عشائر الأنبار تحمي العيساوي.. وقيادي في «العراقية» ينفي محاولته اللجوء إلى الأردن

رئاسة كردستان تدين محاولة اعتقال وزير المالية المستقيل.. والمطلك: لن نبقى في مواقعنا شهود زور

وزير المالية العراقي المستقيل رافع العيساوي مرفوعا على الأكتاف خلال مشاركته في مظاهرة بالفلوجة قبل أيام من تقديمه استقالته مطلع الشهر الحالي (أ.ب)
TT

أكد القيادي في القائمة العراقية وأمين عام تجمع المستقبل الوطني ظافر العاني أن «الدلائل كلها تشير إلى أن هناك نية مبيتة لاعتقال الدكتور رافع العيساوي (وزير المالية المستقيل) وهو ما أعلنه أمام المعتصمين في الرمادي».

وكشف العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «حال سماع أبناء العشائر قصة التعرض للعيساوي قرب طريبيل (المنفذ الحدودي مع الأردن) فقد هرعت إلى الساحة جالبة معها أسلحتها وبعشرات الآلاف لغرض حماية العيساوي»، مشيرا إلى أن «العيساوي ينتمي إلى واحدة من كبرى العشائر في العراق (قبيلة البوعيسى) والتي لم تجد مبررا لما بات يتعرض له العيساوي من مضايقات لمجرد وقوفه إلى جانب المظلومين من أبناء بلده». وردا على سؤال عما إذا كان العيساوي قد حاول الدخول إلى الأردن، قال العاني الذي ينتمي إلى نفس كتلة «متحدون» التي ينتمي إليها العيساوي والمتحالفة مع كتلة أسامة النجيفي «عراقيون» إن «العيساوي لم يكن يروم الذهاب إلى الأردن حتى تتم فبركة هذه القصة لأن طريبيل عراقية وليست أردنية وإن ذهابه إلى هناك كان لغرض حضور مجلس فاتحة إقليم على روح أحد مرشحي انتخابات مجالس المحافظات والذي ينتمي إلى كتلتنا ويبدو أن بعض الجهات تتصور أن كل من يذهب إلى طريبيل يدخل إلى عمان».

وكانت تقارير أفادت بتعرض أحد منازل العيساوي في محافظة الأنبار، لعملية دهم وتفتيش. وهو ما أدى إلى الربط بين هذه العملية وبين فرضية ذهابه إلى الأردن وهو ما نفاه العاني الذي اعتبر أن «عملية التعرض للعيساوي تصعيد خطير من قبل المالكي الذي بات واضحا أنه يفكر بالحرب الطائفية لأنه يجد مصلحته فيها»، معتبرا أن «رصيد المالكي الشعبي قد نفد لدى السنة حيث حاول خلق مشيخات وعناصر سنية بديلة ولكنها انهزمت عند أول حركة احتجاج من خلال التظاهرات ونبذت تماما من محيطها السني، يضاف إلى ذلك أن رصيده الشيعي أوشك على النفاد أيضا وذلك على خلفية مشكلاته مع الصدريين والمجلس الأعلى ولم يعد أمام المالكي الآن سوى أن يعيد إنتاج نفسه بطلا شيعيا من بوابة الحرب الأهلية».

وبشأن موقف القائمة العراقية من الحكومة والعملية السياسية، قال العاني: «نحن اتخذنا موقفا واضحا بالانسحاب من الحكومة وإن الوزيرين اللذين يحضران الاجتماعات (الكهرباء وشؤون المحافظات) لم يعودا يمثلان العراقية» كاشفا عن «أن وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي سيعلن استقالته بعد يومين». وردا على سؤال بشأن تأخر استقالته طبقا لما أعلنه الأسبوع الماضي أحمد أبو ريشة، أحد قادة «متحدون» لـ«الشرق الأوسط»، قال العاني: إن «السامرائي قدم لنا استقالة مكتوبة وهي الآن بحوزتنا ولكنه الآن يؤدي مناسك العمرة وسوف يعود في غضون يومين وقد فضلنا أن يعلن الاستقالة بنفسه».

وفي إطار ردود الفعل بشأن محاولة اعتقال العيساوي اعتبرت رئاسة إقليم كردستان أن المحاولة «تعمق الشرخ» بين مكونات الشعب العراقي. وقالت الرئاسة في بيان لها أمس: «نشجب هذا الإجراء الاستفزازي، وندين مثل هذه الممارسات، التي من شأنها إثارة المزيد من التوتر وتلبيد الأجواء السياسية المتدهورة، وتعميق الشرخ الوطني بين مكونات الشعب العراقي».واعتبرت أن «زج الجيش خلافا للدستور في الصراع السياسي والخلاف الدائر بين أطراف العملية السياسية، والإصرار على اعتماده والتمادي فيه، لن يسهم في الحيلولة دون تصعيد التوتر، وإنما يشدد من وتيرته، وتنجم عنه تداعيات وتبعات خطيرة».

في السياق نفسه قال نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك: «إننا لن نبقى في مواقعنا شهود زور على عملية سياسية تستهدف شركاءها بهذه الطريقة». وقال المطلك في بيان له أمس الثلاثاء إن «المطلك ومعه القائمة العراقية يستنكرون محاولة الاعتداء التي تعرض لها العيساوي أثناء ذهابه لتأدية العزاء لرئيس المجلس المحلي لقضاء الرطبة غرب محافظة الأنبار». وأشاد المطلك بـ«مواقف شيوخ عشائر الأنبار الذين رافقوا العيساوي ووجهوا بعدم الاحتكاك مع هذه القوات»، مبينا أن «توجيه الشيوخ كان له الأثر الكبير في دفع فتنة كبيرة كادت أن تحصل لولا تدخلهم، جراء تصرف لا مسؤول من قبل الأجهزة الأمنية».