مصير الجيش السوري مرهون بالعتاد والرجال والتنظيم

صحيفة موالية تؤكد قدرته على القتال لسنوات

TT

رجح جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، أمس، إمكانية استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيميائية إذا لم تكفه الأسلحة التقليدية لضمان بقائه في الحكم، لكن صحيفة «الوطن» السورية استبقت التصريحات الأميركية بالقول إن الجيش السوري لا يزال لديه من الرجال والعتاد ما يكفيه لمواصلة القتال لسنوات وليس لأشهر.

فبعد يوم واحد من دعوة «الجهاد إلى جانب سوريا»، التي أطلقها مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، كتبت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية في عددها الصادر، أمس، أن الجيش السوري يمكنه مواصلة «الحرب» لسنوات مقبلة، موضحة أن الدعوة التي أطلقها مجلس الإفتاء للسوريين من أجل الوقوف إلى جانب الجيش ترمي إلى شحذ همتهم للمشاركة في الدفاع عن أرضهم بدل الاكتفاء بـ«متابعة أخبار» المعارك.

وذكرت الصحيفة، التي يمتلكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، أن الجيش السوري «يملك من الرجال والعتاد ما يكفي لأعوام مقبلة من الحرب للدفاع عن سوريا»، ونقلت الصحيفة عن مصادر متابعة للملف السوري الداخلي أن «الجيش بألف خير وجنوده وضباطه وصف الضباط فيه يخوضون منذ عامين وببسالة وشجاعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ جيوش العالم، أشرس المعارك، وقدم كثير منهم روحه فداء لسوريا وللشعب السوري».

وفي حين يضع المعارضون كل هذه الوقائع في خانة ضعف قوات نظام الأسد، ومؤشر على المأزق الذي يعيشه في ظل تزايد الانشقاقات والتخلف عن السوق، رأى الخبير العسكري العميد أمين حطيط أن القدرات العسكرية للجيش النظامي، المتمثلة بالرجال والعتاد والتنظيم، لا تزال قوية، الأمر الذي سيمكنها من الاستمرار في الحرب لسنوات عدّة.

وتأتي مقاربة الخبير العسكري متناقضة مع وجهة نظر المعارضة، لكنه يؤكد أن القدرات العسكرية لأي دولة لا تقاس إلا بـ3 عناصر أساسية، هي: الرجال والعتاد والتنظيم، وبالتالي إذا تمكنت أي دولة من تأمينها فهي تستطيع القتال لسوات عدة من دون توقف إلى أن ينكسر أحدها.

وفي ما يتعلق بسوريا، يقول حطيط لـ«الشرق الأوسط»: «تشير المعطيات إلى أن الجيش السوري، ووفقا للتحليل العسكري، يمكنه خوض حرب طويلة لسنوات من دون توقف»، موضحا: «التنظيم موجود ومتماسك، وعلى رأسه القيادة العامة، بينما يبقى السلاح متوفرا داخليا وخارجيا، إما من المصانع السورية التي تؤمن السلاح للمعارك أو من الدعم الخارجي الذي يصل إليها وفقا للعقود المبرمة بين الدولة وعدد من الدول، وأهمها روسيا وإيران والصين وكوريا».

والأمر الذي ينسحب على العتاد ينطبق أيضا على الرجال، بحسب حطيط، الذي اعتبر أن أكثرية الشعب السوري لا تزال تؤمن بالنظام، مؤكدا أنه «وخلال سنتي الثورة، خسر الجيش السوري 55 ألف عنصر، بين فارٍّ ومنشق ومصاب وقتيل، بينما التحق به نحو 120 ألف عنصر».

ويصف حطيط الفتوى التي أصدرها مجلس الإفتاء الأعلى، منذ يومين، داعيا الشباب للجهاد، في خانة توعية الشباب السوريين الذين يعتدون ويقاتلون جيش وطنهم، ظنا منهم أنهم يقومون بالجهاد، وحضهم على القتال إلى جانبه.

من جانبه، اعتبر كلابر في تقرير سنوي في الكونغرس حول التهديدات الأمنية أن «لدى سوريا برنامجا شديد الفعالية للحرب الكيميائية، ويمتلك مخزونا كبيرا من غاز الخردل والسارين وغاز الأعصاب». وأضاف أن سوريا تمتلك أيضا «مخزونا كبيرا من الأسلحة بما فيها الصواريخ والقنابل الجوية، وبالتأكيد قذائف مدفعية يمكن استخدامها لنشر هذه المنتجات الكيميائية».

وأوضح كلابر أن هذا البرنامج «كبير ومعقد وموزع جغرافيا مع مواقع تخزين وإعداد وتصنيع». وشدد كلابر على القول إن هذا البرنامج «قادر على التسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا، والنظام الذي يشتد الخناق عليه ويكتشف أن تصعيد العنف مع أسلحة تقليدية لم يعد يكفي، يمكن أن يكون مستعدا لاستخدام هذه الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري». وهناك من جهة أخرى، خشية من أن تستولي مجموعات أو أفراد في سوريا على هذه الأسلحة الكيماوية التي تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها مراقبتها مراقبة شديدة.