الفلسطينيون لأوباما: ابدأ رحلتك لرام الله قبل ساعتين من موعدك.. ولا تحضر الـ«بلاك بيري»

في رسالتين ساخرتين حول الحواجز ومنع إسرائيل تقنية 3G.. علقت في لافتات على طريق القدس ـ رام الله وأمام مقر الرئاسة

إحدى اللافتات الساخرة من زيارة أوباما، وتقول: «الرئيس اوباما، احضر مبكرا لزيارتك في رام الله قد يستغرق عبور حاجز قلنديا ساعتين» («الشرق الأوسط»)
TT

«الرئيس أوباما لا داعي لأن تحضر معك هاتفك الذكي، فخدمة 3G (الجيل الثالث للهواتف الجوالة) محظورة في فلسطين». كانت هذه واحدة من لافتات ضخمة وزعت على الطريق بين حاجز قلنديا على مدخل رام الله، ووسط المدينة، ووضعت كذلك أمام مقر المقاطعة في رام الله، وأمام كنيسة المهد في بيت لحم، حيث يمر الرئيس الأميركي باراك أوباما. أما الثانية فتقول: «الرئيس أوباما، لا تنس تقديم موعد اجتماعك بالرئيس محمود عباس (أبو مازن) في رام الله بساعتين، فالأزمة على حاجز قلنديا العسكري تحتاج هذا الوقت». وأراد شبان فلسطينيون هذه المرة لفت انتباه أوباما لما يعتقدون أنه أهم من الحديث في السياسة، وهو الحديث عن احتياجات ومعاناة الناس اليومية. وقال ماهر علاونة، وهو واحد من بين 3 شبان فكروا في وضع هذه اللافتات، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرنا بعيدا عن الطريقة التقليدية. أردنا مخاطبة أوباما ببساطة ومن دون مصطلحات كبيرة. أردنا أن نخبره عن تفاصيل حياتنا». وأضاف: «نحن نقول له إن الحاجات (الحياتية) الضرورية عندكم التي لا غنى لكم عنها ممنوعة عندنا». وتابع علاونة القول إن «الرئيس أوباما قال مرة إنه يستطيع أن يستغني عن كل شيء إلا هاتف الـ(بلاك بيري) خاصته، ونحن نخبره الآن إذا كان لا يعرف أن خدمة 3G ممنوعة في فلسطين». واستطرد متسائلا: «لماذا مسموحة في كل العالم وممنوعة عندنا؟ نريد إجابة، لماذا يتمتع بها كل العالم وتعتبر من ميزاته اليومية ولا نستطيع نحن؟».

ومن بين عشرات اللافتات متوسطة الحجم، اختار الشبان نصب لافتتين كبيرتين جدا، واحدة أمام المقاطعة (مقر الرئاسة)، والثانية على طريق القدس - رام الله، وهي طرق متوقع أن يمر بها الرئيس الأميركي، وكذلك أمام كنيسة المهد حيث يزورها. وقال علاونة: «نعرف أن الإعلام سينقل له هذه الرسائل ونريد أن يراها أيضا على أرض الواقع».

وترفض إسرائيل منح السلطة الفلسطينية الحق في استخدام تقنية 3G ولذلك فإن كثيرا من مستخدمي الهواتف الذكية في الضفة وغزة لا يتمتعون بالخدمات والمزايا التي يفترض أن تقدمها هذه الهواتف. وحاجز قلنديا هو الحاجز الذي يربط القدس وجنوب الضفة بمدينة رام الله، ويعتبر المدخل الوحيد المتاح للفلسطينيين. وعادة ما يضطر الفلسطينيون للانتظار طويلا على هذا الحاجز بسبب أزمة المركبات التي تلتقي من عدة جهات. ويضطر سائقو المركبات للانتظار ساعتين أحيانا في طريق لا يتجاوز طوله 100 متر. وكتب الشبان الفلسطينيون يطلبون من أوباما الحضور قبل ساعتين إذا كان يريد أن يأتي عن طريق قلنديا في لفتة ساخرة وتعبر عن معاناة يومية.

وقال علاونة: «قلنديا أحد رموز المعاناة اليومية للفلسطينيين». وأضاف: «أردنا أن نقول لأوباما إن من حقنا توسيع مدخل رام الله. نريد أن نمر بحرية مثل كل الناس الآخرين الذي يتمتعون بهذه المزايا». وتابع القول: «باختصار نحن نقول له إن المزايا اليومية عندكم تمثل معاناة عندنا». وطلبت السلطة مرارا السماح لها بتوسيع مدخل قلنديا الذي يقع تحت سيطرة إسرائيلية، لكن إسرائيل رفضت.

ويزور أوباما فلسطين وإسرائيل في 20 من الشهر الجاري. وتأكدت زيارة أوباما لبيت لحم وكنسية المهد، إذ بدأ رجال المخابرات الأميركية، أمس، تفقد الكنيسة ومحيطها ووضع الخطط الأمنية لزيارة الرئيس الأميركي. ولم يعرف بعد إذا ما كان أوباما سيكتفي بزيارة بيت لحم ويلتقي الرئيس الفلسطيني هناك، أم أنه سيلتقيه في رام الله، ومن ثم ينقل بطائرة هليكوبتر إلى بيت لحم. وقال أوباما إنه لن يطرح مبادرة سلام جديدة، لكنه سيحث على استئناف العملية السياسية، غير أن الفلسطينيين سيضعون أمامه مطالب مختلفة وتصوراتهم لاستئناف عملية السلام. ومن بين ذلك، تسليح السلطة بشكل أفضل، وتوسيع مناطق نفوذها، والإفراج عن أسرى، ووقف الاستيطان، وبدء مفاوضات محكومة بسقف زمني. وفي هذا السياق، قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس وفدها لحوار المصالحة، إن أوباما رفع الفيتو عن الوحدة الفلسطينية. وأضاف للإذاعة الرسمية: «الرئيس أوباما أوضح خلال لقائه مع زعماء الجالية اليهودية، أن واشنطن لا تعارض وحدة الفصائل الفلسطينية في إطار حكومة لا تعارض السلام». وأردف: «واشنطن كانت بالفعل تضع العراقيل في وجه المصالحة، لكن بإصرارنا على المضي في الطريق تجاوزنا ذلك». وأكد الأحمد أنه لا يوجد أي مواعيد جديدة للقاء مع حركة حماس، متوقعا أن يتم ذلك الشهر المقبل. وأضاف: «إذا بقيت الأمور في لجان ملف المصالحة تسير بشكل طبيعي فمن المتوقع أن يكون هناك لقاءات مع حماس الشهر المقبل». وتابع القول: «نحن الآن في مرحلة مشاورات تشكيل حكومة التوافق، إلا أن تحقيق ذلك مرهون بإنهاء عمل لجنة الانتخابات المركزية».