مسؤول أممي يحذر من كارثة في المنطقة جراء استمرار الأزمة السورية

عدد اللاجئين السوريين مرشح لأن يتجاوز 3 ملايين.. والأمير تشارلز يزور مخيما في الرمثا الأردنية

TT

حذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيرس، أمس في عمان، من كارثة محتملة على منطقة الشرق الأوسط جراء استمرار الأزمة السورية. في غضون ذلك زار ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وعقيلته الدوقة كاميلا أمس مخيما للاجئين السوريين في مدينة الرمثا شمال الأردن. وقال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود إن الأمير تشارلز وعقيلته زارا مخيم حدائق الملك عبد الله التابعة لبلدية الرمثا الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ويستضيف 920 لاجئا. وأضاف الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأمير تشارلز وعقيلته اطلعا على أوضاع اللاجئين في المخيم الذي أقيم بمساهمة سعودية من خلال إقامة الأبنية الجاهزة والمرافق التابعة له». وقال إن هؤلاء اللاجئين وصلوا منذ بداية الأزمة السورية.

وكان ولي العهد البريطاني قد بدأ يوم الاثنين الماضي زيارة رسمية للأردن التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله ضمن جولة تشمل المملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان تستغرق تسعة أيام.

إلى ذلك، قال المفوض الأممي في مؤتمر صحافي إن إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، هو وحده الكفيل بالحد من معاناة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الأزمة السورية «لا تشبه غيرها من الأزمات، خاصة من حيث تعقيداتها وتداعياتها الإنسانية، وتتطلب إجراءات قصوى واستثنائية». وأضاف: «إذا نظرنا إلى المستقبل فسنجد أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تهديدا كبيرا، وسيناريو كارثيا، قد يهددها بالانفجار في أية لحظة، جراء استمرار الأزمة السورية التي تشكل تهديدا للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة. وحث غوتيرس المسؤولين السياسيين في العالم على بذل كل ما يمكن لإيجاد حل سياسي عاجل وليس آجلا، مؤكدا أنه «إن لم يحدث ذلك سنواجه سيناريو كارثيا وقد يمتد هذا الصراع بسهولة». وتابع القول إن مستوى الدمار بسوريا بلغ حدا لا يطاق وأدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السوريين داخل بلادهم، وكذلك إلى بلدان الجوار، موضحا أن عدد اللاجئين السوريين مرشح ليتضاعف بثلاث مرات في نهاية السنة الحالية، ليصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ إذا لم يتم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن.

ودعا غوتيرس البرلمانات والحكومات في العالم إلى إقرار مساعدات استثنائية لدعم الضحايا السوريين والدول التي استقبلتهم، محذرا في ذات الوقت من أنه «إن لم يحصل ذلك فإن ميزانية الأمم المتحدة للمساعدات لن تمكننا من أداء واجبنا»، مشيرا إلى أن «الأزمة ولسوء الحظ تستمر وتستمر بلا نهاية». وقال إن هؤلاء اللاجئين بحاجة لمساعدات طارئة وعاجلة، معتبرا المساعدات التقليدية غير كافية لتلبية احتياجاتهم، التي يمكنها التقليص من معاناتهم فقط. وأكد أن البلدان المضيفة، كالأردن ولبنان وتركيا، لن تتمكن وحدها من الاستجابة لاحتياجاتهم، مما يتطلب دعما ومساعدة عاجلة وكبيرة من المجتمع الدولي.

وفي معرض حديثه عن اللاجئين في الأردن، قال غوتيرس إن أعدادهم بلغت نحو 450 ألفا، يؤثرون بشكل دراماتيكي على المجتمع وعلى الاقتصاد، معبرا عن تضامن المفوضية وتقديرها لجهود الحكومة والشعب الأردنيين في استضافتهم. ودعا إلى تقديم المزيد من الدعم للأردن لمساعدته على الاستمرار في استقبال المزيد من اللاجئين، خاصة أنه يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، وهو في حاجة للمزيد من المساعدات الدولية، التي يتعين إيصالها إلى أكبر عدد من اللاجئين السوريين، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء. وبخصوص اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الذين يتكبدون معاناة كبيرة هناك، أكد غوتيرس أنهم في حاجة للحماية في مخيماتهم وتأمين المساعدات الإنسانية لهم عبر وكالة الأونروا حتى لا يضطرون إلى النزوح بأعداد كبيرة إلى دول الجوار.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد التقى أمس غوتيرس وبحث معه تطورات الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الإنسانية على دول المنطقة والأردن تحديدا. وناقش أيضا التزايد الكبير والمستمر في تدفق اللاجئين، والعبء الذي يتحمله الأردن في إيوائهم، مؤكدين أهمية دعم ومساندة الأردن للاستمرار بأداء هذه المهمة الإنسانية. وأشار جودة إلى انعكاسات تدفق اللاجئين على الأردن في ظل محدودية الموارد خاصة المياه والطاقة فيما نبه إلى أن الأردن بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي بهذا الخصوص.