«اليونيسف»: جيل كامل من أطفال سوريا مشوه نفسيا

%6 فقط من أطفال حلب يذهبون إلى المدارس

TT

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من مليونين من الأطفال السوريين تضرروا من النزاع القائم في سوريا منذ أكثر من عامين. في حين أكدت مسؤولة الإعلام والاتصال بمكتب «اليونيسيف» في لبنان، أن المنظمة الأممية لا تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين الهاربين من بلادهم بسبب ضعف الدعم المقدم من قبل المجتمع الدولي.

وأشارت المنظمة في تقرير أصدرته أمس، أن «جيلا كاملا من أطفال سوريا أصبح في خطر، وذلك في ظل العنف الذي لا يهدأ، وتدفق ونزوح العائلات السورية، وكذلك ما يجرى من تدمير للبنية التحتية والخدمات الأساسية في سوريا بسبب النزاع المستمر». وقالت المنظمة: «إن هذا كله سيخلف جيلا كاملا من الأطفال السوريين المشوهين نفسيا مدى الحياة».

وجاء تقرير المنظمة الأممية بمناسبة دخول الثورة السورية عامها الثالث، وقال المدير التنفيذي لـ«اليونيسيف» أنثوني ليك، إنه في الوقت الذي يعيش فيه الملايين من الأطفال السوريين بالداخل وهم يشاهدون ماضيهم ومستقبلهم يختفون بين ركام هذا الصراع المستمر، الذي طال أمده فإن الخطر بأن يصبح هذا الجيل بالكامل جيلا ضائعا بات خطرا كبيرا». وأوضح أن «المناطق التي يكون فيها القتال أشد كثافة وعنفا فإن القدرة على الحصول على المياه النظيفة قد انخفضت بنحو الثلثين، وأدى ذلك إلى زيادة في عدد حالات الإصابة بالأمراض التنفسية والأمراض الجلدية في الوقت الذي تعرضت فيه المدارس إلى أضرار بالغة».

وكشف التقرير عن أن «واحدة من بين كل خمس مدارس في تلك المناطق دمرت أو تضررت بشدة أو تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من العنف من مناطق أخرى»، مشيرا إلى أن «في محافظة حلب 6% فقط من الأطفال يذهبون إلى المدارس وفي بعض الفصول التي ما زالت تعمل فإن تكدس الأطفال يصل إلى نحو 100 طفل في الفصل الواحد».

وأكدت مديرة الإعلام والاتصال بمكتب «اليونيسيف» في لبنان، سها بساط البستاني لـ«الشرق الأوسط» أن «أرقام النازحين السوريين تتزايد بشكل يومي، لا سيما في لبنان»، مشيرة إلى «عدم قدرة (اليونيسيف) على استيعاب العدد المتزايد يوميا ما لم تحصل على دعم من المجتمع الدولي». وقالت البستاني: «إن المشكلة الرئيسية التي تواجههم كمنظمة، هي الانتشار الواسع غير الممنهج للنازحين، فهم لا يتمركزون كما في الدول المجاورة داخل مخيمات محددة، بل ينتشرون في أكثر من 600 منطقة، مما يجعل عملية الوصول إليهم صعبة جدا». وأشارت إلى أن الأطفال القادمين من سوريا يكونون بحالة نفسية مزرية بسبب مشاهدتهم لعمليات القصف والتدمير والتعذيب»، مؤكدة «قيام (اليونيسيف) بتقديم الدعم النفسي لأكثر من 17 ألف طفل في شمال لبنان».

وأوضحت البستاني أن «المنظمة الدولية قامت بالكثير من الأعمال داخل الأراضي اللبنانية لمساعدة النازحين، لا سيما الأطفال منهم ضمن الإمكانيات المتاحة، حيث وزعت على أكثر من 40 ألف طفل ملابس شتوية، إضافة إلى إدخال 150 ألفا إلى المدارس الرسمية».

وكان تقرير «اليونيسيف» قد شدد «على الأثر الهائل الذي تخلفه صدمات مشاهدة الأطفال لأفراد من أسرهم أو أصدقائهم وهم قتلى، إضافة إلى حالة الرعب التي يعيشونها باستمرار من جراء أصوات القصف والقتال ومشاهد الصراع».

وقال المدير التنفيذي لـ«اليونيسيف» أنطوني ليك، إن «المنظمة ستتمكن من تلبية الاحتياجات المتزايدة لهؤلاء الأطفال إذا حصلت على التمويل والدعم اللازم لذلك». وأضاف أنه «منذ بداية النزاع في سوريا فإن (اليونيسيف) وشركاءها ركزوا في استجابتهم للأزمة على توفير المياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية ولوازم التعليم وخدمات حماية الأطفال للأسر النازحة في داخل سوريا أو تلك التي لجأت إلى الدول المجاورة».

وأشار أنطوني ليك إلى أنه «نتيجة لجهود المنظمة فإن نحو 4 ملايين شخص داخل سوريا يستطيعون الآن الحصول على مياه شرب نظيفة، بينما ساعدت الفرق الصحية المتنقلة في تطعيم نحو 1.5 مليون طفل في سوريا ضد الحصبة وشلل الأطفال، وساعدت المنظمة نحو 75 ألف طفل سوري في المدارس وما يسمى أيضا النوادي المدرسية في الاستمرار بالحصول على التعليم المفقود وإعادة اكتشاف ما يشبه الطفولة الطبيعية».

وأشار تقرير «اليونيسيف» إلى أن المنظمة «تقوم بمساعدة ما يقارب 300 ألف طفل من اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا (تركيا والعراق ولبنان والأردن)». وحذر من أن «مساعداتها للسوريين مهددة إلى حد كبير، وذلك بسبب النقص الحاد في التمويل، خصوصا أن المانحين لم يقدموا سوى 20 في المائة فقط من حجم النداء الإنساني الذي وجهته «اليونيسيف» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والبالغ 195 مليون دولار والمخصصة لبرامج المساعدة».