قالت الأمم المتحدة أمس، إن جنديا من قوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب السودان أصيب بالرصاص في هجوم قام به مسلحون مجهولون وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد التي أعلنت استقلالها عن السودان قبل 20 شهرا، فيما اتهمت جوبا ميليشيا متمردة يقودها «ديفيد ياو ياو» التي تنشط في تلك المنطقة بالمسؤولية عن الحادث، وقالت إن البعثة الدولية تعلم ذلك.
وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان خدير زروق إن إطلاق النار وقع أول من أمس على دورية تابعة للبعثة الدولية في ولاية جونقلي شرق البلاد دون تحديد المنطقة التي وقع فيها الحادث. وأضاف: «الجندي المصاب نقل إلى العاصمة جوبا لتلقي العلاج وان حالته مستقرة». وسبق أن تم إسقاط مروحية تابعة للبعثة الدولية في ولاية جونقلي نفسها في ديسبمر (كانون الثاني) الماضي، كانت في مهمة استطلاعية وقتل طاقمها المكون من أربعة أفراد وهم روس.
من جانبه قال فيليب أقوير المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم وراءه ميليشيا المتمرد ديفيد ياو ياو الذي ينشط في تلك الجهة، مشيرا إلى أن ياو ياو كانت تدعمها الخرطوم، وقال: «ليس هناك مجهولون وراء إصابة جندي الأمم المتحدة، هناك ميليشيا معروفة والبعثة الدولية تعلم ذلك». وتشهد ولاية جونقلي الغنية بالنفط تمردا بقيادة القائد السابق في جيش جنوب السودان ديفيد ياو ياو طالب التكنولوجيا السابق الذي تمرد قبل ثلاث سنوات بعد فترة وجيزة من توقيعه اتفاقا مع رئيس البلاد سلفا كير ميارديت. ودائما ما تتهم جوبا الحكومة السودانية بدعم المتمردين وأبرزهم ياو ياو ضدها لنسف استقرار البلاد.
إلى ذلك قالت منظمات الأمم المتحدة العاملة بالسودان إنها بحاجة لمبلغ مليار دولار أميركي لإنفاذ خطة العمل الإنساني، لمساعدة (4.3) مليون نازح سوداني. وأكد المنسق المقيم للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالسودان علي الزعتري التأكيد على كبر الاحتياجات الإنسانية في السودان، لتقديم المساعدات لـ(1.4) مليون شخص يقيمون في مخيمات النازحين في ولاية دارفور التي تشهد حربا طوال عشرة أعوام، إضافة إلى أكثر 3 ملايين طفل بين الرابعة والخامسة عشرة لا يحظون بدوام مدرسي كامل، وأن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال يبلغ 16.4 في المائة، بما يجعله يبلغ معدلات الطوارئ العالمية، وأن 10 في المائة منهم يموتون دون سن الخامسة، معظمهم بسبب تعرض للأمراض بسبب مياه الشرب غير الصحية، أو الأمراض ذات الصلة بسوء الصحة العامة مثل «الملاريا والتايفود والإسهال».
وأضاف الزعتري وهو يتحدث إلى ورش عمل لوضع خطة العمل الإنساني للعام 2013 أن 20 في المائة من نساء السودان لا يتاح لهن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية اللازمة للأمهات للولادة الآمنة. وأوضح الزعتري أن منظمته ستصرف 60 في المائة من ميزانيتها لخطة العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات الإنسانية لتقديم المساعدات لأكثر من 3.5 مواطن معظمهم في دارفور.
وحسب الزعتري فقد انخفض تمويل الاحتياجات الإنسانية بشكل مثير للقلق في الأعوام 2011 - 2012م، بنسبة 9 في المائة من الأعوام السابقة، بما يؤثر على قدرة الوكالات الإنسانية على إنقاذ الأرواح والحد الأدنى من المعاناة. وقال الزعتري إن القطاعات التابعة للمنظمة الدولية وبالتعاون مع الحكومة السودانية ركزت على استهداف الأفراد الأكثر عرضة للمخاطر.
ووصف الزعتري الأوضاع الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنها بحاجة لتدخل المنظمات الإنسانية، وأن الحكومة تسمح بإمكانية وصول محدودة إلى مناطق النزاعات، وأنها لا تملك إحصائية عن حجم المعاناة التي يواجهها النازحون والمتأثرون في تلك المناطق بالحروب.
من جهته وصف مفوض العون الإنساني السوداني سليمان عبد الرحمن العوض ما يحدث في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنه مأساة إنسانية، وقال إن الحكومة أوصلت المساعدات إلى كل المناطق التي تخضع لسيطرتها، وأن المتمردين يحولون دون وصول المناطق التي يسيطرون عليها وتقديم العون لمحتاجيه، وأن الحكومة تخشى على سلامة الموظفين الإنسانيين ومن تعرضهم للمخاطر. يذكر أن 13 قطاعا من قطاعات عمل منظمة الأمم المتحدة العاملة في السودان قدمت تصورها لخطة العمل للعام 2013.