تجدد الاشتباكات في عدن بين قوات الأمن وأنصار «الحراك الجنوبي»

مسؤول يمني: حملة عسكرية لملاحقة «المخربين» في مأرب

TT

تجددت الاشتباكات في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بين قوات الأمن وأنصار «الحراك الجنوبي»، وقتل شخصان على الأقل في مدينة عدن برصاص قوات الأمن، أمس، في وقت قال فيه مسؤول حكومي يمني إن حملة عسكرية ستنطلق لملاحقة المتورطين في عمليات استهداف المصالح الحيوية في شرق البلاد.

وقال شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن في مديرية المنصورة داهمت أحد مخيمات الاحتجاجات التابعة لـ«الحراك الجنوبي» وحاولت فض الاعتصام والعصيان المدني الذي دعت إليه قوى الحراك بالتزامن مع التحضيرات المتسارعة لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ستستضيف عدن بعض جلساته ولجانه، وأشارت المصادر إلى أن مواجهات اندلعت بين الطرفين أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى المستشفيات.

وتمنع الخطة الأمنية لمحافظة عدن كل الفعاليات والقوى السياسية من تنفيذ أي مظاهرات وفعاليات بصورة نهائية حتى انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق الأسبوع المقبل في صنعاء برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو المؤتمر الذي ترفض قوى الحراك المشاركة فيه على اعتبار أنه لا يعني الجنوبيين، على حد تعبير قادة الحراك. وتوقعت مصادر يمنية أن تشهد عدن المزيد من التصعيد مع قرب انعقاد مؤتمر الحوار، حيث يعتزم الحراك تنفيذ سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية المناوئة لعقد المؤتمر والمطالبة بـ«فك الارتباط» أو «الانفصال» عن الشمال، وكانت عدن شهدت أمس تشييع أحد قتلى مواجهات 2 مارس (آذار) الدامية في المحافظة.

إلى ذلك، نفى محافظ عدن وحيد رشيد لـ«الشرق الأوسط» الأنباء الصحافية التي تحدثت عن إصداره تعليمات باعتقال 12 صحافيا في عدن قبيل انعقاد مؤتمر الحوار، وقال إن «ذلك ليس صحيحا على الإطلاق». وكانت تلك المصادر نشرت قائمة بأسماء الصحافيين وجميعهم من مؤيدي الحراك الجنوبي.

على صعيد آخر، قال مسؤول في الحكومة اليمنية إن حملة عسكرية سوف تنطلق لملاحقة العناصر المتهمة بالقيام بأعمال تخريب ضد المصالح الحيوية، كأنابيب النفط وأبراج الكهرباء، التي تصاعدت وتيرتها اليومين الماضيين بصورة غير مسبوقة، وأكد راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق الوطني لـ«الشرق الأوسط» أن هناك توجيهات رئاسية صارمة بالتعامل الحازم مع مرتكبي هذه الأعمال، وأنه قبيل انعقاد مؤتمر الحوار هناك صراع إرادتين؛ «الأولى تريد أن تجر اليمنيين إلى الماضي، والأخرى تريد أن تنطلق باليمنيين إلى المستقبل، هناك من لا يريد لليمنيين أن يعيشوا أفضل مما كانوا فيه، ويريدونهم أن يترحموا على العهد السابق، ولا يريدونهم أن يعيشوا مستقبلا أفضل».

وأشار بادي إلى أن الحكومة «بدأت بالضرب بيد من حديد ضد هؤلاء المخربين، وهناك حملة عسكرية ستتوجه إلى تلك المناطق لإيقاف هذا العبث الذي أضنك حياة اليمنيين نفسيا وأنهكها اقتصاديا».

وتعيش العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية في ظلام دامس بعد أن تعرضت محطة مأرب الغازية لعمل تخريبي أخرجها عن الخدمة، وأعادت هذه الأجواء لليمنيين الأجواء التي عاشوها عام 2011، إبان الصراع السياسي والعسكري المسلح في صنعاء بين الأطراف السياسية المتنازعة.