بيونغ يانغ تحدد هدفها الأول.. في حال اندلاع نزاع

الأمم المتحدة تفتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية

TT

حدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون جزيرة صغيرة في كوريا الجنوبية قريبة من الحدود البحرية بين البلدين هدفا أول في حال اندلاع نزاع فيما لا يزال التوتر على أشده في شبه الجزيرة. وجاء هذا فيما فتح مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ملف انتهاكات حقوق الإنسان المرتبكة في كوريا الشمالية.

وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم خلال زيارة لثكنات عسكرية قريبة من الحدود الاثنين، في اليوم الأول من مناورات عسكرية مشتركة بين سيول وواشنطن وأدانتها بيونغ يانغ بشدة، إن جزيرة باينغنيونغ ستكون أول هدف للجيش الكوري الشمالي. ويبلغ عدد سكان هذه الجزيرة 5 آلاف نسمة وتتمركز فيها عدة وحدات عسكرية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن كيم قوله: «في حال أعطي الأمر، يجب أن تقصموا ظهر الأعداء الشياطين وأن تقطعوا أعناقهم وأن تظهروا لهم هكذا بوضوح ما هي الحرب الحقيقية». ومن جهته، قال المسؤول في الجزيرة المعنية كيم يونغ - غو إن الملاجئ لاستقبال المدنيين أصبحت جاهزة وجميع القرى في حالة تأهب. وأضاف: «هناك بالفعل حركة نزوح كثيفة لسكان مذعورين نحو الداخل الكوري الجنوبي، ولنكون صريحين هناك نوع من الخوف»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويحتدم التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ أيام بسبب العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس الأمن الدولي ضد بيونغ يانغ الأسبوع الماضي على خلفية إجرائها تجربة نووية ثالثة، وأيضا بسبب المناورات العسكرية الحالية بين سيول وواشنطن. ولوحت كوريا الشمالية بالتهديد بشن ضربة نووية وحذرت الولايات المتحدة من أنها تعرض نفسها «لضربة نووية وقائية» كما أعلنت الاثنين انسحابها من اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية في 1953.

وتعتبر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الشمال يحاول ممارسة «ضغط نفسي» على كوريا الجنوبية وسيطلق مناورات عسكرية في خلال فترة قصيرة. وقال الناطق باسم الوزارة كيم مين - سوك: «إذا قام الشمال باستفزازنا فسنرد بطريقة تسبب لهم المزيد من الضرر». ولم يتم تعيين وزير للدفاع بعد في كوريا الجنوبية بسبب عرقلة في البرلمان.

والاثنين قررت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على مصرف التجارة الخارجية الكوري الشمالي بهدف الحد من مصادر الأموال التي تستخدمها بيونغ يانغ في برنامجها النووي والبالستي. ومن ناحية أخرى، توقع مدير الاستخبارات الأميركية أمس ألا يستخدم النظام الكوري الشمالي السلاح الذري إلا إذا اعتبر أن بقاءه مهدد. وقال جيمس كلابر في التقرير السنوي للكونغرس حول التهديدات على الأمن القومي: «نعتبر بدرجة من الثقة أن الشمال لن يسعى إلى استخدام الأسلحة النووية ضد القوات الأميركية أو الحليفة إلا للحفاظ على نظام كيم جونغ - أون». وتابع التقرير أن «الاستخبارات حددت منذ زمن أنه من وجهة نظر بيونغ يانغ فإن قدراتها النووية تهدف إلى الردع والحصول على سمعة دولية واللجوء إلى دبلوماسية القوة». لكن الولايات المتحدة لا تزال تجد صعوبة في فهم حسابات نظام كوريا الشمالية بشأن ترسانتها النووية. وأضاف التقرير: «نجهل ما يمكن أن تكون عليه العقيدة النووية لبيونغ يانغ ولا بأي شروط ستستخدم هذا السلاح».

وعلى جبهة أخرى، اتهم مقرر لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الاثنين كوريا الشمالية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، معددا في جنيف سلسلة من الانتهاكات ارتكبها هذا البلد. وأوضح الإندونيسي مرزوقي داروسمان، وهو وزير خارجية سابق، أمام مجلس حقوق الإنسان الذي يجتمع في جنيف حتى 22 مارس (آذار) الماضي، أنه توصل إلى تسعة أنواع من الانتهاكات تثير قلقا بالغا مثل حرمان السكان الغذاء، والتعذيب، والاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، ومعسكرات السجناء، وانعدام حرية التعبير. وقال داروسمان خلال تقديم تقريره حول الوضع في كوريا الشمالية: «أعتقد أن كثيرا من الانتهاكات التي أوردتها في تقريري، إن لم يكن كلها، يمكن اعتبارها بمثابة جرائم ضد الإنسانية بحق السكان». ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية التي رفضت تكرارا التعاون معه ومع محققين آخرين في الأمم المتحدة.