وتوزيع أدوار جيدا بين باريس ولندن، إذ تحاول فرنسا إعادة إحياء مبادرة رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب بالجلوس إلى طاولة حوار مع ممثلين عن الأسد من دون أن يتنازل الائتلاف، وتحاول بريطانيا، من خلال تزويدها بعض أطياف المعارضة، تعديل موازين القوى وبالتالي تحسن شروط التفاوض، وهو أقصى ما تسعى له القوى الغربية».

وتابع هيغ: «ما نواجهه ليس الخيار بين الطريق الدبلوماسي من ناحية وتقديم الدعم العسكري الملموس من الناحية الأخرى، إنما دعم المعارضة له أهمية حاسمة بالنسبة إلى تحقيق تغيير النظام وإنقاذ حياة الناس، ويجب السعي إلى تحقيق الهدفين في آن واحد».