«الحراك الجنوبي» ينفي تلقيه أي دعم إيراني.. ويؤكد على نضاله السلمي

الشنفرة لـ«الشرق الأوسط»: 25 قتيلا في صفوفنا في الأحداث الأخيرة بالجنوب

TT

تواترت في الآونة الأخيرة الاتهامات الرسمية لإيران بدعم بعض فصائل «الحراك الجنوبي» في اليمن، وبالأخص الفصيل الذي يقوده نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، في حين نفت مصادر في «الحراك الجنوبي» باليمن علاقة الحراك بإيران ودعمها المادي له، وأكدت على ما وصفته بـ«النضال السلمي»، بعيدا عن العنف، في الوقت الذي يشهد جنوب اليمن تطورات أمنية متصاعدة منذ الـ21 من فبراير (شباط) الماضي.

واتهمت المصادر الرسمية نائب الرئيس اليمني الأسبق بتلقي الأموال من إيران لدعم أنشطته «الانفصالية» في جنوب اليمن، كما اتهمت مصادر يمنية أخرى البيض، بالأمر ذاته، في حين تنفي قيادات بارزة في «الحراك الجنوبي» هذه التهمة، وتعتبرها «ملفقة» وذات أبعاد إقليمية.

وقال صلاح الشنفرة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه لا علاقة لهم بالنظام الإيراني «من قريب أو بعيد، وإذا كان هناك شيء لا نعرفه، فنحن لسنا معنيين به، ونضالنا سلمي وحضاري ولا نرتبط بأي علاقة مع المتطرفين من أي اتجاه كانوا، وطريقنا واضح».

وأكد الشنفرة أن نشطاء الحراك الجنوبي يتعرضون للقمع منذ أن كان النظام السابق في سدة السلطة وهو النظام الذي يصفونه بـ«نظام الاحتلال»، وكشف أن الأحداث الأخيرة التي شهدها جنوب اليمن منذ الـ21 من فبراير (شباط)، عند الاحتفال بمرور العام الأول لانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيسا لليمن، التي تمثلت في أعمال عنف وإحراق مقرات بعض الأحزاب السياسية، أسفرت عن مقتل 25 ناشطا في «الحراك الجنوبي»، وجرح أكثر من 115 جريحا «من دون أن تصدر عنا حتى طلقة رصاص واحدة، ولا يوجد لدينا كفاح أو نضال مسلح والعالم يعرف بذلك».

ويتهم الفصيل الحراكي الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني الأسبق في جنوب اليمن، علي سالم البيض، بالوقوع في شرك المخابرات الإيرانية، والعمل لحسابها بأموال ضخمة تضخ لتنفيذ مشروعه السياسي، بالتنسيق مع جماعة الحوثي في شمال اليمن، وردا على سؤال حول مدى ارتباط المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، بزعامة حسن أحمد باعوم، بالبيض، قال الشنفرة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تيارا خرج أو «انشق عن المؤتمر الذي عقده للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي في عدن، وهذه المجموعة المنشقة لا نعلم حقيقة بعلاقتها بإيران أو غيرها»، وبشأن مسؤولية «الحراك الجنوبي» عما حدث من أعمال عنف في جنوب اليمن وإحراق مقرات بعض الأحزاب ومضايقة المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية، قال القيادي الجنوبي المعارض إنه «لا توجد أي علاقة للحراك الجنوبي بأي جماعة متطرفة أو عمل مسلح، وإنما هذه مبررات يسوقها الاحتلال اليمني من أجل قمع وضرب جماهير شعبنا الجنوبي، وأيضا من أجل ابتزاز العالم بحجة الإرهاب»، حسب تعبيره.

وأردف المعارض الجنوبي: «إننا نقتل وتستخدم ضدنا كل أنواع العنف، ونحن نناشد المجتمع الدولي ونطالبه بالنظر إلى حقيقة ما يجري في الجنوب، وأن لا يتم الإنهاء علينا تحت هذه الحجج والمبررات»، مشيرا إلى أن عدد قتلى «الحراك الجنوبي» منذ انطلاقه في جنوب اليمن عام 2007، وحتى اليوم بلغ 2013 قتيلا، وما بين 12 و13 ألف جريح، مؤكدا أن السلطات اليمنية اعتقلت منذ انطلاق الحراك أكثر من 100 شخص، وأن العشرات منهم لا يزالون في المعتقلات حتى اللحظة، وأن الحراك لا يجد الأموال لمعالجة الجرحى، وأنه يعتمد على تبرعات المواطنين في الجنوب للعلاج، التي تصل، من كل مواطن، إلى 100 ريال، أي أقل من نصف سنت من الدولار الأميركي.

وفي السياق ذاته، يقول علي سيف حسن، رئيس منتدى التنمية السياسية والمحلل السياسي البارز في اليمن إن «هناك أطرافا غير يمنية أو محلية هي التي تطرح تورط إيران في دعم الحراك الجنوبي، وهي رسائل سياسية موجهة للإقليم، وليس للداخل اليمني، وكلما زاد الحديث في هذا الجانب، زاد الوضع تعقيدا في الجنوب، لأن مواقفهم وتصرفاتهم في الجنوب نابعة عن مواقف ذاتية وليس عن دعم إيراني»، وأكد سيف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن البيض ليس بحاجة إلى «دعم دولي ليقوم بنشاطه السياسي وإنما بحاجة إلى نوع من التفهم والتقبل من قبل الدولة اللبنانية أو القوى الفاعلة والمؤثرة في الساحة اللبنانية كي يبقى في لبنان ويمارس نشاطه السياسي هناك، وتسهيل بقائه هناك ونشاطه من هناك»، وعن الأموال التي تمول أنشطة البيض والفصائل التابعة له في جنوب اليمن، يقول سيف إنها تدفع من قبل بعض التجار واليمنيين في المهجر وأطراف أخرى، ولكنها ليست دليلا كبيرا على التدخل الإيراني.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول توجه قوى الحراك الجنوبي لتصعيد أنشطتهم مع قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني المقرر في 18 مارس (آذار) الحالي، الذي ترفض أبرز القوى الجنوبية المعارضة المشاركة فيه، قال سيف إنه يعتقد أن «لدى السلطة تفكيرا بأنها تستطيع أن تضبط الأمور في الجنوب، كما حدث مع (خليجي 20)، وهناك تفاؤل بهذا الاتجاه، خاصة مع توقع أن لا يكون الوضع مستقرا في اليمن مع انعقاد مؤتمر الحوار، ولكنه لن يعيق الحوار لأنه سيمضي بالصورة المخطط لها وحسب مواعيده المحددة، ولا يمكن التفكير بتأجيله، وما سيحدث هو تواضع نتائج الحوار المتوقعة».