وفاة مسيحي في سجن ليبي تثير غضب الأقباط

أطلقوا أسبوعا للغضب يتضمن مظاهرات أمام سفارات غربية

TT

انتابت حالة من الغضب مسيحيي مصر على خلفية مقتل مسيحي مصري خلال احتجازه في ليبيا بعد اتهامه بالتبشير، وفي حين نظم مسيحيون مصريون مظاهرة أمام السفارة الليبية بالقاهرة أول من أمس أحرقوا خلالها العلم الليبي، قال الدكتور القس أندريه زكي القائم بأعمال رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، التي يتبعها القتيل، إن جثمانه وصل إلى القاهرة أمس.

وبدأ مسيحيو مصر أسبوع «الغضب القبطي» اعتبارا من أول من أمس، وهو يتضمن مظاهرات أمام سبع سفارات غربية بالقاهرة لمطالبة حكوماتها بربط مساعداتها لمصر بحقوق المسيحيين في البلاد.

ويرى نشطاء مسيحيون أن «أسبوع الغضب القبطي» هدفه نقل صورة للخارج بوجود اضطهاد للمسيحيين في مصر خاصة مع تزيد نفوذ الإسلاميين، بعد وصول الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، لسدة الحكم، ووجود رغبة لدى الكثير من الأسر المسيحية بمغادرة البلاد خوفا من تيار الإسلاميين المتشددين.

من جانبه، قال الدكتور القس أندريه زكي القائم بأعمال رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر إن «جثمان المواطن المصري المسيحي عزت حكيم الذي توفي في ليبيا وصل إلى القاهرة أمس، حيث كان في استقباله قيادات الطائفة الإنجيلية بمصر، قبيل سفره للصلاة عليه في بلدته بأسيوط».

وأضاف زكي لـ«الشرق الأوسط» إن القتيل كان يعمل في ليبيا في مجال صيانة أجهزة التليفون المحمول، معربا عن حزن الطائفة العميق لما يتعرض له المصريون المسيحيون في ليبيا، ودعا كل القائمين على رعاية شؤون المصريين بالخارج والسفارة المصرية في ليبيا، بسرعة البحث عن ملابسات الحادث، مشيرا إلى أنه لم تتوفر بعد أي معلومات عن سبب الوفاة أو كيفية حدوثها، كون الواقعة ما زالت قيد التحقيق أمام السلطات الليبية.

ويقول نشطاء أقباط إن عزت حكيم توفي جراء تعذيبه في السجون الليبية بعد اتهامه بالتبشير.

من جانبه، قال السفير عاشور حمد بو راشد سفير ليبيا لدى القاهرة إنه التقى بعدد من المتظاهرين أمام السفارة، حيث استمع إليهم وأطلعهم على حقائق الأمور، مؤكدا اهتمام الحكومة الليبية بكل مصري على أرضها.

وأوضح السفير الليبي أنه أطلع المتظاهرين على بيان السفير المصري في ليبيا السفير هشام عبد الوهاب بخصوص هذه الواقعة، الذي أكد فيه أن وفاة عزت حكيم طبيعية وقد حدثت في حضور زملائه الأربعة وهم من المصريين، حيث كان مريضا بالسكر والقلب وسبق له إجراء جراحة في القلب، مرجحا أن يكون سبب الوفاة هو حدوث هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.

من جانبها، أعلنت جبهة الشباب القبطي، التي تضم عددا من الحركات القبطية، عن تنظيم مظاهرات أمام 7 سفارات غربية لمطالبة حكومات هذه الدول بدعم حقوق الأقليات وربط المساعدات التي تقدمها لمصر بمدى احترام القاهرة للمواثيق الدولية التي تلزمها باحترام حقوق الأقليات المسيحية. وقال عضو الجبهة سعيد فايز لـ«الشرق الأوسط»، إن «مظاهرات أسبوع الغضب في مصر تأتي ضمن حملة دولية في عدد من عواصم العالم وليس مصر».

وأكد القيادي بالجبهة أمير عياد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاعتصام أمام سفارة ليبيا بداية الغضب»، لافتا إلى أنه سيتم تنظيم مظاهرة أمس (الثلاثاء) أمام سفارة كندا، موضحا أن مظاهرات أسبوع الغضب سوف تكون قاصرة على أعضاء الجبهة ولن يسمح بمشاركة أحد من خارجها لتجنب اندساس أي عناصر مخربة.

وقال عياد: «أعددنا ملفا كاملا عن الانتهاكات التي تعرض لها المسيحيين منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) لتقديمه إلى السفارات الغربية التي سيتم التظاهر أمامها».

وتشير تقارير لعدد من المنظمات والهيئات القبطية إلى أن ما يقرب من 170 ألف مسيحي غادروا مصر منذ ثورة 25 يناير عام 2011 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012 بسبب حالة القلق والرعب في البلاد. ولا توجد إحصائيات رسمية تحدد عدد المسيحيين في مصر، لكن إحصائيات مسيحية غير رسمية تؤكد أن عددهم يقدر بنحو من 10 إلى 15 مليون شخص.

من جهة أخرى، احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر أمس بتنصيب الأنبا إبراهيم إسحق بطريركا للكرسي السكندري للأقباط الكاثوليك بمصر بكاتدرائية السيدة العذراء (سيدة مصر) بمدينة نصر (شرق القاهرة). ويأتي تنصيب البطريرك إسحق، خلفا للبطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب، الذي تخلى طوعا عن مهامه البطريركية لظروف صحية.