كلابر يحذر من تنامي التهديدات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة

الاستخبارات الأميركية تخشى الجماعات المتطرفة في دول الربيع العربي

TT

حذر كبار المسؤولين في المخابرات الأميركية من خطورة تهديدات القرصنة الإلكترونية واعتبروها شكلا جديدا للحرب على الولايات المتحدة. وأشاروا إلى اتجاه الجماعات الإرهابية إلى الحصول على إمكانات القرصنة بما يمكنهم من تحقيق أهداف إرهابية بالحصول على معلومات هامة. وحذر مسؤولو الاستخبارات من التهديدات الإرهابية من الجماعات الجهادية التي تتزايد قوتها في دول الربيع العربي وتخلق تهديدات لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وطرح كبار المسؤولين بأجهزة الاستخبارات الأميركية في شهادتهم أمام لجنة مجلس الشيوخ للاستخبارات صباح أمس قائمة طويلة من التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة ومنها تهديدات كوريا الشمالية، وإمكانية لجوء النظام السوري إلى استخدام مخزون الأسلحة الكيماوية ضد السوريين، واستمرار إيران في طموحها لتخصيب اليورانيوم وسعيها لتصنيع سلاح نووي، إضافة إلى ضعف الحكومات الجديدة في دول الربيع العربي بما سمح لجماعات جهادية باستغلال تلك الأوضاع وإشاعة عدم الاستقرار. وقدم جيمس كلابر تقريرين، أحدهما عرضه بشكل علني خلال الجلسة والآخر سري قدم خلاله تفاصيل أكثر في جلسة مغلقة مع أعضاء لجنة الاستخبارات.

وشدد كلابر في شهادة على أن تنظيم القاعدة لم يعد قادرا «على الأرجح» على القيام بهجمات واسعة النطاق ضد الغرب والولايات المتحدة، لكنه حذر في الوقت نفسه من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا ومالي وغرب آسيا التي تحاول إعادة تنظيم نفسها، وتسعى للحصول على إمكانيات لتهديد الأمن السيبراني.

وأوضح كلابر أن الهجمات الإلكترونية قد تنطوي على تهديدات للمؤسسات المالية والبنوك، مشيرا إلى استخدام الإنترنت كأداة في يد الدول والجماعات الإرهابية من أجل تحقيق أهدافها، ورغم ذلك قال كلابر: «الفرصة ضئيلة لشن هجوم إلكتروني كبير على الولايات المتحدة من شأنه أن يتسبب في اضطرابات واسعة النطاق مثل انقطاع التيار الكهربائي»، لكنه وجه قلقا خاصا من الصين وروسيا باعتبارهما أكثر الجهات الفاعلة في استخدام القرصنة الإلكترونية.

وحذر كلابر من أن عدم قدرة الرئيس بشار الأسد على سحق المعارضة ضده قد يزيد من احتمال لجوئه إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وقال: «النظام محاصر بشكل متزايد، وبعد أن قام بتصعيد العنف بالوسائل التقليدية ووجدها غير كافية قد يكون على استعداد لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». وأضاف: «كما يمكن لجماعات وأفراد في سوريا الوصول إلى المواد ذات الصلة بالأسلحة الكيماوية»، وقال إن كلا من إيران وسوريا قد حصلت على صواريخ بالستية من بيونغ يانغ.

وقال كلابر إن سوريا قامت بتطوير برنامجها للأسلحة الكيماوية والبيولوجية إلى ما بعد مرحلة البحث والتطوير، وإن استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا سمح لجماعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة أن يكون لها وجود قوي في سوريا.

وحذر كلابر من أن تداعيات الربيع العربي قد فتحت الباب أمام جماعات جهادية لاستغلال الأوضاع غير المستقرة، وقال: «الحكومات في مصر وليبيا وتونس واليمن وفرت فرصا لجماعات انتهازية وخلقت فرصا لجماعات متطرفة». وقال: «الربيع العربي أدى إلى تصاعد في التهديدات لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ومن المرجح أن تستمر التهديدات حتى تستقر الاضطرابات السياسية وتستعيد قوات الأمن قدراتها».

وفي إجابته على أسئلة السيناتور ماركو وربيو حول مصر، أوضح كلابر أن المؤسسة العسكرية مستقرة في مصر، ومدركة للتهديدات الإرهابية في سيناء، وقال: «القادة في مصر مدركون للتهديدات التي تواجههم، وأهمها انهيار الاقتصاد وانخفاض السياحة والتوترات في الشارع المصري».

وحول إيران قال كلابر: «لا أعرف ما إذا كانت إيران ستقرر في نهاية المطاف إنتاج أسلحة نووية لأن القرار في يد القائد الإيراني الأعلى، ولكن تقييمنا هو أن إيران مستمرة في تطوير قدراتها النووية لتعزيز أمنها ونفوذها الإقليمي وتطوير قدراتها لتطوير أسلحة نووية، وحققت خلال العام الماضي أفضل موقف في إنتاج اليورانيوم المخصب وتخزينه، وتقييمنا أنه يمكن لإيران أن تتمكن من تحويل تلك المواد إلى أسلحة نووية».

وحذر توم دينلون مدير وكالة الاستخبارات المركزية من استفزازات كوريا الشمالية والتصريحات الصادرة من الجيل الجديد من قادتها بما يجعل بلادهم أقل أمنا، واتفق معه الجنرال جيمس كلابر مشيرا إلى قلقه من التصريحات الصادرة من قادة كوريا الشمالية التي تعبر عن نياتهم وما يمكنهم القيام به من تحركات عدائية ضد كوريا الجنوبية، خصوصا بعد إعلانهم إلغاء الهدنة مع كويا الجنوبية، وطالب بتوجيه اهتمام أكبر بنيات كوريا الشمالية.

وقال كلابر: «تقييمنا منخفض لقدرة كوريا الشمالية على استخدام الأسلحة النووية ضد القوات الأميركية وحلفائها، لكننا لا نعرف ما الذي يخطط له النظام الكوري برئاسة كيم جونغ أون، خصوصا بعد قيام كوريا الشمالية بإجراء اختبارات لصاروخ باليستي عابر للقارات وإجراء تجربة نووية ثالثة.

وأشار كلابر إلى تهديدات جديدة تتعلق بالنمو السكاني والضغط المكثف على الغذاء والمعادن والطاقة والمياه وقضايا التغيير المناخي، كما انتقد بشدة استقطاع 4 مليارات دولار من ميزانية برامج الاستخبارات الأميركية (بما يساوي 10% من الميزانية الإجمالية)، ضمن استقطاعات الميزانية العامة للولايات المتحدة، محذرا من أن ذلك يعرض أمن وسلامة الولايات المتحدة للخطر.

وأشارت ديان فاينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إلى نجاحات أجهزة الاستخبارات الأميركية في حربها على الإرهاب واعتقال 105 متهمين بالإرهاب خلال السنوات الأربع الماضية، واعتقال 438 من الإرهابيين منذ عام 2001. كما وصفت الوضع السوري بأنه «كارثة إنسانية واسعة النطاق ولا يوحد نهاية لها في الأفق».

كانت لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ قد عقدت جلسة مفتوحة صباح الثلاثاء لمناقشة التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة في عام 2013، واستجوبت مدير الاستخبارات الوطنية الجنرال كلابر ومدير الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» الجديد برينان، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» روبرت مولر.

وقد أثار أعضاء الكونغرس مخاوف من التهديدات والتصريحات المعادية التي تطلقها كوريا الشمالية، واستمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، والسعي لامتلاك سلاح نووي، إضافة إلى تهديد الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في شمال ووسط أفريقيا وباكستان وأفغانستان، ومخاطر التطرف الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط بعد مجيء حكومات إسلامية في أعقاب الربيع العربي.