مقتل طيارين إسرائيليين إثر سقوط هليكوبتر خلال تدريبات

قائد سلاح الجو يوقف تحليق «الكوبرا» ويشكل لجنة تحقيق

TT

في الوقت الذي كان فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، يتحدث عن ضرورة الاستعداد لحرب لمواجهة ما سماه «الخطر القادم من الشمال»، وكانت قواته تجري تدريبات عملية على معارك قتالية، سقطت طائرة هليكوبتر مقاتلة وقتل طياراها، أمس، في المنطقة الجنوبية من البلاد.

وأمر قائد سلاح الطيران الإسرائيلي، اللواء أمير أيشل، بتعطيل حركة جميع طائرات الهيلكوبتر من طراز «كوبرا»، وشكل لجنة تحقيق في الحادث. وقبل أن تبدأ هذه اللجنة عملها أعلن عن حادث آخر في الجيش، تمثل بانفجار مستودع ذخيرة، تسبب في إصابة جنديين بجراح.

وكان غانتس قد افتتح مناقشات مؤتمر هرتسليا السنوي تحت عنوان «الحصانة القومية»، فقال: «إن على إسرائيل أن تكون جاهزة للحرب وإلا فلن نسامح أنفسنا». وأضاف أن هناك خطرا داهما من الشمال. وقال: «بالأمس القريب كانت هناك سبع فرق حربية سورية جاهزة لمحاربتنا ولكن اليوم جيش بشار الأسد يحارب نفسه، ولكن السوريين يمتلكون قدرات استراتيجية من شأنها أن تصل إلى أيدي (منظمات إرهابية) قد تستخدمها في المستقبل ضد إسرائيل».

ووصف رئيس الأركان الإسرائيلي الوضع في سوريا بأنه «غير مستقر ويحمل في طياته تهديدات خطيرة». ومع أن غانتس حاول التقليل من احتمالات نشوب حرب في المدى المنظور إلا أنه أشار إلى احتمال اشتعال الوضع في أي لحظة، منوها بأن أي حادث عرضي قد يؤدي إلى إشعال المنطقة. وحول لبنان قال غانتس، إن هناك برميل بارود استراتيجيا من شأنه الانفجار في أي لحظة، على الرغم من مرور سبع سنوات من الهدوء، زاعما أن إسرائيل ستعرف كيف ترد بشكل ناجع إذا ما وقع مثل هذا الانفجار، وقائلا بلغة التهديد إنه يفضل حينها أن يكون مواطنا إسرائيليا وليس لبنانيا.

من جهته، ألغى وزير الدفاع، إيهود باراك، حفل الوداع المخطط له أمس في القاعدة الجوية «بلماخبم»، التي أقلعت منها الطائرة «كوبرا»، فجر أمس، وكان يفترض أن تحط عليها بانتهاء التدريبات. وقال ناطق بلسان باراك إن تحطم طائرة الهليكوبتر المقاتلة يشكل ضربة مؤلمة لسلاح الجو و«لكن هذا الفشل يعتبر نادرا في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، ولا يوجد أي مجال للمقارنة ما بين النجاحات الهائلة التي حققتها هذه طائرة الهليكوبتر وبين إخفاقاتها النادرة طيلة 40 سنة من استخدامها».

وجدير بالذكر أن طائرة من طراز «كوبرا» تحطمت في إسرائيل سنة 2008 أيضا خلال تدريبات عسكرية، إذ تفكك محركها خلال الطيران وقتل الطياران، وتحطمت طائرة كوبرا أخرى سنة 1997 1998 وقتل أحد طياريها وجرح الثاني وفي سنة 1998 حطمت طائرة كوبرا وقتل طياراها. ولكن ليس فقط هذه الطائرة. ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أمر أيشل بتعطيل حركة الطائرات المقاتلة من طراز «إف - 15» و«إف - 16» بسبب اقتراب طائرتين من بعضهما البعض بدرجة خطيرة خلال التدريبات. وقبلها بشهرين اضطرت طائرة هليكوبتر من طراز «يسعور» للهبوط إثر اكتشاف عطب في محركها. وفي يوليو (تموز) 2012 هبطت بالطريقة نفسها طائرة من طراز «إف - 16 إيه» المقاتلة إثر اكتشاف خلل في أنبوب إيصال الوقود. وتحطمت طائرة «يسعور» في سنة 2010 خلال تدريبات في رومانيا وقتل أربعة ضباط على متنها، وبعدها بأيام قليلة قتل طياران آخران إثر تحطم طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي».

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد شهد عدة كوارث خلال التدريبات عبر تاريخه، إذ تحطمت في سنة 1977 طائرة «يسعور» شمال مدينة أريحا وقتل في الحادث 54 ضابطا وجنديا، وفي سنة 1997 تحطمت طائرتان من نفس الطراز عندما اصطدمتا في الجو وقتل 73 ضابطا وجنديا.