مسؤولون فرنسيون: بوتفليقة بصحة جيدة ولديه قدرة مدهشة على التحليل

في سياق جدل حول مدى قدرة الرئيس الجزائري على خوض ولاية رابعة

TT

يطرح غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن التعاطي مع قضايا هامة مطروحة محليا وإقليميا ودوليا، ملف حالته الصحية من جديد، ومدى قدرته على الترشح لولاية رابعة، إذا صحت الأخبار التي تفيد برغبته في تمديد حكمه. وعلى خلاف الاعتقاد السائد، جاء على لسان مسؤولين فرنسيين أن بوتفليقة «في أفضل حالاته».

فقبل أن يغادر رئيس البرلمان الفرنسي كلود بارتولون، الجزائر مساء أول من أمس (الاثنين)، في ختام زيارة دامت ثلاثة أيام، كان له لقاء مقتضب مع صحافيين تناول لقاء جمعه بالرئيس بوتفليقة في اليوم نفسه، ودام ثلاث ساعات. وسئل رئيس «الجمعية الوطنية» الفرنسية عن لياقة بوتفليقة في سياق تساؤل الشارع عن سبب غيابه عن المشهد العام مدة طويلة، فقال: «لقد أثبت السيد الرئيس قدرة مدهشة على التحليل السياسي، وخفة في التعامل مع الأحداث». وقال أيضا: «لقد تحدث الرئيس مدة ساعتين بخصوص ماضي ومستقبل العلاقات بين بلدينا.. لقد كانت لحظات لا يمكن أن أنساها».

ومن جهته، قال سفير فرنسا لدى الجزائر أندريه باران، الذي حضر اللقاء، لصحافي سأله في الموضوع نفسه: «الرئيس بوتفليقة فطن ومتابع حذق للأحداث، إنه بصحة جيدة مثلي ومثلك». وبحث الرئيس مع ضيفه بارتولون الأوضاع في مالي ونزاع الصحراء والأزمة في سوريا والأزمة الاقتصادية في أوروبا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستقي فيها الجزائريون الأخبار عن رئيسهم، من المسؤولين الفرنسيين منذ أن أجريت له عملية جراحية في باريس نهاية 2005 على أثر نزف حاد بالمعدة، ففي 2006 قال لصحافي من وكالة الصحافة الفرنسية، حضر إلى الجزائر لتغطية زيارة وفد رسمي من بلده: «لقد كنت مريضا جدا ونجوت بأعجوبة من الموت». يقصد مستوى الرعاية الصحية التي استفاد منها بالمستشفى العسكري الباريسي الشهير «فال دوغراس». وكانت المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتفليقة عن مرضه. وحتى في فترة النقاهة بباريس التي دامت شهرا، كانت «المصادر المجهولة» في فرنسا القناة الوحيدة التي تابع الجزائريون عبرها تطورات مرض الرئيس.

ويعد ملف صحة الرئيس من أسرار الدولة، ودرج بوتفليقة على إجراء فحوصات طبية في عيادة بسويسرا. وغالبا ما يسافر معه شقيقه وكبير مستشاريه السعيد بوتفليقة، ويصطحب معه أحيانا مسؤول التشريفات بالرئاسة مختار رقيق. وقل نشاط رئيس الجمهورية بشكل لافت خلال ولايته الثالثة (2009 - 2014)، فهو لا يظهر إلا في المناسبات الوطنية مثل عيد الاستقلال وثورة التحرير، ويكون ذلك بواسطة خطاب. واللافت أن بوتفليقة لا يحضر أبدا المؤتمرات الصحافية التي يعقدها الرؤساء الذين يزورون الجزائر. ولم يحدث أن نظم هو لقاء مع الصحافة منذ توليه الحكم قبل 14 سنة. وحتى الحوارات التي أجراها مع الصحف والوكالات الأجنبية كانت مكتوبة ومرسلة إلى أصحابها.

أما اجتماعات القادة والرؤساء التي تعقد في الخارج، فينتدب لها إما عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة (الغرفة البرلمانية الثانية)، وحدث ذلك ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، أو الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل.

ومرة سئل عبد العزيز بلخادم، لما كان ممثلا شخصيا له، عن صحة أخبار تحدثت عن تدهور صحة الرئيس فقال: «الرئيس بوتفليقة بخير، فلا هو في نقاهة ولا في إجازة. هو يشتغل في بيته ويتابع الشؤون العامة ونريدكم (الصحافيين) أن ترتاحوا من هذا الجانب». وأبدى بلخادم حينا تذمرا من صحافي طلب منه إطلاع الرأي العام على مضمون الملف الطبي للرئيس، إذ قال: «لماذا تسألون عن هذا الأمر؟ قلت لكم إن الرئيس ليس مريضا وسترونه قريبا».