العريض يحدد 4 أولويات للحكومة التونسية

شاب عاطل عن العمل يضرم النار في جسده وسط العاصمة

TT

حدد علي العريض، رئيس الحكومة التونسية المكلف أربع أولويات كبرى خلال الفترة التي تفصل التونسيين عن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. وقال إن الأولوية الأولى سياسية وتتمثل في توضيح الرؤية السياسية، وتهيئة ظروف إجراء الانتخابات. أما الثانية فتكمن في بسط الأمن ومقاومة العنف والجريمة. أما النهوض بالاقتصاد التونسي والتشغيل والتنمية ومقاومة ارتفاع الأسعار فيشكل الأولوية الثالثة، في حين لخص العريض الأولوية الرابعة في مواصلة الإصلاح ومقاومة الفساد، وتفعيل قانون العفو التشريعي العام وفض ما علق من ملفات شهداء وجرحى الثورة.

وقال العريض عن حكومته إنها حكومة لمرحلة قصيرة لا تزيد على تسعة أشهر، مشيرا إلى أنها ستعيش على وقع صعوبات وتحديات. وأقر بوجود قلق سياسي لدى التونسيين بشأن تركيز الدولة المدنية. بيد أنه أوضح أن تونس قطعت شوطا مهما في مجال الحريات، وأن الديمقراطية الناشئة ينقصها الدستور، وتدقيق المواعيد السياسية وتثبيتها. وقال: «تجاوزنا تواريخ كل المواعيد، وما زالت تونس تنتظر الدستور، وتنتظر إجراء الانتخابات وتركيز المؤسسات الدستورية الدائمة».

وأشار إلى أن تونس ليست في مأمن من الإرهاب والعنف والانفلات الأمني، وقال إن قطع الطرق وعمليات السطو والاعتصامات لا تزال منتشرة.

ونفى العريض أن يكون الحكم «غنيمة أو مكسبا»، وأقر في المقابل بوجود صعوبات كبرى في إدارة الشأن العام، ووعد بأن تكون المهمة الأساسية لأعضاء الحكومة هي تحقيق انتظارات التونسيين، وتوفير ما لا يقل عن 90 ألف منصب شغل جديد خلال السنة الحالية. وقال إن الفترة التي تفصل التونسيين عن الانتخابات القادمة لا تكفي الحكومة لتحقيق كل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرجوة.

وعرفت جلسة المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان) المخصصة لمنح الثقة للحكومة الجديدة، نقاشات حادة حول رزنامة المحطات السياسية القادمة وخصوصا مسألة الانتهاء من صياغة الدستور وتقديمه لقراءة أولى، ومن ثم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. واختلفت القيادات السياسية المعارضة قبل بداية جلسة المجلس التأسيسي بشأن عملية التصويت، على الثقة في الحكومة، وهل ستكون على أساس البرنامج الحكومي أم على الحكومة برمتها أم على وزراء الحكومة بصفة فردية؟ من جهة أخرى، أضرم شاب عاطل عن العمل النار في نفسه صباح أمس قبل ساعات من عقد البرلمان جلسة عامة لمنح الثقة للحكومة الجديدة. وسكب عادل الخذري (27 عاما) الوقود على نفسه وأضرم في جسمه النار أمام مقر المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة في حادثة هي الأولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن الشاب صرخ بصوت عال قبل أن يضرم النار في نفسه قائلا: «هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة (..) الله أكبر».

وأثارت كتلة اللهب الكبيرة التي انبعثت من الشاب المحترق هلع المارة وسائقي السيارات الذين سارع بعضهم ووسط الصراخ إلى إطفاء النيران باستعمال ملابسهم.

وقال منجي القاضي الناطق الرسمي باسم جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الشاب الذي نقل إلى مستشفى الحروق البليغة بولاية بن عروس (جنوب العاصمة) أصيب بحروق من الدرجة الثالثة، وأنه لا خطر في الوقت الحالي على حياته، لكنه سيبقى تحت المراقبة الطبية في المستشفى.